كلما نفد البنزين من مركبته، يعلم حسين بأن الوقت قد حان لكي يقضي ساعات طويلة في طوابير الانتظار أمام محطات تعبئة الوقود في سنجار على أمل أن يستلم 40 لتراَ من البنزين.
مشكلة حسين سعيد، هي نفسها التي يعاني منها جميع سواق المركبات في قضاء سنجار بسبب أزمة شح البنزين في محطات التعبئة الحكومية التي بدأت منذ شهر.
"ننتظر في طابور طويل لعدة ساعات من أجل استلام حصتنا من البنزين، ما يزيد الطين بلة هو أن البنزين يتم توزيعه في المحطات الحكومية من الساعة 7:30 صباحاً لغاية 11:30 قبل الظهر"، هذا ما قاله حسين سعيد لـ(كركوك ناو).
حسب متابعات (كركوك ناو)، يتعذر على بعض سواق المركبات الوقوف في طوابير البنزين بسبب المشاغل اليومية والدوام، لذا يضعون مركباتهم في الطابور في الليل على أمل أن يستلموا حصتهم من البنزين في صباح اليوم التالي، بعضهم يبيت الليلة داخل مركبته.
الوضع المزري في طوابير البنزين أجبر حسين على الذهاب الى تلعفر التي يستغرق الوصول اليها 40 دقيقة، "استلمت البنزين في محطة تعبئ حكومية هناك دون أن أضطر للوقوف في طابور لأن محطات التعبئة مفتوحة هناك بعد أوقات الدوام الرسمي."
منذ حوالي اسبوع وأنا أعبئ سيارتي بالبنزين في محطات التعبئة الأهلية
توجد في قضاء سنجار محطتان حكوميتان فقط اضافةً الى 20 محطة وقود أهلية.
"حسبما علمنا فإن حصة سنجار من البنزين قد تم تقليصها الى النصف تحت ذريعة عدم عودة النازحين، كما أن هناك محطتا تعبئة لمركز القضاء والنواحي الثلاث التابعة لسنجار"، يقول حسين سعيد.
في آب 2014، تعرض يشكل الايزيديون الذين أغلبية سكان سنجار (غرب الموصل) الى حملات قتل وخطف وتهجير على يد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، ولم يعد الآن قسم منهم الى ديارهم بسبب قلة الخدمات.
فيديو: طوابير انتظار المركبات لاستلام البنزين
يقول خلف عتو، سائق أجرة عاد العام الماضي الى سنجار، "استجدّت أزمة البنزين قبل شهر، نقضي ساعات في طوابير الانتظار لكي نستلم حصتنا من البنزين الحكومي، منذ حوالي اسبوع وأنا أعبئ سيارتي بالبنزين في محطات التعبئة الأهلية."
وقال عتو لـ(كركوك ناو)، "أحتاج يومياً 20 الى 30 لتراً من البنزين، لأنني أعمل كسائق أجرة، شراء البنزين بسعر 750 دينار للتر الواحد يشكل عبئاً كبيراً علي ومن الضروري أن تُعالج هذه الأزمة."
يباع البنزين الحكومي بسعر مدعوم مقداره 450 دينار للتر الواحد، لكن سعر اللتر الواحد من البنزين في محطات التعبئة الأهلية 750 دينار.
خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني التابعة لسنجار قال لـ(كركوك ناو)، تم تقليص حصة سنجار، قبل نشوء هذه الأزمة كان يصل الى سنجار 30 ألف لتر من البنزين يومياً، لكنها الآن تتراوح بين 11 و 15 ألف لتر."
ويرى خوديدا بأن السبب يعود الى "بيع بنزين نينوى وكركوك لمحافظات اقليم كوردستان."
أهالي سنجار يتعرضون للغبن، هذا الشيء لا يحدث في أي منطقة اخرى من العراق
في اقليم كوردستان، يباع لتر البنزين في محطات التعبئة الأهلية بـ850 ديناراً، وأحياناً تزود تلك المحافظات بالبنزين الحكومي الذي يباع هناك بسعر 690 دينار للتر الواحد.
وأوضح خوديدا جوكي بأن من الأسباب الأخرى وراء الازدحام الذي تشهده محطات البنزين عدم قدرة محطتين على تلبية احتياجات سواق المركبات، حيث يقطن 90 ألف شخص في مركز قضاء سنجار، فيما يعيش أكثر من 140 ألف شخص في ناحية سنوني. ولفت خوديدا الى أن إحدى المحطتين الحكوميتين تقع في مركز قضاء سنجار والأخرى في مركز ناحية سنوني.
"أهالي سنجار يتعرضون للغبن، هذا الشيء لا يحدث في أي منطقة اخرى من العراق، حصة المناطق الأخرى المحيطة بنا لم تُقلّص بتاتاً بحجة قلة عدد السكان مثلما يحصل بحقنا، بالرغم من اننا شكونا لمسؤولي نينوى لكن مساعينا لم تثمر عن شيء"، حسبما قال مدير ناحية سنوني.
في عموم محافظة نينوى، توجد 28 محطة تعبئة وقود حكومية، تقع 11 منها في مدينة الموصل وتوزع هذه المحطات أكثر من مليونين و 400 ألف لتر من البنزين على المركبات.