دوسكي آزاد، الشابة المتحولة جنسياً، عُثِر على جثتها في إحدى قرى دهوك، دوسكي تركت منزل عائلتها منذ عام 2018، وحسب أقوال زوجة أبيها وبعض الجيران الذين تحدثوا لـ(كركوك ناو)، كانت "دوسكي" منذ طفولتها تهوى ألعاب الفتيات والمظاهر الانثوية، وحين كبرت تحولت جنسياً وتركت منزل العائلة.
عثرت الأجهزة الأمنية في دهوك على جثة دوسكي آزاد والبالغة من العمر، (23 عاماً) يوم الاثنين، 31 كانون الثاني 2022، بعد ثلاثة ايام على مقتلها، في قرية "بابوخكي" التابعة لناحية مانكيش بمحافظة دهوك ونقِلت الجثة الى دائرة الطب العدلي.
وأكد أقاربها بأن دوسكي قُتِلت على يد شقيقها في 28 كانون الثاني، وعزوا سبب ارتكاب الجريمة لكونها "تحولت جنسياً الى فتاة"، لكن حتى الآن لا تتوفر أدلة توثق ذلك وكل ما هناك هو أنها غيرت مظهرها بالكامل الى فتاة وأنها كانت مولعة باستخدام المكياج و ارتداء الملابس النسائية.
مراسل (كركوك ناو) زار منزل والد دوسكي الواقع في حي بروشكي وسط مدينة دهوك في الأول من شباط الجاري.
والد دوسكي، متزوج من امرأتين تعيشان في نفس المنزل، اما والدتها فحالتها الصحية غير مستقرة ولم تستطع التحدث لـ(كركوك ناو)، لكن بيان صالح، زوجة أب دوسكي قالت للمراسل "حلّت علينا مصيبة كبيرة لا استطيع وصفها".
تركت المنزل منذ عام 2018 و لم تعد، ولم نتواصل معها
"كان دوسكي يعشق ألعاب الفتيات والمظاهر الأنثوية منذ الصغر، كبر هذا الشغف معه الى أن غيّر مظهره في الفترة الاخيرة الى فتاة بشكل تام"، هذا ما اكدته بيان صالح.
وشددت بيان على أن الأسرة لم تتكيف مع الأمر ما اضطرها لمغادرة المنزل.
وتقول بيان بأن دوسكي "ترك المنزل منذ عام 2018 و لم يعد، ولم نتواصل معه منذ ذلك الوقت ولا نعرف الى أين ذهب."
دوسكي لديها خمسة أشقاء وشقيقة واحدة من والدتيها يعيشون جميعاً في نفس المنزل.
لكن بيان صالح قالت، ان "كل ما كنا نعرفه هو أنه كان يعمل في مجال التجميل والتزيين، رأيت صوراً له وقد تغيرت ملامحه الى فتاة، لكننا لم نعرف بأنه تحول جنسياً".
ويأتي ذلك في الوقت الذي اشار فيه بريندار دوسكي، مدير ناحية مانكيش الى أن عائلة دوسكي آزاد ابلغت الأجهزة الأمنية بأنهم قتلوا "ابنهم" لأنه "غيّر جنسه."
لكن بيان صالح –زوجة أب دوسكي- قالت، "كل ما نعرفه هو أن شقيقه عاد من خارج البلاد واقتاده خارج مدينة دهوك وقتله."
(كركوك ناو) لم تتمكن من معرفة كيف وجدها شقيقها وكيف قتلها.
أحد افراد جيرانها، وصديق مقرب من دوسكي، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال "لا أذكر متى كانت آخر مرة رايته فيها، كنا أثناء طفولتنا نلعب معاً في الأزقة والأحياء، كان يحب ألعاب الفتيات ومقتنياتهن، كان طالباً، لكنه ترك الدراسة منذ فترة طويلة ولم اره منذ ذلك الحين".
لم يكن يتحدث ابداً عن دوسكي ويخجل من ذكر اسمه
يقول صديق دوسكي بأنها كانت ضمن لائحة أصدقائه على تطبيق سناب جات، ويقول "رأيت الصور التي نشرها وكيف أنه أصبح يشبه الفتيات، سمعت بأنه تحول جنسياً عن طريق عملية جراحية".
وأضاف، "علمت بأنه كانت يعمل في صالون تجميل بمدينة أربيل وبأنه خبير تجميل مشهور".
وأكد جار دوسكي على أنه كان ايضاً صديقاً مقرباً لشقيق دوسكي، "لكنه لم يكن يتحدث ابداً عن دوسكي ويخجل من ذكر اسمه".
وقال مدير ناحية مانكيش لـ(كركوك ناو)، انه " لم يتم اعتقال أي أحد حتى الآن بشأن القضية، وما علمناه هو أن الشخص المجني عليه عمل في صالون للتجميل، وعلمنا من مواقع التواصل الاجتماعي فقط بأن ذلك الشخص متحول جنسياً".
جثة دوسكي كانت في دائرة الطب العدلي بدهوك حتى مساء يوم الثلاثاء، 1 شباط 2022
وقال المتحدث باسم شرطة محافظة دهوك، هيمن سليمان، لـ(كركوك ناو) بأنه لم يُلق القبض على أحد حتى الآن، وان " الجاني هرب الى خارج العراق وهو يقيم في الخارج، حسب معلوماتنا فإنه عاد الى اقليم كوردستان لكي يقتل شقيقه".
"لم تتضح بعد الأسباب وراء جريمة القتل، لا يمكننا تأكيد ما سمعناه من هنا وهناك ، ونحن بانتظار اكتمال التحقيقات"، هذا ما أكده هيمن سليمان.
لا يوجد في اقليم كوردستان والعراق قانون يحمي حقوق "مجتمع الميم"، رغم وجود مساعٍ لإصدار قانون بهذا الخصوص.
من الأفضل التعامل مع هؤلاء الأشخاص بموجب القانون
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أفراد هذا المجتمع للقتل، اوالتعذيب والاعتقال. وكانت الأجهزة الأمنية في مدينة السلمانية قد اعتقلت العام الماضي مجموعة من الشبان بتهمة انتمائهم لمجتمع الميم.
وقال مسؤول منظمة حقوق الانسان في دهوك وهي منظمة غير حكومية، حمد عبدالباقي، لـ(كركوك ناو) بأن " بعض المنظمات سعت قبل فترة لحث برلمان اقليم كوردستان على إقرار قانون خاص بحقوق افراد مجتمع الميم، دون أن تثمر جهودنا عن شيء".
"من الأفضل التعامل مع هؤلاء الأشخاص بموجب القانون، أو أن يتم التوصل الى صيغة تحول دون تشتت أواصر المجتمع، وأن لا تنتهك حقوق أفراد هذا المجتمع ويلقوا معاملة لائقة".
حول قضية دوسكي آزاد، شدد حمدي عبدالباقي على أن ملابسات الحادث لم تتضح بعد، "ولم يتبين فيما إن كان قد تحول جنسياً أم لا، لكن هذه الاحالة ليست الأولى التي تسجل في دهوك، كان على شقيق دوسكي إبلاغ الحكومة والجهات المعنية إن كانت لديه ملاحظات على دوسكي، لأن القتل جريمة".