يد دلخوش كامران اليمنى داخل جبيرة ومعلقة الى رقبتها، لأن الفحوصات الطبية شخّصت كسرين في عظام يدها، وقد حدث ذلك بينما كانت في المدرسة.
حسب رواية الفتاة وذويها، وهو ما أكده مسؤولو التربية، فقد ضربتها احدى المعلمات بعصا تسبب بتلك الكسور.
"كنا في الدرس الخامس، كنت جالسة في الصف، دخلت معلمة الرياضيات الصف وقالت على الفور سألقي نظرة على أظافركن، حين جاء دوري قالت لي لِمَ أظافرك طويلة، قلت لها بأنني نسيت، بالرغم من أن أظافري لم تكن طويلة، لكنني قلت ذلك من شدة الخوف"، هكذا سردت دلخوش كامران لـ(كركوك ناو) ما حدث معها ذلك اليوم، وقد غلبها البكاء.
دلخوش في الـ12 من عمرها، وهي طالبة في الصف السادس الابتدائي.
"طلبت مني المعلمة أن أفتح يدي، ضربتني بالعصا مرتين، إحداها أصابت راحة يدي والأخرى أصابت أصابعي، ثم قامات بضرب عدة طالبات أخريات."
وقع الحادث يوم الثلاثاء، 11 كانون الثاني 2022 في مدرسة رابرين في منطقة لطيفاوا بحي الشورجة، وهي مدرسة تابعة لقسم الدراسة الكوردية في المديرية العامة لتربية كركوك.
تقول دلخوش بأنها أحست بآلام في تلك اللحظة، لكن آلامها زادت بعد عودتها الى المنزل، "حينها أخبرت أفراد عائلتي بأن المعلمة ضربتني، ذهبنا الى المستشفى وأجروا لي الفحوص."
أظهرت نتائج فحص الأشعة بأن عظام يد دلخوش اليمنى أصيبت بكسور في موقعين.
ذوو الطالبة قدموا شكوى ضد المعلمة في قسم الدراسة الكوردية، فيما شكلت تربية كركوك لجنة للتحقيق في الواقعة.
وقالت شايدة حكمت، والدة دلخوش لـ(كركوك ناو)، "بعد أن جبرنا يدها، ذهبنا في اليوم التالي الى المدرسة لرؤية تلك المعلمة ومعرفة السبب الذي دفعها لضرب ابنتي، لكن بدلاً من أن تعتذر، قالت: نعم ضربتها ولست نادمة على شيء."
(كركوك ناو) حاولت أخذ تصريح من تلك المعلمة لكن دون نتيجة.
أخبرتني المعلمة بأنها قامت بمساءلة الطالبة لأنها لم تؤد واجبها المنزلي
نوزاد بكر، مدير مدرسة رابرين التي وقع فيها الحادث، قال لـ(كركوك ناو)، "أخبرتني المعلمة بأنها قامت بمساءلة الطالبة لأنها لم تؤد واجبها المنزلي، لم أر تلك المعلمة تحمل عصاً من قبل، أنا ايضاً لم أعلم بما حدث قبل مجيء ذوي الطالبة الى هنا."
وأكد نوزاد بكر بأن "لجنة تحقيق قد شُكِّلت، نحن مع تطبيق القوانين، ونقبل بأي قرار تتوصل اليه تلك اللجنة."
وفقاً للمادة 53 من قانون نظام المدارس الابتدائية رقم (30) لسنة 1978 في العراق، "تُمنع العقوبة البدنية بأي شكل من الاشكال منعا باتا."
تقول والدة دلخوش، "قدمنا شكاوى في قسم الدراسة الكوردية لتربية كركوك و وحدة الاشراف."
ليلة أمس، 12 كانون الثاني، زارت لجنة من قسم الدارسة الكوردية في تربية كركوك، بناءً على توصيات وزير تربية حكومة اقليم كوردستان، منزل الطالبة ووعدوا بإجراء التحقيق والمساءلة.
شيرزاد رشيد كاكه، مدير قسم الدارسة الكوردية، قال في توضيح، "قررنا تشكيل لجنة بسرعة ودون تأخير... استناداً الى توصيات اللجنة، سنتخذ الاجراءات القانونية اللازمة تجاه تلك المعلمة."
المادة 41 من قانون العقوبات العراقي أعطت المعلمين والآباء "حق التأديب" تجاه الأولاد القصر شريطة أن لا يتعدوا حدود ما هو مقرر شرعاً وقانوناً.
لكن المحكمة الاتحادية العراقية أصدرت في نيسان 2019 بياناً شددت فيه على أن "حق التأديب" لا يأتي بمعنى استخدام العنف.
كما أنه بموجب المادة 29 من الدستور العراقي، لا يُسمح باللجوء الى اساليب العنف والظلم داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع.
واقعة دلخوش كامران كانت ثاني حالة ضرب وإهانة تُرتكب بحق الطلاب داخل مدينة كركوك خلال الشهرين الماضيين.
وانتشر في 10 تشرين الثاني 2021، مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه أحد المدرسين يضرب طالباً بعصا ماسحة أرض أمام أنظار زملائه في الصف وينهال عليه بالشتائم.
بالنسبة لذلك الحادث، جرى تشكيل لجنة تحقيق و عوقب المعلم بموجب قرار من وزارة التربية العراقية بنقله الى خارج مركز مدينة كركوك وحرمانه من العلاوة والترفيع لمدة سنة.