ما لا يقل عن 20 امرأة نازحة يعملن في سبع مخابز وأفران في مجمع شاريا بمحافظة دهوك لكي يؤمّنن لقمة العيش لأنفسهن وأسرهن.
يقع المجمع في قضاء سيميل بمحافظة دهوك، الى جانبه مخيم للناجين يأوي أكثر من ألفين و 300 عائلة، نصبت عشرات العوائل النازحة خيماً أو كابينات في محيط المخيم.
طالبات وفي نفس الوقت عاملات
"كل مخابز وأفران مجمع شاريا تدار من قبل نساء وفتيات نازحات، حيث تعمل في كل مخبز اثنين الى أربعة نساء"، تقول شيرين حسو قاسم (25 سنة).
شيرين بدأت العمل في أحد مخابز شاريا منذ أربعة أشهر، وهي في نفس الوقت طالبة مستمرة في الدراسة.
وقالت شيرين لـ(كركوك ناو)، "الناس يحترموننا ويقدّرون عملنا ونحن بدورنا نحافظ على نظافة مكان عملنا، زبائننا أغلبهم من النازحين اضافة الى سكان مجمع شاريا"، شيرين من أهالي مجمع خانه سور التابع لسنجار غربي نينوى ونزحت الى دهوك مع عائلتها منذ عدة سنوات.
تشير احصائيات حكومة اقليم كوردستان الى أن أكثر من 81 ألف عائلة نازحة تعيش خارج المخيمات، وأكثر من 34 ألف عائلة موزعة على 26 مخيماً في محافظات اقليم كوردستان.
بعضهن تركن الدراسة
ميساء مراد (19 سنة)، تركت الدراسة واتجهت للعمل لعدة أسباب من بينها الحاجة لمساعدة عائلتها على تأمين معيشتها، لكنها قررت هذه السنة المشاركة في الامتحانات الخارجية.
"نحن سبع شقيقات، والدي لا يستطيع أن يعمل ووالدتي مريضة، عملنا أصعب مما تصور لكننا مضطرون، الأجر الذي أستلمه هو لسد احتياجات عائلتي"، تقول ميساء لـ(كركوك ناو).
تنحدر ميساء من مجمع سيبا شيخ خدر بسنجار وتعيش مع عائلتها في مخيم شاريا منذ حوالي ثمان سنوات.
"أعمل حوالي 15 ساعة في اليوم، من الساعة 4:30 فجراً حتى المساء، أحصل يومياً على 11 الأف و 500 دينار".
تقول ميساء بأنها تخبز في اليوم الواحد أربعة أكياس من الطحين بواقع 750 خبزة عن كل كيس طحين.
الى جانب معاناة النزوح، تعرض قسم من ايزيديي سنجار الى القتل والاختطاف، ووفقاً لإحصائيات حكومة الاقليم من مجموع ستة آلاف و 417 مختطف لا يزال مصير أكثر من ألفين و700 شخص مجهولاً.
من رعي الماشية الى الخبازة
"أعمل خارج البيت منذ أن كان عمري 10 سنوات فقط، بدءاً من أعمال الحقل ورعي الماشية وانتهاءً بالخبازة"، هكذا تحدثت سوزان ألياس (28 سنة) لـ(كركوك ناو) عن تجربتها.
وبينت سوزان بأنها نزحت الى دهوك من قرية سولاغ بقضاء سنجار، وبعد سنوات قضتها دون عمل، بدأت العمل في أحد مخابز شاريا في تموز من العام الماضي.
لـ(سوزان) سبع شقيقات وثلاثة أشقاء، لكنها لم تلتحق بالدراسة لأنها منشغلة على الدوام بالعمل ومساعدة أسرتها على توفير لقمة العيش، "المساعدات التي كانت تقدم للنازحين قلّت وأصبحت الحياة اصعب، لذا إن لم نعمل لن نتمكن من تأمين احتياجاتنا اليومية".
قبل أسابيع، قررت منظمة WFP ايقاف المساعدة المالية التي كانت تقدمها شهرياً لسكان المخيمات في اقليم كوردستان.
"نخبز يومياً ما لا يقل عن ثلاثة آلاف خبزة، عملنا صعب للغاية، لكنني سعيدة كوني أستطيع كسب قدر من المال لأعيل أسرتي"، تقول سوزان ألياس.
باستثناء نينوى، أغلقت الحكومة العراقية مخيمات النازحين في جميع المحافظات الأخرى وأعيدوا الى مناطقهم الأصلية، ما عدا مخيمات اقليم كوردستان التي تم الابقاء عليها بموجب تفاهم مع حكومة اقليم كوردستان حيث يرفض النازحون المقيمون فيها لعودة الى ديارهم بحجة عدم استتباب الأمن وانعدام الخدمات الأساسية.