60 بالمائة من الحنطة والشعير في العراق مصدرها نينوى .. المزارعون يعودون للمحافظة

نينوى/ 2022/ مزارع يرش أحد الحقول بمبيدات الآفات الزراعية   تصوير: إعلام مديرية زراعة نينوى

فرمان صادق – نينوى

يقول مدير زراعة نينوى ربيع يوسف ألياس، بأنه بعد انتهاء سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، وبسبب عدم توفر فرص العمل في المدن، عاد المزارعون المقيمون في المدن الى قراهم واستأنفوا النشاط الزراعي وتربية المواشي.

وفي هذه المقابلة التي أجراها (كركوك ناو)، وصف مدير الزراعة الوضع الحالي للقطاع الزراعي في المحافظة بـ"الثورة الزراعية" وأشار الى أنه في الوقت الذي تؤمّن فيه المحافظة نسبة 60 بالمائة من انتاج الحنطة والشعير في العراق، أنشأوا العديد من مصانع انتاج مشتقات الحليب والمئات من حقول الدواجن.

 

كركوك ناو: بعد استعادة نينوى من قبضة داعش (في آب 2017)، هل عاد قطاع الزراعة الى ما كان عليه؟

ربيع يوسف: بعد عمليات التحرير في 2017 بدأت الزراعة وتربية المواشي بالانتعاش تدريجياً، تشهد المحافظة حالياً ثورة زراعية من حيث زراعة و انتاج الحنطة والشعير، الخضر والفواكه والثروة الحيوانية، يمكنني القول بأن هذه الثورة لم تكن موجودة حتى قبل مجيء داعش.

وزارة الزراعة تولي اهتماماً خاصاً بنينوى، نظراً لأن المحافظة تنتج 60 بالمائة من محصول الحنطة والشعير في العراق، فضلاً عم الثروة الحيوانية، الخضر والفواكه، بالأخص البطاطس والطماطم، موصل الآن تختلف عما كانت عليه قبل ظهور داعش، فهي تشهد الآن ثورة كبيرة في مجال تربية المواشي وإعادة إنشاء حقول الدواجن وانتاج البيض ومنتجات الحليب، حتى أننا نصدّر منتجات الحليب الى محافظات العراق الأخرى.

نحن ندعم المزارعين من خلال تأمين الأسمدة الكيمياوية وتوفير التسهيلات لنقل منتجاتهم الى محافظات أخرى، الى جانب دعمهم للحصول على المعدات الحديثة وتقنيات الري المعاصرة.

 

كركوك ناو: كم تبلغ مساحة الأراضي التي تزرع بمحاصيل الحبوب سنوياَ؟

ربيع يوسف: نخطط هذا العام لزراعة ستة ملايين دونم من الأراضي الزراعية بمحاصيل الحنطة والشعير، في الحقيقة، تنظيم لم تلحق داعش أضراراً بالأراضي الزراعية، لكنهم دمروا البساتين بصورة رئيسية، حيث تضرر أكثر ما يقرب من ألفي بستان، كما دمروا معظم حقول الدواجن وهو ما أدى الى تكبد الثروة الحيوانية أضراراً كبيرة، لا توجد لدي حالياً احصائية بحجم الأضرار، لكن هذه القطاعات في انتعاش ونمو ملحوظ مقارنةً بما كانت عليه قبل داعش.

 

كركوك ناو: برأيك، ما سبب النمو الذي حدث في قطاع الزراعة بعد انتهاء سيطرة تنظيم داعش؟

ربيع يوسف: لا توجد فرص عمل داخل مراكز المدن، لذا اتجه الناس صوب تربية المواشي، الذين كانوا سابقاً يعيشون في القرى ويملكون أراضِ زراعية، سرعان ما عادوا بعد تحرير الموصل من قبضة داعش الى أراضيهم، فالزراعة كانت تمثل مهنتهم الرئيسية ومصدر عيشهم الوحيد.

المعادلة انقلبت بعد داعش، فالذين تركوا من قبل قراهم نحو المدن، عادوا مرة أخرى الى القرى واستأنفوا النشاط الزراعي، على سبيل المثال، قبل داعش كان هناك ما بين 100 الى 150 حقل دواجن، لكن عدد حقول الدواجن ارتفع الآن الى 700 حقل، السبب وراء ذلك يعود الى الاهتمام الكبير الذي أولته وزارة الزراعة بالقطاع الزراعي.

أربيل/ شباط 2022/ ربيع يوسف، مدير زراعة نينوى، بعد مشاركته في مؤتمر لدعم القطاع الزراعية   تصوير: فرمان صادق

 

كركوك ناو: ماذا أنجزتم في مجال إنشاء المعامل والبيوت البلاستيكية لإدامة الزراعة في جميع الفصول؟

ربيع يوسف: وزّعنا ما يقرب من 250 بيت بلاستيكي على المزارعين، وذلك بدعم من عدد من المنظمات، نخطط هذا العام لزيادة عدد البيوت البلاستيكية الى 400 بيت.

قبل عامين من الآن، عملنا بالتنسيق مع المنظمة العالمية للزراعة (FAO) على إنشاء معامل لانتاج مشتقات الحليب، أسسنا حوالي 50 معمل صغير لإنتاج اللبن والأجبان، منتجات هذه المعامل متوفرة حالياً في الأسواق ويتم تصديرها الى خارج محافظة نينوى أيضاً.

كما عملنا على إنشاء معامل زيت الزيتون، حيث يوجد الآن معملان لإنتاج زيت الزيتون أحدهما يقع في بعشيقة (ناحية شرق الموصل) والآخر في مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى)، تبلغ الطاقة الانتاجية لكل منهما 600 كيلوغرام من الزيت في الساعة الواحدة، ونخطط حالياً لإنشاء وتوزيع 15 معمل آخر لعصر الزيتون على الفلاحين بغية انتاج زيت الزيتون.

 

كركوك ناو: هناك عدة منظمات تدعم المزارعين، عن طريق منح قروض صغيرة تبلغ خمسة آلاف دولار، كيف تؤثر هذه المساعدات على إنعاش قطاع الزراعة في نينوى؟

ربيع يوسف: لا شك بأن الدعم الذي تقدمه المنظمات خطوة مهمة، بالرغم من أن حجم القروض قليل ولا يستطيع كل مزارع الاستفادة منها،... بعض المزارعين لا يريدون استلام تلك القروض بسبب الفوائد التي تفرض على القروض والتي تشكل عبئاً على كاهل المزارعين، لذا نسعى لإقناع تلك المنظمات بإلغاء تلك القروض التي تتراوح بين 10 الى 12 بالمائة، أو تخفيضها الى 5 بالمائة، لكننا لم نتوصل الى اتفاق نهائي حتى الآن. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT