"بعد آذان الفجر وقبل أن تشرق شمس العيد يتوجه أهالي تلعفر إلى المقابر المنتشرة في مناطق ملا جاسم وحي القادسية والعسكري لزيارة قبور أمواتهم وإهداء الصدقات لأرواحهم، ثم يقصدون المساجد لأداء صلاة العيد جماعةً، ليعودوا إلى منازلهم للفطور سويةً مع العائلة، حيث يتجمع الأطفال في انتظار (العيدية) التي يوزعها الأب عليهم، ثم ينطلقوا لزيارة ومعايدة الجيران فالمعارف والأصدقاء قبل أن يجتمعوا على سفرة الغذاء التي غالباً ما تكون البرغل التلعفري المشهور مع اللحم الأحمر" هكذا يتحدث محسن علي، مواطن تركماني من تلعفر عن طقوس العيد في مدينته.
ويقول علي، 66 عاماً، في حديثه لـ(كركوك ناو) أن "العوائل المتمكنة تذبح الأضاحي وتوزع لحومها على الجيران والأهل وتقيم مآدب الغذاء، كما هي الحال في أغلب المدن العراقية الأخرى".
ويتابع "خلال استقبال المعايدين يقدم سكان تلعفر أنواع مختلفة من الكليجة والحلويات والعصائر للضيوف الذين غالباً ما يكتفون بالمعايدة السريعة رغبةً في استثمار الوقت لزيارة أكبر عدد من العوائل".
وتقع تلعفر شمال غرب العراق، وتبعد عن مدينة الموصل حوالي 70 كم، دخلها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، في 16 حزيران 2014 وبعد مقاومة من أبناء العشائر استمرت نحو عشرة أيام نفذت أسلحتهم ولم تصلهم أي دعم او امدادات من الحكومة المركزية فسقطت كليا في 26 حزيران.
الشرطة تمنع الألعاب النارية: خطة لتأمين الأسواق والمتنزهات والجوامع
"مديرية شرطة تلعفر وضعت خطة أمنية خاصة بوشر العمل بها قبل يومين من عيد الأضحى المبارك، تشتمل على توفير الحماية للمتنزهات والأسواق التي تشهد اكتظاظاً في مثل هذه الأيام، كما تشمل الخطة توفير الحماية للمساجد والحسينيات والمقابر " بحسب مدير الشرطة العميد مصطفى علي أوسط خضر.
وأضاف قائلاً "لأننا كنا نشهد خلال أيام العيد في السنوات السابقة ظاهرة غير حضارية تتمثل بانتشار المفرقعات والألعاب والأسلحة النارية، فقد تمّ خلال هذا العام تبليغ أصحاب المحلات التجارية بالامتناع عن بيعها وأخذ تعهدات خطية منهم تمهيداً لمحاسبتهم قانوناً في حال مخالفتهم".
وأشار مدير شرطة تلعفر في حديثه لـ(كركوك ناو) أن "دوريات الشرطة منتشرة في مختلف أرجاء تلعفر لتأمين الحماية للمواطنين".
وفيما يخص أصحاب الدراجات النارية التي تثير هلعاً بين العوائل أكد أنه "تمّ التنسيق مع قاطع مرور تلعفر ونصب مفارز للقبض على المخالفين ومحاسبتهم وفق القانون بالغرامة المالية ومصادرة دراجاتهم أو حجزها". داعياً "أصحاب الدراجات الى الالتزام بالقواعد والابتعاد عن كلّ ما يزعج الآخرين، واستخدامها بالشكل الصحيح في قضاء حوائجهم لا سيما للمطاعم والمحلات التجارية التي تستخدمها لإيصال بضائع الزبائن".
بعد تحرير تلعفر من سيطرة داعش، في أب 2017، عاد نحو 60% من النازحين التركمان إلى مدينتهم بينما ينتشر الاخرون، الذين فضّلوا عدم العودة، في عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى، لا سيما النجف وكربلاء وبابل، إلى جانب إقليم كوردستان، وكركوك وتركيا. وتسعى الادارة المحلية في تلعفر بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في القضاء إلى اعادة اعمار البنى التحتية وتقديم الدعم اللازم للسكان بغية تشجيع النازحين للعودة إلى منازلهم.
حركة تبضع واسعة قبيل العيد.. ومستشفى تلعفر يضع خطة صحية
"شهدت الأسواق خلال أيام الأسبوع المنصرم حركة تبضع واسعة، لا سيما أسواق السراي وحسنكوي والوحدة وشارع الإطفاء، لشراء احتياجات العيد من مستلزمات الاكل واللبس، ونتيجة للأمان والاستقرار الذي تعيشه المدينة كانت الأسواق تبقى عامرة حتى ساعات متأخرة من الليل في ظل انتشار وحماية القوات الأمنية" بحسب عدنان عمر.
ويضيف عمر، 48 عاماً، لـ(كركوك ناو) أن "أمنية الأمان والاستقرار كانت الأبرز في السنوات السابقة لأهالي تلعفر، واليوم نرى تلك الأمنية تتحقق بفضل القوات الأمنية بكل صنوفها وتشكيلاتها وتضحياتها وتعاون المواطنين وحسهم ووعيهم".
بدوره هنأ قائممقام قضاء تلعفر قاسم محمد شريف الشعب العراقي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، راجياً من الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة وتلعفر تنعم بالأمن والأمان والاستقرار.
من جانبه كشف مصدرٌ مسؤول في مستشفى تلعفر العام عن خطة خاصة خلال أيام عيد الأضحى، لاستقبال المرضى والمراجعين، داعياً الكوادر الطبية والإدارية والخدمية إلى بذل المزيد من الجهود وتقديم أفضل الخدمات الطبية والصحية للمواطنين. فيما نظمت مؤسسات وجمعيات خيرية حملات مجانية لحلاقة الشعر للاطفال الايتام والمتعففين ووزعت مساعدات انسانية وكسوة العيد للعوائل الفقيرة.