لم يتوصل الجيش العراقي الى اتفاق مع قوات آسايش ايزيدخان و وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) لإدارة الوضع الأمني في قضاء سنجار، عقب مواجهات واشتباكات مسلحة بين الجانبين على مدار اليومين الماضيين اسفرت عن مقتل أحد عناصر اليبشة وإصابة 27 آخرين بجروح معظمهم في صفوف الجيش العراقي.
يوم الخميس، 21 نيسان، وصل وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع العراقية برئاسة رئيس أركان الجيش العراقي عبدالأمير رشيد يارالله الى سنجار والتقوا مع قادة الجيش والقوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني في أعقاب المواجهات التي اندلعت بين الجانبين حول الملف الأمني للقضاء.
وقال رئيس مجلس الادارة الذاتية في ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار،خوديدا ألياس، لـ(كركوك ناو)، "شارك ممثلنا في الاجتماع، تناولت المباحثات بصورة عامة التوترات الأخيرة والأوضاع الأمنية في قضاء سنجار، بالرغم من طرح بعض الحلول، لكن الاجتماع لم يتمخض عن اتفاق نهائي"، دون أن يتطرق خوديدا للحلول المطروحة.
الاشتباكات بين قوات آسايش ايزيدخان والجيش العراقي وقعت يومي 18 و 19 نيسان، بعد أن طلبت قوة تابعة للجيش من آسايش ايزيدخان إخلاء نقطة عسكرية بالقرب من سنوني.
حسب آخر احصائية حصل عليها (كركوك ناو) من مجلس الادارة الذاتية في سنجار، أدت المواجهات التي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة الى مقتل أحد مقاتلي اليبشة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، فضلاً عن جرح 21 جندياً في الجيش وثلاثة مدنيين.
هناك خلافات بين الجيش العراقي وقواتنا، النقطة العسكرية التي أدت الى نشوء الاشتباكات في سنوني، جرى تسليمها للجيش والشرطة المحلية
وشدد خوديدا ألياس على أن "وفداً أمنياً رفيع المستوى من سنجار سيزور بغداد الأسبوع المقبل وسيكون ممثلنا ضمن الوفد، من المنتظر أن يلتقي الوفد برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي... ستكون الزيارة امتداداً لاجتماع الخميس بهدف معالجة المشاكل الأمنية في قضاء سنجار".
بموجب اتفاق سنجار، الذي أبرم بين الحكومة الاحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان في تشرين الأول 2020 لإعادة تنظيم الملف الأمني، الاداري والخدمي في قضاء سنجار، تتولى الشرطة المحلية وجهاز الأمن الوطني والاستخبارات الملف الأمني داخل قضاء سنجار، فيما تتمركز القوات المسلحة التابعة للحكومة الاتحادية في أطراف القضاء، أما القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني فلن تُعطى أي دور أمني أو إداري في القضاء ويتوجب عليها إخلاء المنطقة.
لكن هذا الاتفاق قوبل بالرفض من قبل مجلس الادارة الذاتية في سنجار –المجلس تشكل منذ عام 2019 من قبل مكونات القضاء المتعددة بهدف إدارة الملف الأمني والإداري في القضاء.
وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) و قوات آسايش ايزيدخان اللتين تعدان من المقربين من حزب العمال الكوردستاني وعناصرها من الايزيديين، تخضعان لسلطة مجلس الادارة الذاتية في سنجار.
اليبشة وآسايش ايزيدخان لعبا دوراً مهماً في استعادة القضاء من قبضة تنظيم داعش.
جزء كبير من قوات اليبشة منضوية تحت لواء الهيئة العامة للحشد الشعبي والتي تتكفل بصرف رواتبهم.
"الأوضاع مستتبة الآن، لكن هناك خلافات بين الجيش العراقي وقواتنا، النقطة العسكرية التي أدت الى نشوء الاشتباكات في سنوني، جرى تسليمها للجيش والشرطة المحلية"، هذا ما اكده خوديدا ألياس.
وزارة الدفاع العراقية أصدرت يوم الخميس، 21 نيسان، بياناً بخصوص اجتماع سنجار شددت فيه على ضرورة "إعادة النظر بالخطط الأمنية وفقاً للتحديات والمستجدات الأمنية، فضلاً عن الاهتمام بالمقاتلين وتلبية جميع شؤونهم ومتطلباتهم".
لكن خوديدا ألياس قال، "نحن أيضاً نريد وضع حد للتوتر والمواجهات في سنجا، لكن ليس على حساب اليبشة وآسايش ايزيدخان، نحن لن نخلي هذه المنطقة".