نظم أهالي قضاء تلعفر في محافظة نينوى، اليوم الخميس 16 حزيران 2022، وقفة استذكارية بمناسبة سقوط القضاء بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) عام 2014.
وتقع تلعفر شمال غرب العراق، وتبعد عن مدينة الموصل حوالي 70 كم، ويقدر عدد سكان مركزها بنحو 220 ألف نسمة وتسكنه أغلبية من التركمان، فيما يبلغ مجموع سكانها مع النواحي التابعة لها حوالي 450 ألف نسمة، وينتشر العرب والكورد في النواحي التابعة لها، ودخلها تنظيم داعش في 16 حزيران 2014 وبعد مقاومة من أبناء العشائر استمرت نحو عشرة أيام نفذت أسلحتهم ولم تصلهم أي دعم او امدادات من الحكومة المركزية فسقطت كليا في 26 حزيران.
وأفاد الشيخ فيصل محمود، أحد منظمي الوقفة، أن "الفعاليات الرسمية والشعبية والمدنية شاركت في الوقفة التي نُظمت على اطلال قلعة تلعفر الأثرية المدمرة، بمناسبة الذكرى الثامنة لسقوط مدينة تلعفر بيد عصابات داعش الإرهابية".
وأضاف في حديث لـ(كركوك ناو) أن "الهدف الرئيسي للوقفة كان مطالبة الجهات الحكومية والمنظمات الدولية بالعمل الجاد للكشف عن مصير مئات المفقودين التركمان من أبناء تلعفر، والذين اختطفهم داعش عقب سيطرته على المدينة في مثل هذه الأيام من عام 2014".
مكونات تلعفر الأصيلة نالت نصيبها من تلك الجرائم، فقُتل الأبرياء وسُبيت النساء وتمّ اغتصابهن
ووثق ناشطون محليون ومنظمات مجتمع مدني في تلعفر، نحو 1300 مخطوفاً بينهم مئات النساء والأطفال، تمّ تحرير 48 منهم، 23 فتاة وطفلة (إناث)، و25 طفلاً وفتى (ذكور)، في فترات متعاقبة بدءً من بداية 2017 وحتى اليوم، وبين الناجيات الـ23، من تعرضن للانتهاك الجنسي، والإجهاض، فيما البقية كانوا في العقد الأول من أعمارهن، وتمتنع عوائل أخرى عن تقديم معلومات عن مختطفاتها لاعتبارات اجتماعية.
من جانبه قال قائممقام تلعفر قاسم محمد شريف أن "سقوط تلعفر كان مؤامرة قذرة قادتها قوى الإرهاب والفكر المتطرف وبعض الأطراف السياسية، نتج عنه أبشع الجرائم بحق الإنسانية".
وتابع في حديثه لـ(كركوك ناو) أن "مكونات تلعفر الأصيلة نالت نصيبها من تلك الجرائم، فقُتل الأبرياء وسُبيت النساء وتمّ اغتصابهن، ولم يُسلم من جرائم التنظيم حتى الأطفال ودور العبادة والمواقع الاثرية والثروات الطبيعية".
وبعد تحرير تلعفر من سيطرة داعش، في أب 2017، عاد نحو 60% من النازحين التركمان إلى مدينتهم بينما ينتشر الاخرون، الذين فضّلوا عدم العودة، في عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى، لا سيما النجف وكربلاء وبابل، إلى جانب إقليم كوردستان، وكركوك وتركيا. وتسعى الادارة المحلية في تلعفر بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في القضاء إلى اعادة اعمار البنى التحتية وتقديم الدعم اللازم للسكان بغية تشجيع النازحين للعودة إلى منازلهم.
ولا تآمر البعض في الداخل والخارج لما تمكّن داعش من السيطرة على تلعفر
بدوره أفاد الشيخ هاشم عنتر، رجل دين، أنه "رغم محاولات تنظيم القاعدة منذ 2005 وحتى 2014 اسقاط تلعفر وبسط نفوذه فيها الا أنه لم يتمكن من تحقيق هدفه بفضل موقف العشائر الموحد، حيث كان لرجال تلعفر بل حتى نسائها مواقف مشرفة في مواجهة الإرهاب، رغم ضعف دور الحكومة طوال تلك الفترة".
وأشار في حديث لـ(كركوك ناو) إلى أن "تلعفر قدمت قوافل من الشهداء، وأن أهلها شاركوا في جميع معارك التحرير رغم كونهم نازحين ومهجرين من مدينتهم"، مؤكداً أنه "لولا تآمر البعض في الداخل والخارج لما تمكّن داعش من السيطرة على تلعفر".
وقتل تنظيم داعش، الآلاف من المواطنين العراقيين، ودفنهم في مقابر جماعية، لاسيما عمليات الإبادة بحق أبناء المكونين التركماني والإيزيدي، بعد اقتياد الفتيات، والنساء، سبايا إثر سيطرته على محافظة نينوى، في حزيران 2014.
وتستعد السلطات المحلية في تلعفر وبالتعاون مع اطراف دولية لفتح مقبرة "علو عنتر" الجماعية، شمال القضاء. وهي من بين 95 مقبرة جماعية في محافظة نينوى، من أصل 202 مقبرة في محافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك، دفنَ فيها داعش ضحاياه بين عامي 2014 و2017، وفق تقرير مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).