شهد قضاء تلعفر غرب الموصل، مهرجاناً شبابياً ضمّ فعاليات أدبية وفنية مختلفة، واحتفاءً بشاعر تركماني رائد.
وأُقيم المهرجان يوم السبت 5 أذار 2022،على قاعة منتدى شباب تلعفر برعاية معهد قرطبة للسلام في جنيف، وبحضور قائممقام القضاء وعدد من مدراء الدوائر الرسمية وممثلي المنظمات المحلية والدولية والمؤسسات الثقافية.
شارك في المهرجان 11 شاعراً بقصائد باللغة التركمانية، فيما شارك في معرض الرسم والأعمال اليدوية 7 فنانين، من كلا الجنسين، وعلى هامش المهرجان احتفى الحاضرون بالشاعر التركماني الرائد رضا جولاق أوغلو، الذي تمّ تكريمه بدرع الشعر التركماني، لعطائه الأدبي الذي يفوق على خمسة عقود.
"حفاظ الأقليات والمكونات العراقية على ثقافاتها الخاصة أمرٌ مهم للغاية، ولهذا حين خططنا لتنظيم هذا المهرجان لم يغِب عن بالنا وجود شعراء يكتبون باللغة العربية، الا أننا وجدنا أن الحفاظ على خصوصيات كل مكون يجب أن يكون في مقدمة أهدافنا، لأننا إذا لم نهتم ونحتفي بلغات الأقليات سيأتي يوم وتندثر ونخسر لغة مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي"، بحسب مدير معهد قطبة للسلام، علي البدري.
وأضاف البدري لـ(كركوك ناو) أن "السلطات المحلية والمؤسسات الثقافية المعنية في تلعفر أبدت كل الدعم والتعاون في سبيل إنجاح المهرجان الذي نسعى إلى أن يكون بادرة لخطوات ثقافية أخرى قادمة".
مؤكداً بالقول "نحن على يقين أن شباب تلعفر الواعي اليوم قادر على إحياء نهضة ثقافية وعمرانية أكثر بكثير من الأجيال السابقة، حيث يلعبون دوراً كبيراً في اعادة الحياة إلى مدينتهم التي عانت من ويلات الحروب والفتن الخارجية".
وشهدت مدينة تلعفر خلال السنوات 2004-2010، أعمال عنف ذات طابع طائفي، خلفت آلاف الضحايا، والمهجرين في صفوف سكانها التركمان، قبل أن تسقط كلياً على يد عناصر داعش صيف عام 2014 وحتى أب 2017.
من جانبه قال الشاعر التركماني رضا جولاق أوغلو أنه "من سمة هذا المهرجان الذي يُقام للمرة الأولى في تلعفر بعد تحريرها من تنظيم داعش، أنه كان شبابياً خالصاً، يضم شعراء من كلا الجنسين، يكتبون باللغة التركمانية".
وأشار أوغلو في حديثٍ لـ(كركوك ناو) أن "المهرجان يأتي ضمن سلسلة فعاليات مميزة تشهدها تلعفر -هذه الأيام- ضمن ما يمكننا تسميته بالنمو الثقافي في المدينة، ونأمل من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المهتمة بالجانب الثقافي والفني والسلطات المحلية في المدينة ومؤسساتها الثقافية، تكثيف هذه النشاطات التي تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار المجتمعي".
بعد تحرير تلعفر من سيطرة "داعش"، في أب 2017، عاد نحو 60% من النازحين التركمان إلى مدينتهم بينما ينتشر الاخرون، الذين فضّلوا عدم العودة، في عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى، لا سيما النجف وكربلاء وبابل، إلى جانب إقليم كوردستان، وكركوك وتركيا. وتسعى الادارة المحلية بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في القضاء إلى اعادة اعمار البنى التحتية وتقديم الدعم اللازم للسكان بغية تشجيع النازحين للعودة إلى منازلهم.