عُثر على جثة الناشط الايزيدي جمال سليمان (40 سنة) داخل منزل غير مكتمل البناء خارج سنجار وعليها آثار عدة طلقات نارية.. جميل كان عضواً ناشطاً في تجمع شبابي يطالب بخروج جميع القوات الأمنية باستثناء الشرطة المحلية من سنجار.
جميل سليمان خرج من منزله في ناحية سنوني ظهر يوم الخميس، 30 حزيران، وعثرت شرطة قضاء سنجار على جثته بعد ظهر نفس اليوم بالقرب من مجمع دهولا.
وقال عضو تجمع شباب سنجار المستقل وابن خال جميل سليمان،سعيد شمو، لـ(كركوك ناو)، "لم يؤذي جميل أحداً، كان يخدم الايزيديين وقضية سنجار أكثر مما كان يخدم أهله واسرته... أريد أن أعلن بأن المجاميع المقربة من وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) هددت سابقاً تجمع شباب سنجار المستقل وبالتأكيد تعرض هو أيضاً للتهديد، لكننا لا نعرف بعد من قتل جميل".
وأضاف،ان "جهاز الأمن الوطني اعتقل سائق جميل سليمان ويحقق معه، اليبشة كانت تتهمنا سابقاً بأننا نساعد الدولة التركية لقصف سنجار، وأخبرونا بأنهم سيحققون مع كافة أعضاء التجمع".
ا علاقة لنا بمقتل الشخص لا من قريب ولا من بعيد، ولم نهدد أحداً
منذ الثاني من شهر أيار الماضي، نضمت مجموعة من الشباب الايزيديين في قضاء سنجار التجمعات وسط سنجار وناحية سنوني للدعوة الى تنفيذ أربعة مطالب، منها إنهاء التوتر والاشتباكات، وخروج جميع المجاميع المسلحة من القضاء باستثناء الشرطة المحلية، فضلاً عن تنصيب إدارة جديدة مستقلة والحصول على وعود قطعية بشأن تنفيذ مطالبهم.
تضم المجموعة التي أوقفت نشاطاتها في 19 حزيران أكثر من 50 عضواً.
خوديدا ألياس، مسؤول مجلس الادارة الذاتية في ناحية سنوني –اليبشة تنضوي تحت مظلة المجلس-، قال حول اتهام اليبشة بتهديد أعضاء التجمع عن طريق مجاميع مقربة من المجلس، "لا علاقة لنا بمقتل الشخص لا من قريب ولا من بعيد، ولم نهدد أحداً، كل ما نريد قوله هو أن ذلك التجمع الذي يسمي نفسه مستقلاً ليسوا مستقلين، في اليوم الذي قصفت فيه الطائرات التركية مقر مجلس الادارة الذاتية في سنوني كان أعضاء التجمع متواجدين في أربيل"، دون أن يعطي توضيحات أكثر.
جميل سليمان (40 سنة) اب لطفلين وكان يدوام في قوات حرس الحدود التابعة للحكومة الاتحادية، كما كان مسؤول قسم الاعلام والعلاقات لمؤسسة البيت الايزيدي، وهي مؤسسة دينية واجتماعية تقدم المساعدة للمحتاجين وضحايا الحرب، وتصدر أحياناً بيانات بشأن الأوضاع في سنجار.
مصدر أمني رفيع في شرطة سنجار، طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع، قال لـ(كركوك ناو)، "وجدنا آثار طلقات على جثة جميل، انتُشلت الجثة من منزل غير مكتمل البناء بالقرب من مجمع دهولا التابع لقضاء سنجار... لم يتم التوصل الى الجناة، لكننا نواصل تحقيقاتنا".
يبعد مجمع دهولا 17 كم عن ناحية سنوني، محل إقامة جميل سليمان.
"حسب علمنا، كان جميل أحد اعضاء تجمع شباب سنجار المستقل وكان يطالب مع رفاقه بإخراج جميع القوات المسلحة من قضاء سنجار"، بحسب المصدر.
وفقاً لإحصائيات شرطة سنجار، قُتل أربعة مدنيين بأسلحة نارية في سنجار منذ مطلع العام 2022.
جلال كمال، عضو آخر في التجمع الشبابي، قال لـ(كركوك ناو)، ان "جميل سليمان لم يدلِ بأي تصريح مسيء ضد اية مجموعة أو جهة سياسية، ما كان يقوله هو نفس ما يقوله أعضاء التجمع الآخرون، متمثلاً بإنهاء النزاعات في سنجار وخروج جميع القوات المسلحة من القضاء".
في الاسبوع الثاني من شهر حزيران، زار وفد مؤلف من 19 شخصاً يمثلون شبان سنجار المحتجين العاصمة العراقية بغداد لإيصال مطالبهم، وحث المسؤولين في الحكومة الاتحادية على تنفيذها.
"مقتل رفيقنا دليل على أن سنجار غير آمنة"، واضاف جلال كمال، "بالتأكيد هناك تهديد على حياة كل فرد في المجتمع، نطال كل الجهات بمتابعة هذه القضية بدقة وكشف المتورطين للراي العام وتقديمهم للعدالة".