انتقد ناشطون كورد وتركمان في كركوك عدم إدراج اللغتين الكوردية والتركمانية في كتابة اللوحة الخاصة بالمؤتمر الختامي لمشروع أطلقته منظمتان يهدف الى تعزيز التعايش السلمي بين مكونات المحافظة.
ينص الدستور العراقي على أن اللغتين العربية والكوردية، هما اللغتان الرسميتان في العراق، كما أن التركمانية والسريانية لغتان رسميتان في الوحدات الادارية التي يشكلون أغلبية سكانها، على سبيل المثال كركوك.
منظمة التعاون الألماني وجمعية التحرير للتنمية نظمت يوم الأحد، 26 حزيران، المراسيم الختامية لمشروع التعايش السلمي في كركوك تحت اسم "الوقاية من التطرف العنيف وخطاب الكراهية في كركوك"، حضره عدد من المسؤولين المحليين، بينهم راكان سعيد الجبوري، محافظ كركوك بالوكالة، لكن عنوان المشروع كُتب باللغة العربية والانجليزية، ما اثار حفيظة ناشطين كورد وتركمان، بالأخص على شبكات التواصل الاجتماعي.
للأسف، غالباً ما نرى مؤتمرات وملتقيات متنوعة تُعقد تحت مسمى التعايش في كركوك، لكن منظمي تلك الفعاليات أنفسهم يتجاهلون أسس ومبادئ التعايش
الناشطة التركمانية صبرية حكمت قالت لـ(كركوك ناو)، "للأسف، رأيت ليلة أمس اسم المشروع الذي يتحدث عن السلام والتعايش وقد كتب بأحرف كبيرة باللغة العربية، فيما تم تهميش اللغات الكوردية، التركمانية والسريانية، فشعرت باستياء... كان لزاماً على منظمي المشروع مراعاة الوضع في كركوك".
وتابعت، "كان على المحافظ الذي قدم كلمة في ذلك المكان أن ينتقد القائمين على المشروع لتمييزهم بين اللغات وأن يقول لهم ابدأوا من هنا... لو أن محافظ كركوك انتقد ما حدث لكانت الأمور أفضل".
هيمن حسيب، حقوقي وناشط مدني من القومية الكوردية، قال لـ(كركوك ناو)، "للأسف، غالباً ما نرى مؤتمرات وملتقيات متنوعة تُعقد تحت مسمى التعايش في كركوك، لكن منظمي تلك الفعاليات أنفسهم يتجاهلون أسس ومبادئ التعايش".
ويرى حسيب أن الخطوة الأولى للتعايش تتمثل في احترام اللغات.
"عدم الكتابة بلغات أخرى غير العربية على فليكس الفعالية انتهاكان في وقت واحد، أولاً انتهاك فيما يخص مضمون الفعالية ألا وهو التعايش والسلام، وثانياً انتهاك قانوني... لأنه بموجب الدستور وقانون اللغات الرسمية يجب استخدام يجب استخدام اللغتين الكوردية والعربية معاً الى جانب الغات المحلية الأخرى في المدينة، مثل اللغة التركمانية"، حسبما قال حسيب.
وطالب الناشط الكوردي الجهات المنظمة ولجنة التنسيق الألماني – العراقي والجهات الداعمة بتقديم توضيحات وطلب الاعتذار، لإظهار حياديتهم، "لأن احترام التراث من الأعمدة المهمة للتعايش... بدون الاعتراف بالتراث واللغة من الصعب التحدث عن التعايش والسلام".
منظمة التعاون الألماني وجمعية التحرير للتنمية أطلقت المشروع منذ ثمانية اشهر عن طريق عقد دورات وورش عمل بهدف تقليل العنف وتعزيز السلام والتعايش بين شباب محافظة كركوك.
تأكيد الناشط هيمن حسيب على ضرورة أن يقدم منظمو الفعالية اعتذارهم يأتي في الوقت الذي اكتفت فيه ميلان علي، مسؤولة جمعية التحرير للتنمية بتوضيح دون تقديم أي اعتذار.
وقالت ميلان علي لـ(كركوك ناو) بأنها على علم بالاحتجاجات التي تخص كتابة اسم المشروع باللغتين العربية والانجليزية فقط وشددت على أنها كانت تنتظر منذ الليلة الماضية الفرصة لكي تقدم توضيحاً عن طريق مؤسسة اعلامية.
"اللغة العربية هي اللغة الرئيسية في العراق ويجب أن نكتب باللغة الرئيسية، لو أننا كنا كتبنا باللغة الكوردية أيضاً توجّب أن نضيف اللغتين التركمانية والسريانية كذلك، ما سيؤثر على وضوح الكتابة... اخترنا الكتابة بالانجليزية الى جانب العربية لأننا منظمة دولية".
ما ذهبت اليه مسؤولة قسم المشاريع في جمعية التحرير للتنمية يتناقض مع ما ورد في الدستور العراقي الذي ينص على أن " اللغة العربية واللغة الكوردية هما اللغتان الرسميتان للعراق".
تحدثت مع منظمي المشروع وأخبرتهم أنه كان من المفروض كتابة اسم المشروع بلغات كركوك المحلية الأربع
حول اللغات الأخرى، منها التركمانية والسريانية ينص الدستور على أن " اللغة التركمانية واللغة السريانية لغتان رسميتان أخريان في الوحدات الادارية التي يشكلون فيها كثافة سكانية".
على هذا الأساس يجب استخدام اللغتين التركمانية والسريانية أيضاً في كركوك الى جانب اللغتين العربية والكوردية بسبب تواجد القومية التركمانية والديانة المسيحية في تلك المحافظة.
سامال جبار برزنجي، رجل دين وأحد المشاركين في الفعالية، قال لـ(كركوك ناو)، "تحدثت مع منظمي المشروع وأخبرتهم أنه كان من المفروض كتابة اسم المشروع بلغات كركوك المحلية الأربع، لكنهم قالوا بأن الكتابة ستضيع في هذه الحالة".
راكان سعيد، محافظ كركوك وكالةً، تحدث في المؤتمر الختامي للفعالية عن أهمية التعايش السلمي بين القوميات والأديان في المحافظة واصفاً المشروع بخطوة جيدة، دون أن يشير الى التمييز الذي حدث في كتابة اسم المشروع.
(كركوك ناو) حاول الاتصال بمعاون محافظ كركوك علي حمادي –رافق المحافظ في الفعالية- لكنه لم يرد على الاتصالات.
مصدر في إدارة كركوك، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال "هذه الفعالية لم تنظمها إدارة كركوك، كان على المنظمة أن تراعي وجود لغات مختلفة في كركوك".
المصدر أوضح رؤيا وقرارات إدارة كركوك بهذا الشأن قائلاً، "نعيش في هذه المدينة بسلام وأخوة، وف يهذا الصدد أبلغت إدارة كركوك جميع الدوائر الحكومية العام الماضي بضرورة كتابة لوحات الدوائر بلغات كركوك الأربع".
كتاب إدارة كركوك الذي يحتفظ (كركوك ناو) بنسخة منه، تم تعميمه في أيلول 2021 على كافة الدوائر.
في كانون الثاني 2022، قررت إدار كركوك إزالة جميع اللوحات التعريفية والشواخص المرورية، نظراً لأنها كانت مكتوبة باللغتين العربية والانجليزية فقط، الأمر الذي أثار موجة سخط على مواقع التواصل الاجتماعي.
رغم أنه كان من المقرر إعادة نصب تلك اللوحات والشواخص باللغات الأربع، لم تُتخذ حتى الآن خطوات عملية بهذا الشأن.