يشهد قضاء تلعفر في محافظة نينوى، مهرجانات ومؤتمرات ونشاطات رسمية ومدنية، تسعى لتعزيز التعايش السلمي واعادة أواصر الالفة والمحبة بين مكوناته بعد نحو عقدين من صراعات خلفت الاف القتلى والشهداء.
ويقع تلعفر، الذي يسكنه نحو 450 الف نسمة، موزعة على مركز المدينة ونواحٍ ثلاث، على بُعد 69 كم شمال غرب الموصل، وجميع سكان مركزها من القومية التركمانية، فيما ينتشر العرب والكورد في بعض النواحي والقرى التابعة له، مثل ربيعة، وزمار، والعياضية.
"سعدتُ بمشاركتي في فعاليات مهرجان لوحة السلام في تلعفر، التي تضمنت محاور عديدة كانت في مجملها تصبّ في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أبناء المدينة والنواحي والقرى التي تتبعها" بحسب قائممقام تلعفر قاسم محمد شريف.
وأضاف شريف في حديثه لـ(كركوك ناو) أن "السلام لم يعدّ مختصراً على ما يضاد الحرب، بل بات أشمل ليكون كل ما يعزز المصالح المشتركة والعلاقات بين أفراد الشعب الواحد، ويكون من صميم الحياة اليومية التي تتطلب الهدوء والسكينة والاستقرار".
المشروع يشمل أقضية تلعفر والبعاج إلى جانب الموصل
وتضمن المهرجان، الذي شهدا حضوراً رسمياً وشعبياً واسعاً، قصائد باللغات العربية والتركمانية، ومسرحية للأطفال، إلى جانب معرض للرسم والأعمال اليدوية بمشاركة 23 فناناً من كلا الجنسين، بنحو 100 لوحة فنية مختلفة، كما شهد المهرجان تكريماً لعددٍ من الناشطين والمؤسسات العاملة في مجال بناء السلام في تلعفر،الى جانب معرضا للكتب.
بدوره أفاد أحمد الكبيسي، مدير المهرجان أن "المهرجان مبادرة من فناني قضاء تلعفر بمركزه ونواحيه الثلاث ربيعة وزمار والعياضية، حيث شاركوا في تدريب لعدة أيام ضمن مشروع إشراك المجتمع في بناء السلام المستدام في محافظة نينوى".
وأشار الكبيسي في حديثه لـ(كركوك ناو) أن "المشروع يشمل أقضية تلعفر والبعاج إلى جانب الموصل، وكان اخر مهرجان في تلعفر حافلاً بالقصائد والللوحات والأعمال اليدوية والكلمات التي تعزز المحبة والسلام بين مكونات المجتمع".
من جانبه قال فهمي سعيد، ناشط مدني، أن "المهرجان مبادرة فنية لنبذ العنف والكراهية ودعوة لزرع بذور المحبة والاخوة الانسانية في تلعفر"، وأضاف لـ(كركوك ناو) أن "المهرجان شهدا حضوراً جميلاً وفعاليات منوعة يُشكر عليها القائمين على تنظيمه".
وبعد تحرير تلعفر من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، في أب 2017، عاد نحو 60% من النازحين التركمان إلى مدينتهم بينما ينتشر الاخرون، الذين فضّلوا عدم العودة، في عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى، لا سيما النجف وكربلاء وبابل، إلى جانب إقليم كوردستان، وكركوك وتركيا.
وتسعى الادارة المحلية بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في القضاء إلى اعادة اعمار البنى التحتية وتقديم الدعم اللازم للسكان بغية تشجيع النازحين للعودة إلى منازلهم، وتشهد دوائر وأسواق تلعفر وعياداتها الطبية، توافداً واضحاً لسكان أقضية سنجار والبعاج.
وعقد رؤوساء الوحدات الادارية في غرب محافظة نينوى، مؤتمراً في مركز قضاء تلعفر، للتباحث في واقع الأمن والخدمات والسلام في المنطقة، بحضور ممثلين عن العشائر العربية والتركمانية والكردية والايزيدية. وأفاد قائممقام البعاج أحمد يوسف العفين أن "المجتمعين ركزّوا على تعزيز التعايش السلمي في مناطق غرب نينوى ونبذ التطرف ".