ساعات تجهيز المواطنين بالكهرباء الوطنية في كركوك لا تصل الى ست ساعات في اليوم، فيما تنعدم الكهرباء بشكل تام في بعض المناطق، الأمر الذي يثار استياء المواطنين ويضطر بعضهم الى استخدام المواقد الغازية الصغيرة للحصول على الماء الساخن.
حسب متابعات (كركوك ناو)، تتراوح ساعات التزويد بالكهرباء الوطنية في بعض الأحياء ما بين خمس الى ست ساعات خلال 24 ساعة، وتشتغل مولدات الكهرباء الأهلية حوالي 12 ساعة في اليوم، ما يعني أن المواطنين محرومون من التيار الكهربائي ثمان ساعات في اليوم.
"الكهرباء الوطنية متردية منذ اسبوعين، أحياناً نُزوَّد بالكهرباء لمدة ساعة ونصف كل خمس ساعات"، حسبما قال مخلد خلدون، الساكن في حي واحد حزيران لـ(كركوك ناو)، ويشتكي خلدون من أن المواطنين يعانون من نفس المشكلة طوال ما يقرب من 20 عاماً.
عدم توفر الكهرباء يأتي في حين يحتاج فيه المواطنون الى الماء الساخن بسبب حلول الشتاء، ووفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، يستخدم أغلب المواطنين المواقد الغازية لتسخين المياه من أجل الاستحمام و غسل الملابس.
تقول شيماء أسعد، القاطنة في حي شوراو بأن اثنين من أزقة الحي محرومتان من الكهرباء الوطنية بشكل تام منذ 12 يوماً، "نعتمد كلياً على كهرباء المولدات الأهلية، هذا إذا لم تتعطل."
"سألنا العديد من أقاربنا فأجابوا بأنهم يعانون أيضاً من انقطاع الكهرباء ويقولون بأنهم يسخنون الماء في القدور من أجل الاستحمام وغسل الملابس"، كما تقول شيماء.
المواطنون محرومون من الكهرباء كلياً من ست الى ثمان ساعات في اليوم
إدارة محافظة كركوك تعتمد على 733 مولدة أهلية لتعويض نقص الكهرباء الوطنية، وقد أدت قلة ساعات التزويد بالكهرباء الوطنية الى ارتفاع سعر أمبير المولدات الأهلية الى 15 ألف دينار شهرياً.
يقول آري كاكل، الذي يعمل كمشغل مولدة أهلية في حي رحيماوا بأنهم يزودون المواطنين بالكهرباء على مدار 12 ساعة في اليوم الواحد، نظراً لأن الكهرباء الوطنية متوفرة لست ساعات فقط، "أي أن المواطنين محرومون من الكهرباء كلياً من ست الى ثمان ساعات خلال 24 ساعة"، حسبما قال آري لـ(كركوك ناو).
وضع الكهرباء لم يكن أفضل مما هو عليه الآن خلال اشهر الصيف، الأمر الذي دفع المواطنين للخروج في تظاهرات احتجاجية دون أن تثمر تلك التظاهرات عن شيء.
"في بعض الأحيان، نتواجد في محالنا منذ الصباح حتى الظهر دون أن نتمكن من مزاولة عملنا، لأن الكهرباء الوطنية التي نحن بحاجة اليها لتسيير أعمالنا شحيحة جداً، لا نعرف كيف سنكسب قوتنا بهكذا حال"، هكذا تحدث علي سعيد الذي يعمل كمصلح سيارات عن معاناته لـ(كركوك ناو).
استمرار احتجاجات المواطنين ضد تردي وضع الكهرباء في عام 2022 يأتي في الوقت الذي أشار فيه القائم بأعمال وزارة الكهرباء العراقية عادل كريم خلال زيارته كركوك في تشرين الأول من العام الماضي الى أن الوزارة ستنفذ عدة مشاريع في المحافظة وسيشهد الناس تغييراً كبيراً في قطاع الطاقة وانتاج الكهرباء.
عزيز صابر، يملك محلاً لبيع مولدات الكهرباء الصغيرة الحجم، قال لـ(كركوك ناو)، "حالياً هناك اقبال متزايد على شيئين، أولاً المولدات الصغيرة الحجم وثانياً المصابيح اليدوية القابلة للشحن، العوائل المقتدرة تشتري مولدة صغيرة لنفسها أو بصورة مشتركة مع عائلة أخرى، والبقية تستخدم المصابيح القابلة للشحن، هذا هو حال مواطني كركوك."
هناك اقبال متزايد على المولدات الصغيرة الحجم والمصابيح اليدوية القابلة للشحن
(كركوك ناو) اتصلت بمسؤولي قطاع الكهرباء في كركوك، لكنهم رفضوا الإدلاء بتصريحات بحجة أن وزارة الكهرباء منعت عنهم التصريحات.
مصدر مطلع في مديرية توزيع كهرباء كركوك قال لـ(كركوك ناو)، "السبب الرئيسي وراء انخفاض عدد ساعات التجهيز بالكهرباء الوطنية هو أن كركوك بحاجة الى 950 ميغاواط، لكن حالياً يصلها حوالي 350 ميغاواط فقط."
الى جانب الكهرباء التي تنتجها المحطات الغازية، تعتمد كركوك على الكهرباء التي يتم تأمينها من قبل أحد مستثمري اقليم كوردستان بموجب عقد مع إدارة المحافظة، لكن المستثمر توقف عن تزويد كركوك بالكهرباء منذ اشهر، حسبما قال المصدر، دون أن يوضح الأسباب.
وأضاف المصدر، "تقليل حصة الغاز الذي تُزوده ايران لمحطات انتاج الطاقة الكهربائية في العراق من العوامل الأخرى التي أدت الى استفحال الأزمة."
وكانت الحكومة العراقية قد وقّعت عقداً مع ايران لاستيراد الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء، نظراً لعجز وزارة النفط عن تأمين الكمية اللازمة من الغاز لتلك المحطات.
المصدر المطلع في مديرية توزيع كهرباء كركوك أوضح بأن هناك حملاً كبيراً على شبكات نقل الطاقة الكهربائية في كركوك، فضلاً عن أن المواطنين يعزفون عن دفع فواتير الكهرباء الوطنية.
مديرية توزيع كهرباء كركوك طلبت من وسائل الاعلام ومن رجال الدين حث المواطنين على عدم الاسراف في استخدام الكهرباء، وأشار بيان للمديرية الى أنها بصدد إطلاق حملة موسعة للحؤول دون إهدار الطاقة الكهربائية و رفع شعار "بإطفائك مصباحاً واحداً تنير بيتاً آخر."