سازان محمد، طالبة في الصف السابع الأساسي في قرية تقع ضمن إدارة كرميان، لم يدعوا لها أي خيار سوى الزواج رغم أن عمرها كان 14 سنة فقط.
بدأت القصة قبل عامين بتخلي سازان عن الدراسة وتزويجها برجل يكبرها بـ 36 سنة، وانتهت بانفصالها عن زوجها.
الآن، سازان في الـ16 من عمرها، وقد رفعت في بيت والدها شعار "مواصلة الدراسة أو الموت"، غير أن والدها يضغط عليها لكي تتزوج من جديد.
سازان، الابنة الكبرى لعائلة فقيرة تقيم في إحدى قرى كرميان، قالت لـ(كركوك ناو)، "كنت ألهو مع اصدقائي في المدرسة وفي الحي، كان حلمي أن أكمل دراستي وأن أصبح معلمة، في أحد الأيام قالت لي والدتي: سنُزوّجكِ"، واستطردت سازان قائلةً، "حاولت كثيراً إقناع والدي بالعدول عن رأيه لأنه القرار كان بيده، لكن دون فائدة... لم أتزوج برغبتي، ولم يكن الوقت قد حان لزواجي."
لم أتزوج برغبتي، ولم يكن الوقت قد حان لزواجي
العائلة سازان من ذوي الدخل المحدود وهي مؤلفة من ستة أفراد، والدها يعاني من مرض مزمن ووالدتها ربة بيت، لذا من الأسباب التي دفعتهم لتزويج ابنتهم سازان هو إزاحة مسؤولية رعاية أحد الأطفال عن كاهلهم.
السبب الثاني، على حد قول سازان، وجود بقعة على وجهها، لذا نصحها والداها بالزواج مبكراً لأن أحداً لن يرغب بالزواد منها عندما تكبر.
شادان اسماعيل (40 سنة)، والدة سازان، قالت لـ(كركوك ناو)، "كنا بحاجة للمال لتأمين لقمة العيش لأطفالنا الأربعة وعملية زوجي الجراحية، لم يكن لدي عمل، لذا حين طلب أحد اصدقاء زوجي يد ابنتنا الكبرى وافقنا على الفور."
الشخص الذي طلب يد سازان يكبرها بـ36 سنة، حسبما أكدت شادان اسماعيل.
وتقول شادان، "لم توافق شادان على الزواج، كانت تقول لوالدها جميع أصدقائي يدرسون، يجب أن أدرس أيضاً، أريد أن اصبح معلمة، إذا تزوجت لن يكون بمقدوري تحقيق ذلك..."، واضافت، "لكن والدها لم يقبل طلبها، كنت أيضاً أؤيد فكرة زواجها، لذا تزوجت سازان دون رغبة منها"، والدة سازان أجهشت بالبكاء حين روت تلك التفاصيل وقالت، "أتحمل مسؤولية المعاناة التي مرت بها ابنتي، لأنني لم أمنع ذلك الزواج."
الآن، حين تروي سازان ووالدتها القصة، قد مر عامان على زواج سازان وهي الآن تقيم في منزل والديها بعد أن انفصلت عن زوجها لأنها لم تستطع العيش معه وتقول سازان ووالدتها بأن زوجها "كان يعاملها بصورة غير لائقة وكان يعنّفها."
بموجب القوانين المعمولة بها في العراق، يًسمح للفتيات اللائي أكملن الـ15 من عمرهن بالزواج وفق عدة شروط، لكن السن القانونية للزواج في اقليم كوردستان هو 18 سنة.
تقول سازان التي بلغت الآن الـ16 من عمرها بأن عائلة زوجها كانت كبيرة وأنها كانت تعيش في غرفة واحدة بذلك المنزل، "منذ اليوم الثالث لزواجي، تحول ذلك المنزل الى جحيم، كان علي أن أخبز لهم في الصباح الباكر... أصبح جحيماً لي، عدت الى منزل والدي عدة مرات لكن هم كانوا يعيدونني الى منزل زوجي في كل مرة ويقولون لي لا تفضحينا بين الملأ."
منذ اليوم الثالث لزواجي، تحول ذلك المنزل الى جحيم
سازان واحدة من بين مئات الفتيات اللائي أصبحن ضحايا للزواج المبكر والزواج بالإكراه، وهما ظاهرتان لا تزالان موجودتين في عدة مناطق بالعراق.
سازان، التي تزال تعاني من وقع صدمة زواجها المبكر، عادت في سن الـ16 الى نفس المدرسة والصف الذي كانت تدرس فيه، علّها تحقق ما كانت تصبو اليه. لكن المشكلة الكبرى هي أنها لا تزال غير مستقرة من الناحية النفسية وتشعر بالإحباط بسبب آثار الزواج الذي أجبرت عليه.
"سئمت من البقاء في البيت، لذا عدت الى الدراسة، أريد أن أحصل على شهادة وأعتمد على نفسي، قررت أن أواظب على دراستي مهما كلف الأمر."
رغم الوضع الذي تعيش فيه سازان، عاد والدها ليطلب منها أن تتزوج، "يقول لي: لا تستطيعين إكمال دراستك في هذا العمر، تزوجي في أقرب فرصة، من سيقبل بالزواج من مطلقة على وجهها بقعة سوداء."
تشعر سازان باستياء كبير من كلمات والدها لكنها اتخذت قرارها بأن تكمل دراستها، "قلت لوالدي: إما إكمال دراستي أو أموت."