قرر تحالف السيادة أن يبقى راكان سعيد، محافظ كركوك بالوكالة، في منصبه وأن لا يؤدي القسم الدستوري في البرلمان العراقي، وتعتبر هذه الخطوة، بحسب أكثر من مصدر، "جزءاً من اتفاق التحالف الثلاثي بين الصدر، الحلبوسي والبارزاني."
وأعلنت هذه الجهات السياسية الثلاث، بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية لانتخابات برلمان العراق، تحالفاً لتشكيل حكومة أغلبية وطنية وفي 9 كانون الثاني حسمت مناصب رئاسة البرلمان العراقي فيما بينها.
تحالف السيادة، الذي يعد طرفاً رئيسياً في الاتفاق ويترأسه كل من محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان العراقي و خميس الخنجر، قرر يوم الجمعة، 4 شباط، استمرار راكان سعيد في منصب محافظ كركوك وعدم أداء اليمين الدستوري.
عضو المكتب السياسي للتحالف العربي الذي يترأسه راكان سعيد وحالياً جزء من تحالف السيادة، كشف لـ(كركوك ناو)، "بعد قرابة شهر من الشد والجذب، حسم تحالف السيادة مسألة بقاء راكان سعيد في منصب محافظ كركوك."
بموجب قانون انتخابات برلمان العراق، يلتزم المرشح الفائز بالانتخابات البرلمانية بتأدية اليمين الدستوري خلال مدة أقصاها شهر من تأريخ الجلسة الأولى ، سيحل مرشح آخر مكانه.
في هذه الحالة، إذا لم يؤدِّ راكان سعيد الجبوري، المرشح الفائز عن التحالف العربي في الدائرة الانتخابية الثالثة في محافظة كركوك اليمين الدستوري حتى 9 شباط الجاري، سيكون بديله المرشح الخاسر صاحب أعلى الأصوات في تلك الدائرة.
عضو المكتب السياسي للتحالف العربي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، قال "سيحل وصفي العاصي محل راكان سعيد في البرلمان العراقي، لكن الاتفاق مشروط وينص على أنه: متى ما طلب راكان سعيد العودة الى البرلمان العراقي، ينبغي على وصفي العاصي الانسحاب من عضوية البرلمان لفسح المجال أمام راكان سعيد."
وشدد على أن "الاتفاق جزء من اتفاقيات التحالف الثلاثي بين الصدر، البارزاني والحلبوسي لتشكيل حكومة أغلبية وطنية وتشمل ايضاً حسم منصب محافظ كركوك."
ويأتي ذلك في حين لم يتضح بعد مستقبل التحالف الثلاثي، بالأخص بعد أن أعلن التيار الصدري يوم السبت، 5 شباط، تعليق المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة أغلبية وطنية حتى إشعار آخر وعدم المشاركة في الجلسة الأولى للبرلمان العراقي لانتخاب رئيس الجمهورية والمقرر عقدها في 7 شباط الحالي.
حول هذه المستجدات وتأثيرها على الاتفاق بشأن منصب محافظ كركوك، قال مصدر لـ(كركوك ناو)، "قد يكون الاتفاق الخاص بحسم منصب محافظ كركوك مؤقتاً وقد يستمر، لم يتضح ذلك بعد".
الاتحاد الوطني سيواصل مساعيه واجتماعاته لاستعادة هذا المنصب
لكن المصدر شدد على أن مكونات المحافظة الأخرى على علم بهذا الاتفاق وتم التحاور معهم بشأنه، "هذه مسألة توافقية وليس من السهل نجاحها دون الوصول الى اتفاق."
من جهته، ينفي الاتحاد الوطني الكوردستاني أن يكون على علم باتفاق من هذا القبيل مشدداً على أنه "لن يقبل به ".
جنكي عزالدين، نائب مسؤول مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني، قال لـ(كركوك ناو)، "قرار استمرار راكان سعيد في منصبه جزء من اتفاق بين ثلاثة أطراف عراقية، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الصدر والحلبوسي... هذا القرار لا يعني بأن مل شيء حُسٍم... الاتحاد الوطني سيواصل مساعيه واجتماعاته لاستعادة هذا المنصب، لكن الأمر يعتمد على كيفية وموعد تشكيل الحكومة العراقية.
الاتحاد الوطني هو الحزب الوحيد الذي يملك ثلاثة مقاعد من مجموع 12 مقعد برلماني عن محافظة كركوك، بقية المقاعد موزعة على الأحزاب الأخرى من مختلف القوميات.
التحالف الوطني برئاسة راكان سعيد فاز بمقعد واحد فقط في كركوك.
"لسنا مستعدين للتخلي عن هذا المنصب لأنه من استحقاقنا، لكن حسم المسألة تأجل... سيكون لنا لكل حادث حديث، حالياً، الاتحاد الوطني يسعى للحصول على منصب رئيس الجمهورية، بعدها سنقاتل أيضاً من أجل منصب محافظ كركوك"، هذا ما أكده جنكي عزالدين.
لم نمانع استمراره في منصبه حتى الانتخابات المقبلة
لكن المصدر في التحالف العربي قال لـ(كركوك ناو)، "صحيح أن منصب المحافظ من استحقاق الفائز في الانتخابات والكورد حصدوا أغلبية مقاعد كركوك، لكن إذا دعم العرب والتركمان بعضهم سيكون بإمكانهم تشكيل أغلبية وحسم المنصب لصالحهم، لكن حالياُ بقاء راكان سعيد في منصبه جاء عن طريق التوافق".
يملك الكورد ستة من مقاعد المحافظة، العرب أربعة مقاعد والتركمان مقعدان الى جانب مقعد كوتا للمكون المسيحي.
قحطان الونداوي، مسؤول فرع كركوك للجبهة التركمانية العراقية قال لـ(كركوك ناو)، "لم تتم مشاورتنا في قضية بقاء راكان سعيد، لكننا لم نمانع استمراره في منصبه حتى الانتخابات المقبلة".
وأضاف، "الجبهة التركمانية تنتظر إجراء الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات، لكي يتم حسم منصب المحافظ بصورة مستحقة".
مع ذلك، شدد قحطان الونداوي على أنه كان من المقرر أن تدفع الجبهة التركمانية بمرشح للمنصب في حال التحاق راكان سعيد بالبرلمان، "لكننا أجلنا هذه العملية بعد بقاء راكان سعيد في منصبه".
الاتفاق يتعلق بحسم مسألة أداء اليمين الدستورية
(كركوك ناو) اتصلت بعدد من قياديي ونواب الحزب الديمقراطي الكوردستاني في البرلمان، من ضمنهم شاخوان عبدالله، النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي، لكن أياً منهم لم يبد استعداده للإدلاء بتصريحات حول القضية.
من المقرر أن يؤدي وصفي العاصي، من الجبهة العربية الموحدة –نافس تحالف راكان سعيد في الانتخابات الأخيرة-، القسم الدستوري خلال هذا الشهر لتولي مقعد راكان سعيد في البرلمان العراقي، هذا إذا لم تطرأ مشاكل على الاتفاق.
لكن مصدراً مقرباً من وصفي العاصي قال، "في الأيام القليلة المقبلة سنبدي رأينا بشأن الاتفاق، لأن الاتفاق يتعلق بحسم مسألة أداء اليمين الدستورية في البرلمان العراقي".
وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها (كركوك ناو)، في حال انضمام وصفي العاصي للبرلمان، من المحتمل أن يشكل العرب تحالفاً موسعاً للانتخابات المقبلة، من ضمنها انتخابات مجالس المحافظات العراقية التي لم يحدد موعد إجرائها بعد.
المصدر في التحالف العربي قال لـ(كركوك ناو)، "سيتم تنظيم البيت العربي في كركوك ونطمح لمصالحة أكبر عدد من الشخصيات العربية والاستعداد للمرحلة المقبلة".