لن يتمكن النازحون المقيمون في اقليم كوردستان من الحصول على المساعدة المالية التي كانت توزعها عليهم المنظمات التابعة للأمم المتحدة كمنحات طارئة.
بعد هجوم داعش في عام 2014 وبدء موجة النزوح، بدأ برنامج الغذاء العالمي (WFP) بتوزيع مساعدة مالية على كل نازح من أجل مواجهة الجوع وتأمين الغذاء.
"قبل اسبوعين استلمنا المساعدة المالية المخصصة لشهر أيار وقدرها 12 ألف دينار لكل فرد"، يقول علي مجحان جردو، المقيم في مخيم كبرتوو لـ(كركوك ناو).
تتراوح المساعدة المالية لكل شخص بين 10 آلاف و 20 ألف دينار شهرياً.
يقول علي، الذي نزح من ناحية القحطانية (تل عزير) التابعة لقضاء سنجار منذ عدة سنوات وهو منتسب في قوات البيشمركة، بأن المساعدة المالية التي كانوا يحصلون عليها، رغم قلتها، إلا أنها كانت تسد بعض احتياجات العائلة، "إذا انقطعت هذه المساعدات سيكون لذلك تأثير سيء على النازحين وقد نضطر لاقتراض المال من أجل شراء احتياجاتنا".
بدءاً من شهر تموز، ستمنح تلك المساعدة المالية للعوائل الفقيرة والمعوزة جداً وفقاً لعدة إجراءات وسيتم تحديد عدد من العوائل المشمولة في كل مخيم
المساعدة المالية المخصصة للنازحين ستتوقف مطلع شهر تموز القادم.
مدير دائرة الهجرة والمهجرين واستجابة الأزمات التابعة لحكومة اقليم كوردستان في محافظة دهوك، ديان جعفر، قال لـ(كركوك ناو)، منظمة WFP قررت ايقاف المساعدة المالية التي كانت تقدمها بدءاً من شهر تموز وقد أكدوا لنا ذلك، وتحججوا بأن الميزانية المتوفرة لا تكفي لجميع النازحين."
يتواجد في اقليم كوردستان أكثر من 664 ألف نازح، يتوزع قسم منهم على 26 مخيماً للنازحين في محافظات دهوك، أربيل والسليمانية.
"بدءاً من شهر تموز، ستمنح تلك المساعدة المالية للعوائل الفقيرة والمعوزة جداً وفقاً لعدة إجراءات وسيتم تحديد عدد من العوائل المشمولة في كل مخيم من أجل صرف المساعدة المالية لها"، وأضاف ديان جعفر بأنهم طلبوا من المنظمات أن تشمل المساعدات جميع النازحين بسبب أوضاعهم المالية المتردية لكن طلبهم قوبل بالرفض.
حسب احصائيات حكومة اقليم كوردستان، يبلغ حجم الانفاق اليومي على النازحين واللاجئين 2 مليون دولار، والذي يصرف من قبل حكومة الاقليم والمنظمات.
يقول النازح علي مجحان بأنه أب لخمسة أطفال وتوقف تلك المساعدة المالية التي كانت تقترب من 100 ألف دينار شهرياً سيؤثر على معيشة آلاف النازحين وقدرتهم على تأمين الغذاء، "نطالب الجهات المعنية بإيجاد حلول أخرى، أو أن تتولى منظمة أخرى تأمين تلك المساعدة المالية أو توزيع مساعدات بديلة".
منظمة اليونيسيف انسحبت من عدة مخيمات منذ مطلع هذا الشهر واوقفت أعمالها هناك لذا يتوجب أن نسد الفراغ الذي تركوه
وزارة الهجرة والمهجرين العراقية وقسم من المنظمات الانسانية توزع بين الحين والآخر سلال غذائية واحتياجات منزلية على النازحين.
وأشار ديان جعفر الى أن دائرة الهجرة والمهجرين التابعة لحكومة اقليم كوردستان ومؤسسة بارزاني الخيرية تتواصلان مع المنظمات بغية حثها على تقديم المساعدات للنازحين لكن اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية (مستمر منذ أشهر وأدت الى نزوح الملايين) كان له تأثير، حيث أ المنظمات تخصص الآن مساعداتها ومشاريعها لمنكوبي أوكرانيا.
"منظمة اليونيسيف انسحبت من عدة مخيمات منذ مطلع هذا الشهر واوقفت أعمالها هناك لذا يتوجب أن نسد الفراغ الذي تركوه، من جانب آخر ستنسحب منظمة (UNHCR) أيضاً في شهر تموز من مخيمات بردرش وآكري، وهو ما سيثقل كاهل حكومة الاقليم"، حسبما أكد ديان جعفر.
باستثناء نينوى، أغلقت الحكومة العراقية مخيمات النازحين في جميع المحافظات الأخرى وأعيدوا الى مناطقهم الأصلية، ما عدا مخيمات اقليم كوردستان التي تم الابقاء عليها بموجب تفاهم مع حكومة اقليم كوردستان حيث يرفض النازحون المقيمون فيها لعودة الى ديارهم بحجة عدم استتباب الأمن وانعدام الخدمات الأساسية.