"من المؤسف أن عددا كبيرا من المنتمين لداعش كانوا من تلعفر وربما يسعون دوماً للانتقام من هذه المدينة ويحاولون استعادة نشاطاتهم فيها". هكذا يعبر أحمد علي عن مخاوفه وهو كاسب من قضاء تلعفر.
ووقعت تلعفر، 69 كم شمال غرب الموصل، تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، (داعش) في حزيران 2014، واضطر أغلب سكانها البالغ عددهم نحو 225 ألف نسمة إلى النزوح عنها، إلى عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى، لا سيما النجف وكربلاء وبابل، إلى جانب إقليم كوردستان، وكركوك وتركيا، فيما عاد نحو 60% من النازحين إلى مدينتهم عقب تحريرها في أب 2017 من سيطرة التنظيم.
ويضيف علي لـ(كركوك ناو)، ان " حادثة هروب سجناء متهمين بالانتماء لداعش في سوريا مؤخراً ساهمت في خلق القلق في نفوس بعض المواطنين، لكن تلعفر تنعم بالأمن والاستقرار الذي افتقدناه لسنوات طويلة بعد 2003".
كانت المدينة تتصدر نشرات الأخبار في العقد المنصرم
وأعلن بيان لهيئة الحشد الشعبي، الأربعاء 2 شباط 2022، أن قوة مشتركة من قيادة عمليات نينوى بالحشد الشعبي والجيش العراقي، عثرت على نفق ومخبأ لتنظيم داعش في تلعفر، خلال عملية امنية نفذتها القوة، وتم تفجيره من قبل مكافحة المتفجرات ومسح المنطقة بالكامل. كما عثرت القوة بحسب البيان، على 10 رمانات هجومية ودفاعية و 10 مخازن جيسي و2 اجهزة هايتيرا وجهاز موبايل و 30 صاعق تفجير و 18 قداحة تفجير و معدات وادوات ونواظير حرارية وكاميرا رأس ووثائق اخرى للتنظيم.
ويؤكد مصدرٌ أمني مسؤول، أنه "لم يُسجل في تلعفر أي خرقٍ أمني منذ تحريرها وحتى اليوم، سوى انفجار سيارة مفخخة مركونة على جانب الطريق في السوق الرئيسي في 25 كانون الأول 2018، في وقتٍ كانت المدينة تتصدر نشرات الأخبار في العقد المنصرم، حيث كانت تشهد تفجيرات شبه يومية وتعدّ من أسخن مناطق العراق وأكثرها تدهوراً".
ولفت المصدر في حديثه لـ(كركوك ناو) أن "أسواق تلعفر اليوم تستقبل زبائنها حتى ساعة متأخرة من الليل، كما أن افتتاح قسم للشرطة المجتمعية في تشرين الثاني 2020، ساهم كثيراً في تعزيز علاقة المواطن بالأجهزة الأمنية". مطمئناً المواطنين "الأوضاع مستقرة ولا يمكن اختراقها من قِبل المجاميع الارهابية".
ووصل القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، الأربعاء، 26 كانون الثاني، 2022، إلى منطقة الشريط الحدودي العراقي السوري في محافظة نينوى، برفقة وزيري الدفاع والداخلية وعدد من القيادات العسكرية والأمنية واجتمع مع القادة الأمنيين في محافظة نينوى والمسؤولين عن حماية الحدود مع سوريا، عقب هجوم شنه عناصر داعش ليلة 20 كانون الثاني 2022 على سجن غويران بالحسكة السورية، فجروا خلاله سيارة ودراجة نارية مفخختين بالقرب من بوابة السجن، وفقا لقوات سوريا الديمقراطية. واستولى داعش خلال هجومها على مخزن للسلاح والعتاد يستخدمه مقاتلو (قسد) لحماية السجن.
هذا لا يمنع من مطالبتها بالمزيد من اليقظة والحيطة والحذر تجنباً لتعكير الأجواء في تلعفر
وشهدت تلعفر خلال السنوات 2004-2010، أعمال عنف ذات طابع طائفي، خلفت آلاف الضحايا، والمهجرين في صفوف سكانها التركمان.
"نحن واثقون من قدرة قواتنا الامنية المنتشرة على طوال الحدود مع سوريا، ولكن هذا لا يمنع من مطالبتها بالمزيد من اليقظة والحيطة والحذر تجنباً لتعكير الأجواء في تلعفر". بهذه المطالب يختم احمد علي حديثه مع كركوك ناو.