كركوك ناو

نشرت قيادة العمليات المشتركة في كركوك قوة عسكرية ومركبات همر داخل مقر قديم يعود لفترة حكم النظام ماقبل العام 2003 ويقع وسط منطقة الحسابات، وتعمل الآن على إعادة ترميم مبنى المقر، هذه الخطوة أثارت قلق واستياء سكان الحي.

المقر بني على مساحة ثلاثة دونمات وأصبح مأوى للعوائل النازحة بعد سقوط نظام البعث في 2003، لكنه خلي من ساكنيه منذ خمس سنوات، وقبل أسابيع أحيط المقر بسياج من قبل الجيش العراقي وفيه حالياً قوات ومركبات همر عسكرية.

زاهر فتاح، من سكنة منظقة الحسابات وسط مدينة كركوك قال لـ(كركوك ناو)، إن " الجيش بصدد ترميم المبنى ونشر فيه قوة عسكرية وتعتزم استخدام المبنى مرة أخرى". ويرى فتاح انه " لا يجوز تواجد قوات عسكرية بصورة مستمرة داخل حي سكني... لدينا عوائل وأطفال، نشر تلك القوة في المقر سبب لنا الهلع والخوف".

وأضاف، ان "عمري ستون سنة، باستثناء فترة حرب العراق وأمريكا، لم أصادف ابداً وجود مقر عسكري وسط الأزقة والأحياء".

" نتداول فيما بيننا يومياً مسألة مجيء تلك القوة الى المقر، نشر تلك القوة أمر صعب بالنسبة لنا"، هذا مايقوله زاهر والذي يقع منزله امام المقر.

لا نتمكن نحن النساء من الخروج بسبب وجود هذا المعسكر

اما سلمى عبدالله، التي تملك محلاً صغيراً بالقرب من مبنى المقر، تقول "تولد لدينا سؤال حول سبب تحويل ذلك المبنى الى معسكر، كان من المفروض أن تتواجد هذه القوات خارج مدينة كركوك، وجودهم هنا مدعاة للقلق، جاء بعض الجنود عدة مرات وطلبوا منا معاول ليعملوا بها داخل المبنى، لكنني رفضت وقلت لهم لا نملك معاول".

وأضافت سلمى، "ليس من المنطقي أن لا نتمكن نحن النساء من الخروج بسبب وجود هذا المعسكر، لن نتمكن من اخذ راحتنا في الدخول والخروج".

يتزامن هذا المستجد مع نصب نقاط تفتيش مؤقتة ونشر قوات أمنية داخل مدينة كركوك. هذه النقاط كانت تدار في البداية من قبل قيادة العمليات المشتركة قبل أن يتم تسليمها للشرطة المحلية.

يوم الخميس الماضي، 10 شباط، أعلنت شرطة كركوك اعتقال 100 شخص بتهم مختلفة في نقاط التفتيش المؤقتة.

حول استخدام مبنى منطقة الحسابات، قال المتحدث باسم شرطة محافظة كركوك عامر نوري في حديثٍ خص به (كركوك ناو)، ان "هذه القضية لا علاقة لها بشرطة كركوك، بل تتعلق بالجيش العراقي".

فيما يخص نقاط التفتيش المؤقتة، قال نوري، ان "حملات البحث والتفتيش داخل الأحياء تقع في إطار خطة أمنية تشرف عليها قيادة العمليات المشتركة مباشرةً والهدف منها اعتقال المتهمين والمطلوبين".

مصدر في قيادة العمليات المشتركة بـكركوك قال لـ(كركوك ناو)،انه " تم نشر قوات الجيش في بعض المناطق لمساندة القوات الأمنية لفرض سلطة القانون، وذلك في إطار خطط حماية أمن كركوك، حيث تمكنت القوات الأمنية من اعتقال أكثر من 110 مطلوب بتهم مختلفة من بينها الإرهاب".

حول نشر الجيش في أحياء كركوك الشمالية قال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان " هذه القوات كانت متواجدة أصلاً في كركوك، لكن مقراتهم قليلة في شمال المدينة وقد تم نشر قوات الجيش في احدى تلك المقرات، لكي تلعب دور قوات مساندة للشرطة المحلية والاتحادية التي تشن عمليات أمنية ضد داعش".

وأكد المصدر ان مقرات الجيش موجودة في الأحياء الجنوبية أيضاً وأن جميع القوات تتولى مهمة تعزيز الأمن في كركوك في إطار قيادة العمليات المشتركة".

"الوضع الأمني في كركوك مستتب ولا يوجد تهديد أمني على أية دائرة حكومية"، بحسب المصدر العسكري.

صور للقوات الأمنية التي نصبت نقاط تفتيش مؤقتة داخل مدينة كركوك