"بعد أن أخذتُ الجرعة الأولى قبل أسابيع، ها أنا اليوم هنا لأخذ الجرعة الثانية، حفاظاً على سلامتي وسلامة عائلتي، وسلامة المجتمع.. أدعو الجميع إلى التطعيم باللقاح المضاد لكورونا" يقول عدنان عمر، من جناح التلقيح في مستشفى تلعفر العام.
ويؤكد لـ(كركو ك ناو) أن "الكادر المختص باللقاح يبدون المساعدة ويتعاملون بكل لطف مع المراجعين". في وقت تؤكد فيه ادارة المستشفى، أن "الاقبال على اللقاح زاد خلال الاشهر الاخيرة، لا سيما من قِبل طلبة المدارس والجامعات والموظفين".
قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى، وبحسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية لعام 2019، يبلغ عدد سكانه أكثر من 524 ألف نسمة، جميع سكان مركز القضاء من المكون التركماني الى جانب العرب والكورد الذين ينتتشرون في النواحي التابعة للقضاء.
خضع القضاء لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" زهاء ثلاث سنوات، واختطف المئات من سكانه، بينهم نساء واطفال، فيما يستقبل مستشفاه الوحيد ومراكزه الصحية مراجعيها من اقضية ونواحي غرب نينوى.
حملة لتعقيم الاسواق في تلعفر - شاركت بها فرق الدفاع المدني بالتعاون مع قطاع صحة تلعفر وطبابة الحشد الشعبي , متطوعين من شباب المدينة.
في تلعفر تتضافر الجهود، من قِبل السلطات المحلية والمنظمات الدولية والمحلية ودور العبادة والجامعة والعشائر، للحدّ من انتشار وباء كورونا في القضاء.
العشائر بدورها ومع بدء انتشار الوباء مطلع 2020، نظمت حملة واسعة للتبرع بالأموال بغية تجهيز مركزي الحجر الصحي، وتوفير المستلزمات اللازمة لهما، حيث تمّ تشكيل لجنة من وجهاء المدينة تولت جمع التبرعات ومتابعة الاجراءات الرسمية وتقديم الدعم والعون للمؤسسات الصحية وتوفير متطوعين إلى جانب الكوادر الطبية.
اللجنة العشائرية اخذت على عاتقها دعوة المواطنين إلى الالتزام بوسائل الوقاية والحدّ من التجمعات وإلغاء اقامة مجالس العزاء والأعراس تجنباً من ازدياد أعداد المصابين بالوباء.
وكانت دور العبادة حث المواطنين على الالتزام بمقررات خلية الازمة عبر مكبرات الصوت.
وتبرع أحد المواطنين بشراء ثلاثة أجهزة طبية للكشف عن الفايروس للمساهمة في الحدّ من انتشاره، في خطوةٍ أشاد بها مواطنو القضاء عبر تعليقات لهم بعد انتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي. كما عززت الصيدليات الأهلية دورها وبادرت بتوزيع الكمامات مجاناً في ظل حاجة المواطنين إليها.
وبادرت فرق تطوعية ومنظمات مجتمع مدني، بتنظيم ندوات وحملات للتوعية وتوزيع للكمامات على المواطنين في مناطق مختلفة من تلعفر، شملت المطاعم والمحال التجارية والأسواق المكتظة، بينما وزعت منظمات دولية مستلزمات النظافة والمعقمات في بعض أحياء تلعفر.
"نظمنا عدة حملات توعية ووزعنا مئات المنشورات في مختلف مناطق تلعفر، للحثّ على أخذ اللقاح، والتقيّد باجراءات التباعد الاجتماعي للحدّ من انتشار الوباء، في وقتٍ يعاني فيه القطاع الصحي في القضاء من قلة التمويل الحكومي" يقول حسن عبدالله، ناشط من تلعفر.
ويضيف عبدالله لـ(كركوك ناو)، أن "الفرق التطوعية ومنظمات المجتمع المدني بذلت جهوداً كبيرة في توعية المواطنين عبر زيارتهم في منازلهم وتوجهيهم بضرورة اتباع وسائل الوقاية من الوباء حفاظاً على ارواحهم وسلامتهم".
فيما قدمت منظمة الهجرة الدولية IOM بعض المستلزمات الطبية للمركزين، تضمنت معقمات اليد، وغطاء الوجه، ومواد لمساعدة الأطباء والممرضين على علاج الأشخاص المصابين بالفايروس بشكل صحيح مع الحفاظ على سلامتهم.
تزايد يومي باعداد الملقحين.
"المنفذ التلقيحي في مستشفى تلعفر يواصل باستقبال المواطنين وإعطاء اللقاح المضاد لكوفيد -19 وعلى مدار ايام الأسبوع، ويتجاوز عدد الملقحين في اليوم الواحد أحياناً 100 مواطن" يقول الدكتور جعفر محسن، طبيب من تلعفر.
ويضيف لـ(كركوك ناو) ان "الكوادر الصحية في المنفذ تقوم بحملات توعية حول أهمية أخذ اللقاح من أجل الوصول إلى الحماية المجتمعية".
مشدداً على "ضرورة الالتزام بمواعيد المحددة في كارت اللقاح لضمان انسيابية العمل في المنفذ التلقيحي والحجز الكتروني المسبق عبر المنصة الالكترونية التي اطلقتها وزارة الصحة".
وبخصوص النسبة المئوية للملقحين لم يتمكن مراسل كركوك ناو من الحصول عليها رغم تواصله مع صحة القضاء وصحة نينوى حيث ابلغوه لديهم تعليمات من وزارة الصحة بعدم الافصاح عنها على الاقل في الوقت الحالي.
ادارة مستشفى تلعفر العام من جانبها أكدت أن "المستشفى ما زال يستقبل المصابين بمعدل 10 الى 12 حالة يوميا، كما اننا نسجل وفيات بين الحين والآخر بين المصابين بالوباء واغلب المتوفين هم من سنجار وناحية سنوني حيث ان المستشفى يستقبل مواطني غرب نينوى عامة وليس تلعفر فحسب".
وخلال متابعة (كركوك ناو)، تبين ان جامعة تلعفرتواصل عقد ندواتها العلمية حول ضرورة أخذ اللقاح ودوره في الحدّ من انتشار الوباء.
دور الاشاعة ونوعها!
"الاشاعات أثرّت على البعض، وأنا منهم، بخصوص لقاح كورونا، الا أنني فيما بعد توجهت إلى أحد المراكز الصحية لأخذ اللقاح لأكون في مأمن من الاصابة" تقول رند علي، طالبة جامعية من تلعفر.
وتضيف لـ(كركوك ناو) أن "بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً سلبياً في بادئ الأمر، الا أن الحقيقة سرعان ما اكتشفت وبات الناس يتوجهون بكثافة لأخذ اللقاح". وتوضح أن "اجراءات الحصول على الجرعة في متناول الجميع وليس فيها أي تعقيدات".
وتداولت بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، في حينه، اشاعات تتعلق بترك اللقاح المضاد لوباء كورنا آثاراً سلبية تنجم عنها أمراض مزمنة أو تتسبب بالعقم أو غيره، ما دفع البعض من المواطنين إلى تجنبه، لا سيما بعد ظهور بعض الشخصيات التي قدمت أنفسها على أنها أطباء ومختصين في هذا المجال.
صور لمواطنين من قضاء تلعفر والمدن المحيطة به وهم يتلقون جرعة اللقاح.