كركوك ناو – كركوك

يشكو سكان كركوك منذ أسبوع من تردي وضع الكهرباء وانخفاض عدد ساعات التجهيز بالكهرباء الوطنية ويخشون زيادة تسعيرة أمبير المولدات الأهلية.

حسب متابعات مراسل (كركوك ناو) في أحياء ومناطق مختلفة من محافظة كركوك، يزود المواطنون يومياً بالكهرباء الوطنية لست أو سبع ساعات، بعد أن كانت تصل حتى مطلع شهر آب الحالي الى 10 ساعات وأحياناً أكثر.

"زادت انقطاعات الكهرباء الوطنية بشكل كبير، في بعض الأيام لا يصل عدد ساعات التجهيز بالكهرباء الوطنية الى سبع ساعات، أي أنهم يزودوننا بساعة أو ساعتين ثم تنقطع لحوالي سبع ساعات، بحيث أن المولدات الأهلية لا تستطيع أحياناً سد النقص الحاصل، تقول بخشان عرفان، المقيمة في إحدى المجمعات السكنية بمدينة كركوك.

ويأتي هذا في الوقت الذي تقترب فيه درجات الحرارة في كركوك من 50 درجة مئوية وهو ما جعل قسماً كبيراً من المواطنين يعتمدون على أجهزة التبريد التي تستهلك كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية ولا تعمل بدون الكهرباء الوطنية.

سعر قالب الثلج في الحويجة ازداد من ألفي دينار الى أربعة آلاف دينار، بسبب أزمة الكهرباء التي أدت الى زيادة تسعيرة أمبير المولدات الأهلية

مصدر مطلع في دائرة توزيع كهرباء كركوك قال لـ(كركوك ناو)، "حتى ما قبل أيام كانت كركوك تزود بـ850 ميغاواط من الكهرباء، لكن الكمية تراجعت الى حوالي 55 ميغاواط"، وعزا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريح، سبب الأزمة الى ارتفاع درجات الحرارة وازدياد الطلب.

وأوضح المصدر أن "من الأسباب الأخرى زيادة حصة محافظتي النجف وكربلاء من الكهرباء بسبب حلول شهر محرم وإحياء المراسيم الدينية فيهما".

الوضع لا يختلف في الأقضية والنواحي التابعة لكركوك، ففي قضاء الحويجة أدى انخفاض عدد ساعات التزويد بالكهرباء الوطنية الى ارتفاع أسعار قوالب الثلج.

"سعر قالب الثلج في الحويجة ازداد من ألفي دينار الى أربعة آلاف دينار، بسبب أزمة الكهرباء التي أدت الى زيادة تسعيرة أمبير المولدات الأهلية"، حسبما قال برهان عدنان الجميلي، من سكنة مركز قضاء الحويجة لـ(كركوك ناو).

الكهرباء الوطنية انقطعت منذ الساعة السابعة مساءً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ثم انقطعت مرة اخرى بعد نصف ساعة فقط ولم تأت حتى الصباح

سعر أمبير كهرباء المولدات الأهلية لشهر تموز تراوح بين خمسة آلاف و500 دينار و 16 ألف دينار.

هفال حسين، صاحب مولدة أهلية في حي الواسطي بكركوك قال لـ(كركوك ناو)، ان "مولداتنا تعمل ليلاً ونهاراً، نزود المواطنين بـ 15 أو 16 ساعة يومياً، رغم أننا لا نُزود بالكمية الكافية من زيت الغاز (الكاز)".

أصحاب المولدات الأهلية نظموا عدة تجمعات احتجاجية بحجة أن الحصة التي يتم تزويدهم بها من زيت الغاز تكفي لتشغيل مولداتهم لـ110 ساعات في الشهر، في الوقت الذي يزودون فيه المواطنين بالكهرباء ضعف ذلك العدد من الساعات.

"الكهرباء الوطنية انقطعت منذ الساعة السابعة مساءً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ثم انقطعت مرة اخرى بعد نصف ساعة فقط ولم تأت حتى الصباح"، هذا ما قاله أحمد باوايي، الساكن في حي بنجا علي لـ(كركوك ناو)، وانتقد أحمد المسؤولين الحكوميين لعدم ايفائهم بالوعود التي يقطعونها كل عام، "المواطنون أيضاً ملامون، هناك منازل لبعض المسؤولين في منطقتنا توجد فيها ستة أجهزة تكييف (سبليت) يشغلونها جميعها أثناء توفر الكهرباء الوطنية".

معظم المواطنين يعتمدون على المراوح والمبردات الهوائية أثناء انقطاع الكهرباء الوطنية، كونها تستهلك كمية أقل من الكهرباء تتراوح بين أمبير واحد أو أمبيرين، مقارنة بأجهزة السبليت التي تستهلك اكثر من ثمانية أمبيرات.

حيدر عبدالله، من سكنة حي واحد حزيران، قال لـ(كركوك ناو)، "نوشك أن ننسى أن هناك شيئاً اسمه الكهرباء الوطنية، لأنني حين أعود في المساء لا يوجد غير كهرباء المولدة الأهلية ويظل الوضع على ما هو عليه الى أن اغادر المنزل في صباح اليوم التالي"، ولفت حيدر الى أنه "يضطر أحياناً لوضع طفلهم الرضيع داخل السيارة وتشغيل مكيف السيارة له أثناء انقطاع كهرباء المولدات الأهلية".

تحتاج محافظة كركوك يومياً الى أكثر من ألف ميغاواط لتأمين احتياجات سكانها من الكهرباء وتعتمد إدارة المحافظة د على 733 مولدة أهلية لتعويض النقص الحاصل في ساعات التجهيز بالكهرباء الوطنية.