"سيكون بإمكاني من الآن فصاعداً كتابة الرسائل النصية، قراءة اللوحات ولن أحتاج لأن أسأل أحداً ليدلني على مكان ما"، تقول نعام رشو (40 سنة)، مشددة على أن ذلك ليس نهاية أحلامها.
نعام رشو، قالت وهي تكتب على لوحة داخل كرفان في مخيم باجيد كندالا للنازحين، "لن أفوّت هذه الفرصة على نفسي سأصبح متعلمة".
تم تحويل الكرفان الى مركز لمحو الأمية، افتتح في عام 2021 من قبل منظمة المساعدة المشتركة لكردستان و هي مرخصة من قبل الحكومة العراقية.
متلهفة للتعلم، لأنني حين كنت طفلة أخرجوني من المدرسة، أوضاع عائلتي المعيشية لم تكن على ما يرام
تشارك حالياً 58 امرأة نازحة في دورة التأهيل.
يقع المخيم في قضاء سيميل بمحافظة دهوك ويأوي ثمانية آلاف و 411 شخصاً في إطار ألف و 684 عائلة ، معظمهم نازحون ايزيديون.
تقول نعام رشو التي استهلت هذا العام رحلة التعلم في المركز، "متلهفة للتعلم، لأنني حين كنت طفلة أخرجوني من المدرسة، أوضاع عائلتي المعيشية لم تكن على ما يرام، لا أريد الآن أن أضيع هذه الفرصة".
يستوجب على المشاركين اجتياز أربع فصول دراسية، مدة كل فصل ثلاثة اشهر قبل أن يحصلوا على شهادة من المركز تؤهلهم للالتحاق بالصف السادس الابتدائي ومواصلة الدراسة في مدرسة المخيم.
لكن من أجل قبولهم في المدرسة ينبغي أن يجتازوا امتحاناً تعد أسئلته من قبل إدارة المدرسة، وتجري هذه العملية بإشراف وزارة التربية العراقية، هذا ما اوضحه فاروق محو، المشرف على مشاريع منظمة JHK السويدية.
تقول نعام، التي اقتربت من إنهاء الفصول الدراسية الأربعة، "نظمت أوقاتي للتوفيق بين الدراسة وأعمال البيت، لم أدع الدراسة تؤثر على اعتنائي بالمنزل والأطفال".
وتابعت، "لدي شعور رائع كوني أتعلم القراءة والكتابة، هدفي هو أن أستمر في الدراسة، ذلك هو حلمي الثاني".
وتقول نادر حسين، امرأة أربعينية من بين المشاركات، "أنا البنت الكبرى في عائلتي، أثناء طفولتي، منعني والداي من الدراسة وكنت منشغلة بالزراعة وأعمال البيت، لكن حين علمت بافتتاح مركز محو الأمية سجلت اسمي وبدأت الدراسة".
"أنا الآن أستطيع القراءة والكتابة وقد تحقق حلمي"، هذا ما قالته نادر، وهي أم لثمانية أطفال.
الأمومة والحياة في مخيم النازحين لم يعق استمرار نادر في الدراسة، فتقول "يتملكني إحساس رائع لأنني أدرس... يساعدني صهري كثيراً في التعلم، كما انني تعرفت بأصدقاء جدد وآمل أن أكمل مراحل الدراسة الأخرى".
الدراسة في المركز باللغة الكوردية والدوام فيه يومان في الاسبوع، تتخلله أحياناً الدراسة عن بعد (التعليم الالكتروني). أعمار المشاركين تتراوح بين 20 سنة و حوالي 50 سنة.
لكن بسبب انشغال الرجال بالعمل كان التزامهم ليس بالشكل المطلوب
ويقول مدير مركز محو الأمية في مخيم باجيد كندالا وأحد معلمي المركز، فواز قاسم، "يتم منحهم هنا شهادة تعادل شهادة الصف الخامس الابتدائي، ولكي يواصلوا دراستهم في الصف السادس الابتدائي يتوجب عليهم الالتحاق بمدرسة المخيم التابعة للحكومة العراقية".
ويؤكد، ان "المشاركون الذين اعمارهم كبيرة، يأتون الى هنا فقط لتعلم القراءة والكتابة، أما الذين أعمارهم صغيرة يمكنهم مواصلة الدراسة والالتحاق بالصف السادس الابتدائي".
مركز محو الأمية في مخيم باجيد كندالا يحتاج للمساعدة، حيث يقول فواز قاسم، "المكان حار جداً في الصيف وبارد في الشتاء".
من جانبه يقول منسق مشاريع منظمة المساعدة المشتركة لكردستان (JHK) فاروق حمو، أن المنظمة كانت تعتزم أن يكون المركز للنساء والرجال ايضاً، "لكن بسبب انشغال الرجال بالعمل كان التزامهم ليس بالشكل المطلوب، عدد قليل منهم كان يحضر، في حين كان إقبال النساء على التعلم أكثر، لذا قررنا قبول الساء فقط في المرحلة الأولى".
"نالت 30 مشاركة شهادات تخرج من منظمتنا... هدفنا الرئيسي هو تعليم النساء القراءة والكتابة"، يؤكد فاروق.
وأوضح فاروق أنه "بإمكان الراغبين مواصلة الدراسة في الصف السادس الابتدائي، شريطة أن لا تكون أعمارهم كبيرة جداً".
مركز محو الأمية في باجيد كندالا هو الوحيد في مخيمات النازحين التي يبلغ عددها في محافظة دهوك 16 مخيماً، تأوي 133 ألف و 846 نازح، في الوقت الحاضر لا توجد خطط لفتح مراكز مماثلة في مخيمات أخرى>