عقد اجتماع رفيع المستوى في دهوك لمناقشة "الأوضاع المتردية" للنازحين، وذلك عقب انحسار المساعدات التي كانت تقدم للمخيمات من قبل المنظمات الدولية، حيث تشير إحصائية الى انسحاب 70 بالمائة من المنظمات الدولية من مخيمات النازحين.
الاجتماع الذي جرى يوم الأربعاء، 10 آب، بحضور مسؤولين من إدارة محافظة دهوك عدد من النواب في البرلمان العراقي وممثل حكومة اقليم كوردستان في بغداد خرج باتفاق على ضرورة ممارسة الضغط على الحكومة العراقية لتحسين أوضاع النازحين.
عمر كوجر، عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة الاتحاد الاسلامي، قال لـ(كركوك ناو)، ان "أوضاع النازحين أصبحت مزرية وذلك بعد انسحاب عدد كبير من المنظمات الدولية وتوقف توزيع المساعدات... اجتماع اليوم مع إدارة محافظة دهوك ومؤسسة البارزاني الخيرية خطوة جيدة، تحدثنا بإسهاب عن جميع المشاكل وتقصير الحكومة العراقية إزاء النازحين في محافظة دهوك".
مؤسسة البارزاني الخيرية التي شارك ممثلوها في الاجتماع تشرف في الوقت الحاضر على كافة مخيمات النازحين في محافظتي دهوك وأربيل.
جاء هذا الاجتماع بعد أن خاطبنا وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أكثر من مرة بشأن قضية النازحين دون أن نحصل على رد
وقال النائب عمر كوجر، "تحدثنا خلال الاجتماع عن مشكلة المزارعين الذين لم يتسلموا حتى اليوم تعويضات من الحكومة العراقية، مقابل استخدام أراضيهم لمخيمات النازحين".
وبين أن "جميع المشاكل والمقترحات التي نوقشت في الاجتماع ستوجه في كتاب الى الحكومة العراقية... سنعمل أولاً على تأمين مساعدات عاجلة لتحسين ظروف النازحين".
ديان جعفر، مدير مكتب دهوك لمركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان، قال لـ(كركوك ناو)، "جاء هذا الاجتماع بعد أن خاطبنا وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أكثر من مرة بشأن قضية النازحين دون أن نحصل على رد... الهدف الرئيسي من الاجتماع هو أن نمارس جميعنا الضغط على الحكومة الاتحادية لكي تكف عن تجاهل ملف النازحين".
"انتهت عقود 70 بالمائة من المنظمات الدولية التي كانت تزود النازحين بالمساعدات، إذا لم تتعاون معنا بغداد ستتفاقم الأوضاع المعيشية للنازحين... الحل عند بغداد". وحول انسحاب المنظمات، قال ديان جعفر، ان"بعضها نقلت مهامها الى أوروبا بسبب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وبعضها الآخر انسحبت لأن الحكومة العراقية أعلنت أن الأوضاع المالية جيدة في الوقت الحاضر".
من مجموع أكثر من مليون و 100 ألف نازح، يعيش أكثر من 600 ألف منهم حالياً في مخيمات اقليم كوردستان، غالبيتهم في محافظة دهوك، وذلك وفقاً لإحصائيات حكومة الاقليم ومنظمة الهجرة العالمية.
باستثناء نينوى، أغلقت الحكومة العراقية مخيمات النازحين في جميع المحافظات الأخرى وأُعيدوا الى مناطقهم الأصلية، ما عدا مخيمات اقليم كوردستان التي تم الابقاء عليها بموجب تفاهم مع حكومة اقليم كوردستان حيث يرفض النازحون المقيمون فيها لعودة الى ديارهم بحجة عدم استتباب الأمن وانعدام الخدمات الأساسية.
وأظهرت متابعة نشرت على موقع (كركوك ناو) الاسبوع الماضي، يرفض معظم النازحين تناول المواد الغذائية التي توزعها عليهم الحكومة العراقية كونها "منتهية الصلاحية"، ويأتي ذلك في الوقت الذي شملت فيه مفردات الحصة التموينية التي أرسلتها بغداد لسكان المخيمات في شهر أيار الماضي خمسة كيلو غرام من الرز، ثلاث عبوات من زيت الطبخ، ثلاثة أكياس طحين، معجون طماطم، فاصولياء، حمص، عدس، سكر وشاي.
اسكندر محمد أمين، مدير دائرة الهجرة والمهجرين العراقية في محافظة دهوك قال في تصريح سابق لـ(كركوك ناو)، أن الوزارة مطلعة على أوضاع النازحين وأن جميع الكتب الرسمية التي وجهت الى الوزارة قد وصلت وتم إبلاغ وزارة المالية عنها.