تمر اليوم الذكرى الـ41 لرحيل استاذ المقامات علي مردان الذي وافاه الأجل في 24 تموز 1981 في مستشفى بالعاصمة بغداد، عن عمر ناهز 77 عاما.
كان علي مردان مصدر إلهام للعديد من المطربين البارزين من الكورد والعراقيين، منهم حسن زيرك ومحمد ماملي وطاهر توفيق ومحمد صالح ديلان.
ولد علي مردان في مدينة كركوك عام 1904م، أسم والده هو قادر من قرية (كاني سارد) التابعة لمنطقة جوارتا، وتعود أصول عائلته وخاصة والده قادر مردان إلى سلسلة المشايخ البرزنجية.
بدأ الفنان تعليمه في حجرة تكية الشيخ علي طالباني، وقد درس في المدارس الدينية منها (كولستان، بوستان، ناكه هان، إسماعيل تامه وباغباني)، وباللغات الفارسية والتركية والعربية.
علي مردان كان يجيد قرأة القرآن والاناشيد الدينية
وقد تأثر علي مردان بتلاوة القرآن وأجاد قراءتها كما تأثر بقراءة الاناشيد الدينية والتي كانت تردد في المجالس الدينية والتجمعات التي كانت موضع إعجاب الفنان، والتي تركت أثراً كبيراً على حنجرته وهو في سن مبكرة من حياته الفنية.
وقد جاءت النقلة النوعية في حياته عندما كان يصاحب والده في تنقلاته بين القرى الكوردية، حيث قلبت موازين علي مردان وجعلته يترك المجال الديني ويلجأ إلى الفلكلور الكوردي، وقد تعلم قراءة المقامات الكوردية لاول مرة على يد مطرب المقام في مدينة كركوك آنذاك خدر بارام جاوش.
وهو أول مطرب كوردي قام بتسجيل أغانيه في الاذاعات العربية في لبنان والشام والاردن.
وأشاد بفضل علي مردان فنانون كبار وأساتذه أمثال الفنان الكبير وأستاذ المقام العراقي محمد القبانجي الذي يعتبره أستاذاً يمتلك مميزات الاستاذية في وضع المقام الشرقي بشكل عام والاستقلالية في وضع البناء الموسيقي للمقام الكوردي.
أما بخصوص ميدان التدريس الذي أضطلع الفنان بمهمة القيام به فقد قام بالتدريس في المعهد النموذجي للمكفوفين في العاصمة العراقية بغداد ودرس قواعد (الصولفيج) الموسيقي اي أسس الموسيقى وقواعدها الاساسية.
كان له المقدرة في العزف على عدة آلات موسيقية
أما من الناحية العملية فكانت له المقدرة في العزف على عدة آلات موسيقية كالعود والكيتار والكمان إضافة إلى آلة البالَبان الكوردية وهي آلة نفخية مشهورة في كوردستان.
إبتداءاً بمدينته العزيزة إلى قلبه كركوك مدينة الاصوات الشجية ومدرسة المقامات والحناجر القوية في تأدية المقام التي غدت مرتكزاً للغناء الكوردي حيث أصبح الفنان علي مردان على قمة هذا الهرم وماسكاً لناصيته.
ولقد أدى هذا المطرب جملة من المقامات الكوردية التي سجلت بعد ذلك في الاذاعة الكوردية لاول مرة في عام 1936 وكان اول مطرب كوردي يغني في هذه الاذاعة.
وقد كرمته وزارة الاعلام تقديراً لهذه الانجازات ففي عام 1977 كرم من قبل وزارة الاعلام بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى وأهدته شهادة تقديرية مع ميدالية ذهبية.