أطلق أمير الايزيديين مبادرة تهدف الى توحيد ابناء ذلك المكون الديني ونظم اجتماعاً شارك فيه رؤساء عشائر شيخان وسنجار ناقشوا فيه تحسين الأوضاع في سنجار من الناحية الأمنية والخدمية، عودة النازحين وهجرة الشباب.
جرى الاجتماع يوم 27 آب في معبد لالش، بمبادرة من أمير الايزيديين في العراق والعالم، حازم تحسين بك، بحضور رؤساء عشائر واحزاب سياسية ايزيدية، عدد من الناشطين والشخصيات الدينية الايزيدية، بينهم بابا شيخ، الزعيم الروحي للايزيديين.
محمود ألياس، ناشط ايزيدي وأحد المشاركين في الاجتماع، قال لـ(كركوك ناو)، "رغم أن مبادرة أمير الايزيديين جاءت متأخرة لكنها كانت مفيدة، جمع رؤساء عشائر سنجار وشيخان والأحزاب السياسية في هذا التوقيت خطوة مهمة.... الايزيديون بحاجة الى توحيد الصف والموقف، إذا استمرت هذه الاجتماعات ستكون لها نتائج جيدة".
من الطبيعي أن ينتمي الايزيديون لأحزاب وجهات سياسية
أهمية الاجتماع تتمثل في أن الايزيديين انقسموا على جبهتين بعد وفاة تحسين بك، كما نشأت خلافات بين العديد من الأحزاب السياسية.
في 4 آب 2019، قرر عدد من رجال الدين والشخصيات الايزيدية التي اجتمعت في مزار شبيل قاسم بسنجار تنصيب نايف داود سليمان أميراً لسنجار وتشكيل إمارة في القضاء تخضع لسلطة الحكومة المركزية العراقية، وذلك رداً على اختيار حازم تحسين بك أميراً للايزيديين في العراق والعالم في مراسيم دينية جرت في 27 تموز 2019.
حول ما إن كانت مبادرة مير تحسين بك ستحل الخلافات القائمة، قال محمود ألياس، "هذا الاجتماع كان تشاورياً، هذه البداية، الهدف منها رص الصف الايزيدي وتوحيد المواقف إزاء مشاكل سنجار الأمنية، الادارية والخدمية، عودة النازحين وهجرة الشباب".
وقال مير تحسين بك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع، "من الطبيعي أن ينتمي الايزيديون لأحزاب وجهات سياسية، لكن في النهاية يجب أن يكون لنا صوت واحد وموقف موحد لمعالجة قضايا سنجار وأوضاع الايزيديين".
تشهد الأوضاع الأمنية والخدمية في سنجار حالة من عدم الاستقرار، الأمر الذي أدى الى بقاء أكثر من 250 ألف ايزيدي في مخيمات النازحين، ويتزامن ذلك مع هجرة أعداد كبيرة من الايزيديين الى خارج البلاد.
وقال مير تحسين بك، "نحتاج لبعضنا لكي نوحد صوتنا ويصل الى العالم أجمع، عدم التفاهم والخلافات موجودة في كل مكان، لكن يجب أن نغير هذه الخلافات ونوحد جهودنا".
وشهد الاجتماع مشاركة حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية للمرة الأولى مع أمير الايزيديين. وكان الحزب قد شارك مع قوى مقربة من حزب العمال الكوردستاني في انتخابات برلمان العراق التي جرت في تشرين الأول 2021، وكان من الأطراف التي دعمت تنصيب شخص آخر أميراً للايزيديين.
عمر صالح، رئيس حزب الحرية والديمقراطية الذي ينشط في سنجار قال، "رغم انني لم أكن مدعواً للاجتماع، لكنني جئت الى معبد لالش رفقة رؤساء عشائر سنجار... بابا شيخ وامير الايزيديين كانا على علم بأمر مشاركتي في ذلك الاجتماع الجماهيري".
"دعوت لمناقشة أربع قضايا، توحيد الصف الايزيدي، قضية الهجرة الجماعية للايزيديين، قضايا قتل الايزيديين، ورابعاً قضية نقاط التفتيش والمعوقات أمام التنقل بين دهوك وسنجار"، حسبما قال عمر صالح.
في 17 أيلول 2021، غادر بابا شيخ الايزيديين، علي شيخ ألياس، قضاء شيخان لأسبوعين قاصداً سنجار بهدف المصالحة بين الايزيديين، لكن زيارته لم تنجح في رأب الصدع بين ايزيديي سنجار وشيخان.
وقال عمر صالح، رئيس حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية، "بعد الاجتماع الجماهيري، جلست مع أمير الايزيديين وبابا شيخ الايزيدية، وقال تحسين بك أنه يريد أن يزور سنجار، فقلت له أن هذا سيكون خطوة مهمة، لكن إذا جئت الى سنجار، عليك أن تأتي بصفة أمير الايزيديين ولا تفرق بين الأطراف خلال زياراتك، لأنك أمير كافة الايزيديين".