ما الذي يقف وراء هذه الشائعة؟
انتشرت هذه الشائعة على موقع يوتيوب تحت عنوان "ما هي المخاطر والتأثيرات السلبية لاستخدام لقاح كورونا؟".
تم انتاج المادة الفيديويية بجودة عالية توحي بأنها مادة موثوقة لكنها تضم ادعاءات خاطئة تُعرض على أنها حقائق حول مخاطر لقاح كوفيد-19. على مدار مقطع اليوتيوب تظهر بعض الرسائل التي تزعم بأن "الشركات المنتجة تسعى تقليل عدد السكان في العالم"، وهو ما يعتبر جزءاً من نظرية مؤامرة ضد لقاح كورونا.
استخدِمت في هذه المادة بيانات غير صحيحة بهدف إعطاء المصداقية للادعاءات.
يزعم مقطع الفيديو بأن أخذ الجرعة الأولى من اللقاح يخفض مناعة الجسم بنسبة 15 بالمائة فيما يؤدي تلقي الجرعة الثانية من اللقاح الى خفض المناعة بنسبة 35 بالمائة، كما يدعى أيضاً بأن أي شخص يتلقى اللقاح سيصاب بتخثر الدم والعقم، فيما تصاب نسبة 80 بالمائة من النساء الحوامل بالإجهاض خلال الشهر الثالث من فترة الحمل.
الربط بين عدة مزاعم ومعلومات مضللة عن طريق توظيف بيانات ومصطلحات طبية من الممكن أن تمثل طريقة مؤثرة لإقناع الناس بنظريات المؤامرة ومن المرجح أن تزيد التردد والارتياب من أخذ اللقاح.
نظريات المؤامرة هذه قد تكون عوامل مساهمة في تخفيض معدلات التطعيم في اقليم كوردستان والعراق، والتي كانت 16 بالمائة لغاية شباط 2022.
الى جانب المزاعم الخاطئة، هناك أدلة متنامية تفيد بأن الناس يرون بأن التطعيم لا يستحق ذلك العناء لأنهم يتصورون بأن تأثير متغير أوميكرون "أقل حدة" ولا يشكل مخاطر كبيرة على الصحة، مع ذلك فإن هذه الادعاءات غير مدعومة بحقائق طبية.
في بعض الأحيان، لا تكون أعراض الاصابة بمتغير أوميكرون شديدة، لكن ذلك يعود على الأغلب الى حقيقة أن هؤلاء الأشخاص قد اكتسبوا مناعة ضد كوفيد-19 بعد اخذ اللقاح. لكن الخطر الأكبر يكون على صحة الأشخاص الذين لم يتلقوا لقاح كورونا.
كافة اللقاحات التي وقعت الحكومة العراقية على عقود استيرادها أثبتت فعاليتها
التحقق من المعلومات
رداً على نظريات المؤامرة هذه، أوضح الدكتور كما أولري، منسق المجموعات الصحية في كوردستان أنه، "لم تسجل حتى الآن أية حالة وفاة بسبب لقاحات كوفيد-19، الأشخاص الذين يدّعون أن الشخص الذي يتلقى لقاح كوفيد-19 خلال 6 أشهر الى 5 سنوات لا يستندون الى أي بحث أو دليل موثوق. كوفيد-19 ظهر في أواخر عام 2019 لذا من المستحيل أن يكون هناك بحث يقول أنك ستموت بعد خمس سنوات من أخذ اللقاح".
المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف بدر، يقول "كافة اللقاحات التي وقعت الحكومة العراقية على عقود استيرادها أثبتت فعاليتها، لم تسجل أية حالة تتعلق حدوث مضاعفات وتدهور الوضع الصحي لأشخاص تلقوا اللقاح، كما لم تًسجل في العراق حالات وفاة أو إدخال للمستشفيات جراء أخذ اللقاح، في حين كانت هناك حالات نادرة لأشخاص أصيبوا بكورونا بعد تلقيهم اللقاح".
ويقول ان "أعراض الوباء في الأشخاص الذين تلقوا اللقاح اخف بكثير مقارنة باللذين لم يتلقوا اللقاح".
حسب الموقع الالكتروني لمراكز السيطرة والوقاية الأمريكية (CDC)، حالات الوفاة المتعلقة بأخذ لقاح كوفيد-19 نادرة جداً، إدارة الدواء والغذاء الأمريكية ألزمت العاملين في مجال الرعاية الصحية بضرورة إبلاغ نظام جمع التقارير عن الآثار الصحية العكسية للقاح (VAERS) عن أية حالة وفاة بعد أخذ لقاح كوفيد-19، حتى وإن لم يتم التأكد بعد من أن الوفاة كانت بسبب اللقاح كان سبب الوفاة أم لا. التقارير التي وصلت الى نظام (VAERS) بعد تلقي اللقاح، بينها حالات وفاة، ليس من الشرط أن تعني بأن اللقاح كان سبب المشكلة الصحية.
لماذا لم تنشروا مخاطر أخذ القاح من قبل؟ العديد من الناس قد تلقوا اللقاح الآن
ما أهمية ذلك؟
الشائعة الرئيسية مدعومة بسلسلة من التصريحات المزيفة مصدرها مجموعة من الأشخاص المناهضين للتطعيم في عدة بلدان، مع استخدام مصطلحات ومفردات طبية لإضفاء الشرعية على مضمون الفيديو. هذه المزاعم يمكنها ببساطة بث الذعر والريبة والاحباط ونشرها بين الأشخاص الذين تقوا اللقاح وكذلك الذين لم يتلقوه.
هذه الاشاعات تستهدف بالتحديد الشباب والنساء الحوامل. التعليقات المكتوبة تحت مقطع الفيديو يبين تأثير نظرية المؤامرة، فقد كتب أحدهم، "لماذا لم تنشروا مخاطر أخذ القاح من قبل؟ العديد من الناس قد تلقوا اللقاح الآن."، هناك أشخاص أعادوا نشر رابط الفيديو في حسابهم الشخصي أو في المجموعات التي هم أعضاء فيها. مثل هذه المعلومات المضللة يبدو أنها مؤثرة في إثناء المواطنين العراقيين عن اختيار ما هو أفضل لصحتهم.