باشر الفريق الوطني المختص بالمقابر الجماعية، بحملة جمع معلومات وسحب عينات الدم من ذوي ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في قضاء تلعفر غرب الموصل.
وأفاد مصدرٌ مسؤول لـ(كركوك ناو) أن "الفريق يتألف من ممثلين عن دائرة الطب العدلي، ومؤسسة الشهداء بدائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية في العراق، إلى جانب دعمٍ دولي يتمثل باللجنة الدولية لشؤون المفقودين ICMP".
ووثق ناشطون محليون ومنظمات مجتمع مدني في تلعفر، نحو 1300 مخطوفاً بينهم مئات النساء والأطفال، تمّ تحرير 48 منهم، 23 فتاة وطفلة (إناث)، و25 طفلاً وفتى (ذكور)، في فترات متعاقبة بدءً من بداية 2017 وحتى اليوم، وبين الناجيات الـ23، من تعرضن للانتهاك الجنسي، والإجهاض، فيما البقية كانوا في العقد الأول من أعمارهن، وتمتنع عوائل أخرى عن تقديم معلومات عن مختطفاتها لاعتبارات اجتماعية.
وأضاف المصدر أن "الحملة تستمر للفترة من 28 حزيران إلى 6 تموز 2022، في مقر الفريق الوطني في مبنى قائممقامية قضاء تلعفر". داعياً "عوائل المفقودين إلى ضرورة مراجعة الفريق وتقديم المعلومات وعينات الدم لمعرفة مصير أبنائهم الذين فقدوا بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي لقضائي تلعفر وسنجار في صيف عام 2014".
وأكد المصدر، أن "مباشرة الفريق الوطني بأعماله تأتي ضمن استعدادات السلطات المحلية في تلعفر وبالتعاون مع اطراف دولية لفتح مقبرة "علو عنتر" الجماعية، شمال القضاء، وهي من بين 95 مقبرة جماعية في محافظة نينوى، من أصل 202 مقبرة في محافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك، دفنَ فيها داعش ضحاياه بين عامي 2014 و2017، وفق تقرير مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)".
ونظم أهالي قضاء تلعفر، الخميس 16 حزيران 2022، وقفة استذكارية بمناسبة سقوط القضاء بيد تنظيم داعش عام 2014، طالبوا خلالها بالكشف عن مصير المئات من المواطنين التركمان الذين خطفهم التنظيم.
وتقع تلعفر شمال غرب العراق، وتبعد عن مدينة الموصل حوالي 70 كم، دخلها تنظيم داعش في 16 حزيران 2014 وبعد مقاومة من أبناء العشائر استمرت نحو عشرة أيام نفذت أسلحتهم ولم تصلهم أي دعم او امدادات من الحكومة المركزية فسقطت كليا في 26 حزيران.
وذكر قائممقام تلعفر قاسم محمد شريف في تصريح سابق لـ(كركوك ناو) أن "السلطات المحلية ستبذل قصارى جهدها للتعاون مع الفريق المكلف بالكشف عن هوية الجثث ورفعها من المقبرة الجماعية، بعد أن قامت احدى المنظمات الدولية بتنظيفها في وقتٍ سابقٍ".
فيما أشار بيان لمؤسسة الشهداء، انها وبالتعاون مع دائرة الطب العدلي والشركاء الدوليين الممثلين بـ UNITAD وICMP وضعت خطط عمل لفتح المقبرة، إلى جانب البدء بالمرحلة الأولى من عمليات التنقيب وتنظيم حملة لجمع المعلومات وعينات الدم من عوائل الضحايا.
وبعد تحرير تلعفر من سيطرة داعش، في أب 2017، عاد نحو 60% من النازحين التركمان إلى مدينتهم بينما ينتشر الاخرون، الذين فضّلوا عدم العودة، في عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى، لا سيما النجف وكربلاء وبابل، إلى جانب إقليم كوردستان، وكركوك وتركيا. وتسعى الادارة المحلية في تلعفر بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في القضاء إلى اعادة اعمار البنى التحتية وتقديم الدعم اللازم للسكان بغية تشجيع النازحين للعودة إلى منازلهم.