لليوم الخامس على التوالي يقف قاسم سيف الدين بعكازتين أمام محطة وقود جبل بور في مدينة كركوك بانتظار الحصول على كوبون تعبئة البنزين الذي سيمكنه من تعبئة مركبته بالبنزين الذي يباع بالسعر الحكومي وهو 450 دينار للتر الواحد، بدل أن يضطر لشرائه من محطات الوقود الأهلية بـ900 دينار.
قاسم كان صائماً وبالكاد يستطيع تحريك رجليه وهو يقف في طابور الانتظار مع غيره من سواق المركبات. "بشق الأنفس وبعد خمسة ايام من الجيئة والذهاب، استلمت كوبون تعبئة البنزين، إن لم تكن اسعار البنزين التجاري مرتفعة لهذا الحد ما كنت أرهقت نفسي بهذا الشكل". قاسم طالب بتسهيل إجراءات عملية توزيع الكوبونات على السواق.
شركة توزيع المنتوجات النفطية في كركوك استلم مهمة توزيع كوبونات تعبئة البنزين من وكلاء المواد الغذائية وتقوم حالياً بتوزيعها عن طريق أربع محطات تعبئة وشددت الإجراءات الخاصة بالتوزيع.
تهدف هذه الاجراءات الى الحد من عملية إصدار الكوبون بصورة غير قانونية، لكن هذه الاجراءات تسببت بنشوء ازدحام أمام محطات التعبئة، الأمر الذي اثار استياء سواق المركبات.
وقال قاسم، "صداع ومشقة هذه الاجراءات من نصيبنا، هذه مدينة النفط والبنزين، مع ذلك اضطر للانتظار خمسة أيام على عكازتين للحصول على كوبون البنزين".
كركوك/ 12 نيسان 2022/ قاسم سيف الدين حصل على كوبون البنزين بعد خمسة ايام من المعاملات والوقوف في الطوابير على عكازتين تصوير: كركوك ناو
نظام كوبونات تعبئة البنزين يجري العمل بها في محافظة كركوك منذ ما يقرب من 10 سنوات، بغية تنظيم عمل محطات تعبئة الوقود الحكومية ومنع تهريب البنزين الى محافظات العراق الأخرى، من ضمنها محافظات اقليم كوردستان.
عن طريق تلك الكوبونات، يستطيع سواق المركبات الخاصة في المحافظة استلام 40 لتر من الوقود اسبوعياً بسعر 450 دينار للتر الواحد، في حين يصل سعره في محطات الوقود التجارية الى 900 دينار.
يوم الثلاثاء، 12 نيسان، تجمع عدد من السواق أمام محطة وقود جبل بور شرقي مدينة كركوك وأغلقوا الطريق الحولي احتجاجاً على تشديد إجراءات استلام كوبون البنزين.
وفق الاجراءات الجديدة، يجب أن تكون المركبة مسجلة باسم صاحبها، أو جلب توكيل مصدق لمن ليست مسجلة باسمه، ولا يتم العمل بالتوكيلات المصدرة من محافظات اقليم كوردستان.
هذه الأمور جعلتنا نشدد الاجراءات وأخذ صلاحية توزيع كوبونات البنزين من وكلاء المواد الغذائية
ويتوجب أيضاً جلب صورة للمركبة يظهر لوحة التسجيل بوضوح مع فتح غطاء محرك المركبة الأمامي. ويتوجب على سائق المركبة التواجد مع مركبته أمام محطة الوقود التي توزع فيها الكوبونات وأن لا تكون بطاقة التسجيل السنوي للمركبة (السنوية) نافذة. هذه الاجراءات أدت الى نشوء ازدحام كبير وبطء في تسيير المعاملات.
نتيجة لذلك، اضطر قاسم أن يتواجد بنفسه على عكازتيه لإكمال معاملاته والحصول على كوبون تعبئة الوقود.
تشديد الاجراءات جاء بعد أن أظهرت متابعة لـ(كركوك ناو) أن بعض سواق المركبات في محافظات اقليم كوردستان كانوا يشترون كوبونات البنزين من السوق السوداء في كركوك بمبلغ يتراوح بين ثلاثة آلاف الى خمسة آلاف دينار لكي يستلموا بها الوقود في محطات كركوك بسعر 450 دينار للتر الواحد.
ارتفاع سعر البنزين في محافظات الاقليم –سعر البنزين من النوع العادي (نورمال) يصل الى ألف دينار- أدى الى ارتفاع سعر كوبون البنزين الى 14 ألف دينار وهو ما خلق ازدحامات أمام محطات تعبئة الوقود الحكومية وأثار استياء السواق.
مصدر في شركة توزيع المنتوجات النفطية قال لـ(كركوك ناو) "هذه الأمور جعلتنا نشدد الاجراءات وأخذ صلاحية توزيع كوبونات البنزين من وكلاء المواد الغذائية".
لكن ساجدة مظهر (56 سنة) تقول، "حياتنا كلها في العراق أصبحت عبارة عن طوابير انتظار، الروتينات زادت، أراجع هذه المحطة (جبل بور) منذ ثلاثة ايام متتالية لكنني لم احصل بعد على كوبون تعبئة البنزين بسبب الازدحام والروتين.... لو كنت أعرف بأن الوضع سيكون بهذا الشكل، كنت ساحول ملكية المركبة الى ابني لكي ينتظر في الطابور، فأنا لا استطيع".
كركوك/ 12 نيسان 2022/ تجمع سواق المركبات في انتظار الحصول على كوبون تعبئة البنزين في محطة جبل بور فيديو: كركوك ناو
أما سردار نادر (50 سنة)، فيقول "في الأعوام السابقة كنا نحصل على كوبون البنزين من وكلاء المواد الغذائية دون أن نواجه أية مشقة والمعاملات كانت تكتمل دون مشاكل، لكنهم صعبوا علينا الأمور هذا العام."
توزع إدارة كركوك من خلال 22 محطة تعبئة حكومية 40 لتر من البنزين اسبوعياً للمركبات الخصوصية و 80 لتر لمركبات الأجرة، عن طريق الكوبونات بسعر 450 دينار للتر الواحد.
بعد التجمع الاحتجاجي الذي نظمه عدد من السواق في 12 نيسان، قررت شركة توزيع المنتوجات النفطية زيادة عدد لجان توزيع كوبونات البنزين من أربع لجان الى 13 لجنة في سبيل تسهيل وتسرع معاملات السواق.
وأشار مصدر لـ(كركوك ناو) أشار الى أن من الأسباب الأخرى وراء تسلم صلاحية توزيع الكوبونات من وكلاء المواد الغذائية، شكاوى وصلت العام الماضي من بعض السواق تفيد بأن وكلاء المواد الغذائية كانوا يقبضون مبلغ 5 آلاف الى 10 آلاف نظير كوبون البنزين.
حسب المصدر، طُبِعت حتى الآن 165 ألف من كوبونات تعبئة الوقود، وُزع 10 بالمائة منها على السواق.
وأضاف ، "نخطط لإصدار بطاقات ذكية لتسهيل حصول المواطنين في مدينة كركوك على البنزين في محطات التعبئة الحكومية ومنع سواق المركبات من المحافظات الأخرى من استلام البنزين الحكومي على حساب مواطني كركوك".
