سيتم تحويل الطريق الرابط بين ناحية القوش وقضاء شيخان الى طريق مزدوج، بعد سنوات من الاحتجاجات والمطالبات، حيث تأخر تنفيذ المشروع بسبب عدم اتفاق الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان بشأن الجهة المسؤولة عن صرف ميزانية المشروع.
في 8 أيار 2022، كلفت اللجنة العليا لإعمار الموصل، التابعة لمكتب رئيس الوزراء العراقي، مديرية طرق وجسور نينوى بتخمين كلفة إنشاء مسار ثاني للطريق الرئيسي بين القوش وشيخان، تمهيداً لتنفيذ المشروع على مرحلتين.
النائب عن كوتا المكون الايزيدي في البرلمان العراقي، شريف سلمان، قال لـ(كركوك ناو)، "تحصّل محافظ نينوى عن طريق وزارة الإعمار على موافقة لجنة الإعمار لتحويل الطريق الى طريق مزدوج ومن المقرر أن ينفذ المشروع على مرحلتين".
ولفت سلمان الى أن "حوادث السير على طريق القوش على مدار العامين الماضيين خلفت 90 ضحية".
حكومة اقليم كوردستان كانت تقول بأن مشروع إنشاء الطريق المزدوج يقع على عاتق الحكومة العراقية وهي بدورها ألقت المسؤولية على حكومة اقليم كوردستان
"يستخدم سكان ناحيتي القوش و فايدة وجزء من قضاءي تلكيف وشيخان الطريق الذي يربط ايضاً حوالي 100 قرية في المنطقة، فضلاً عن كونه الطريق الذي تمر فيه يومياً آلاف الشاحنات من وإلى منفذ إبراهيم الخليل الحدودي"، حسب النائب شريف سلمان.
تبلغ مسافة الطريق بين مفرق باعدرة باتجاه القوش وصولاً الى مفرق البدرية شمالي الموصل، نحو 22 كيلومتراً ويبلغ عرضه حوالي ستة أمتار، وهي من الطرق التجارية المهمة.
"حكومة اقليم كوردستان كانت تقول بأن مشروع إنشاء الطريق المزدوج يقع على عاتق الحكومة العراقية وهي بدورها ألقت المسؤولية على حكومة اقليم كوردستان، وسط كل ذلك، نحن من كنا ندفع الثمن"، يقول رائد منصور قايا، مختار القوش، لـ(كركوك ناو).
مديرية ناحية القوش، وجهت خلال السنوات الأربع الماضية خمسة كتب رسمية الى كل من الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان بغية تحويل الطريق الى مسارين، كونه الطريق التجاري الرابط بين تركيا والعراق.
يقول رائد منصور، " ينتابنا الخوف حين نستخدم ذلك الطريق، فهو طريق مزدحم و ضيق، لذا من الضروري الإسراع في تحويله الى طريق مزدوج لتجنب وقوع مزيد من الضحايا".
في 24 كانون الأول 2021، لقي خمسة اشخاص من عائلة ايزيدية واحدة من سكنة قرية شيخكا بناحية القوش مصرعهم في حادث تصادم مركبتهم مع مركبة حمل كبيرة، كما أصيب ثلاثة اشخاص آخرين بجروح في ذلك الحادث.
بعد يوم من الحادث، نظم سكان بعض المناطق الواقعة على الطريق تجمعاً احتجاجياً وأغلقوا الطريق، للاحتجاج على استمرا حوادث السير وعد ايجاد حل للمشكلة، وقامت (كركوك ناو) في حينها بتغطية التظاهرة وأوصلت مطالب المحتجين المتمثلة بتحويل الطريق الى مزدوج.
"يومياً، يسقط ضحايا على ذلك الطريق، تقع منطقتنا ضمن حدود المناطق المتنازع عليها المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي ويجب على حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية أخذ مطالب سكان المنطقة بنظر الاعتبار"، هذا ما قاله دلو خدر، ناشط مدني في القوش.
دلو خدر و عشرة اشخاص آخرين أطلقوا حملة على شبكات التواصل الاجتماعي لممارسة الضغط من اجل تنفيذ مشروع إنشاء المسار الثاني لطريق القوش.
ا شيخ طالب محافظ نينوى منذ فترة طويلة بتأهيل ذلك الطريق وأخذ تعهداً منه
وقال خدر لـ(كركوك ناو)، "منذ عام 1978 حتى الآن فقد أكثر من 100 شخص حياتهم وجرح 200 شخص على ذلك الطريق بسبب حوادث السير، حسب المتابعات التي أجريناها"، واضاف بأنهم راجعوا العديد من المسؤولين الاداريين والشخصيات الدينية بهدف إيجاد حل للمشكلة.
تعتبر المناطق الواقعة على طريق القوش- شيخان من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان وفقاً للدستور العراقي.
صباح سمير، مسؤول إعلام بابا شيخ الايزيدية، قال لـ(كركوك ناو) بأن بابا شيخ طالب محافظ نينوى منذ فترة طويلة بتأهيل ذلك الطريق وأخذ تعهداً منه، وبأنه بذل جهوداً أخرى، "الى أن جاءت الموافقة ونطالب بتنفيذ المشروع بأسرع وقت".
في عام 2020 سُجل أكثر من ثمانية آلاف و 186 حادث سير في العراق، ما عدا محافظات اقليم كوردستان، 232 حادثاً منها سجل في محافظة نينوى تسببت بوفاة 112 شخص وجرح 178 آخرين، ووقع 20 حادث ضمن حدود قضاء تلكيف، أدت الى وفاة 14 شخص وجرح 18 شخص، حسب الاحصائيات الرسمية للحكومة العراقية.
عدد سكان ناحية القوش في سهل نينوى (40 كم شمال مدينة الموصل) حتى ما قبل حرب داعش منتصف 2014 كان يُقَدَّر بـ 62 ألف شخص، هاجر بعدها قسم منهم الى أمريكا و أوروبا. يمثل المكون المسيحي غالبية سكان القوش، في حين تتواجد مكونات أخرى، مثل الايزيديين، الشبك، الأرمن والمسلمون الكورد والعرب في المناطق المحيطة بها.