كثيرة هي التقاليد والموروث الشعبي في محافظ كركوك والتي لازالت تحافظ على تقاليد ليالي رمضان حيث الاحتفالات والمسابقات في الكثير من زوايا المدينة تصاحبها لعبة الصينية التراثية التي حافظت على حضورها القوي منذ ما يقارب ١٢٥ عام واللعبة الاكثر شعبية بين مكونات المحافظة.
ولعبة الصينية او ما يقال عنها محلياً(سيني زرف) تلازم الاجواء الرمضانية في التراث الكركوكي بمختلف مكوناته ، وغالباً ما تؤدى حتى ساعة متأخرة من الليل، وفي بعض الاحيان حتى حلول وقت السحور حيث يقوم الاشخاص بالتفاق على مكان للجلوس وغالبا ما يكون في المقاهي او القاعات الكبيرة والتي تكون في غالبها بعد اداء صلاة التراويح في المساجد والجوامع .
عمرها 125عاما وفيها 11 كأس حديدي وحجر مطارد
يقول الباحث التاريخي في كركوك عبد الكريم خلفية لـ كركوك ناو، أن " محافظة كركوك تعتبر من المدن التي تحافظ على الموروث الشعبي التاريخي للمدينة ونجد ذلك واضحا من خلال العاب شهر رمضان ولكن اللعبة الاكثر شعبية وحافظت على مستوى القبول بين مكونات كركوك هي لعبة الصينية او كما تسمى( سيني زرف)".
وأضاف "أما اللعبة فهي عبارة عن صينية وعليها أحد عشر قدحا(كأساً) توضع بشكل مقلوب، ويوضع تحت أحدها خاتم ويكون عدد أعضاء كل فريق ستة الى عشرة لاعبين وتبدأ المنافسة بمحاولة اللاعبين العثور على الخاتم".
ويشير إلى أن" هذه اللعبة اورثها الاجداد، و قد يزيد عمرها عن 125 سنة وهي قديمة موغلة في التراث الشعبي في كركوك".
هذه الامسيات الرمضانية يتخللها معزوفات ومقطوعات غنائية تقدم من قبل فنانين وعازفين وتكون في غالبها من لغات كركوك المحلية
ويقول أحد رواد اللعبة ويدعى فرمان جليل البرزنجي لـ كركوك ناو، أن " لبعة السيني زرف اللعبة الاكثر انتشارا بين اهالي كركوك ونحن في كل رمضان نعد العدة لأحياء ليالي رمضان المبارك حيث تبدأ مراسم اللعبة بعد اداء صلاة التروايح ويتم تقسيم الفرق على لجان شعبية لتحديد الفريق الاقوى والفائز في اللعبة".
ويؤكد جليل أن" اللعبة هي من اقدم العاب كركوك حيث تجد فيها الشباب والشياب وغيرهم وهم يستمتعون بأوقات جميلة في ايام شهر رمضان ولكن هناك شروط محددة لهذه اللعبة حيث يحتاج كل فريق يمثل اكثر من 11 شخص الخبرة والدراية في البحث وايجاد الخاتم الذي يتم وضعه اسفل الكأس الحديدي ويقوم كابتن الفريق بتدوير الصينية لأكثر من مرة تحت الغطاء وثم يقوم بوضعه الصينية التي فيها 11 كأسا امام الفريق الخصم ويعتمد على شخص واحد منهم لا يجاد الخاتم المفقود".
ويشير إلى أن" هذه الامسيات الرمضانية يتخللها معزوفات ومقطوعات غنائية تقدم من قبل فنانين وعازفين وتكون في غالبها من لغات كركوك المحلية العربية والكردية والتركمانية ويتوقف اللعب لفترة حيث يقوم الشباب بإداء الدبكات الشعبية لوقت قصير وثم معاودة اللعبة".
وبين فرمان جليل البرزنجي، أن" لعبة الصينية تكاد تتشابه مع لعبة المحيبس الشعبية ولكنها اكثر انتشارا في شهر رمضان في كركوك وهناك من ينظم بطولة بين الفرق التي تمثل احياء كركوك على مدار الشهر الفضيل ويفوز بجائزة مالية يضاف لها صينية البقلاوة وحلويات مختلفة متنوعة".
من جهته يقول أحد رواد لعبة الصينية ويدعى علي البياتي لـ كركوك ناو، أن" لعبة الصينية تعتبر اللعبة المفضلة لدى سكان كركوك قديما وحديثا وهذه اللعبة يشارك فيها 11 الى 16 لاعبا ومثل هذا العدد يكون في الفريق الضد ويمثل كل فريق رئيس الفريق ويكون من ذوي الخبرة والقدرة على ايجاد الخاتم تحت الكؤوس التي توجد داخل الصينية ويبقى الحال هكذا الى حين حسم اللقاء بالنقاط وتستمر اللعبة حتى الفجر والسحور".
