بدأت تظهر تخسفات وتموجات على بعض الطرق والشوارع التي تم ترميمها حديثا في الموصل، الأمر الذي أثار استياء المواطنين لاسيما سواق المركبات، حيث أخذت أعمال الترميم تلك وقتا طويلا حتى الانتهاء منها وبعضها صار يحتاج إلى إعادة تأهيل ثانية.
يقول المواطن علي خضر، لـ كركوك ناو، وهو يلتقط صورا لتموجات ظهرت واضحة ومؤثرة في المركبات السابلة على طريق اربيل والموصل "يجب أن يتم التوقف عن العمل إذا كانت هذه النتيجة. أعمال الإعمار صارت تأخذ وقتا طويلا يعطل مصالح الناس وأرزاقهم وبالتالي تعود الشوارع بنفس صورتها السابقة".
وعزا المهندس المختص بالطرق والجسور زيد الصفار الفشل بأعمال صيانة وتأهيل الطرق في الموصل إلى عدة أسباب موضحا، لـ كركوك ناو، أن ما حدث كان "متوقعا وليس غريبا".
البلدية لن تتسامح مع الشركات المقصرة حيث تم قشط شارع بمسافة أكثر من 300 متر متموج
يقول الصفار، ان "الحمولات الزائدة للمركبات الكبيرة وإحالة هذه المشاريع إلى شركات غير رصينة مع وجود فساد في دوائر الدولة تتمثل بغياب السيطرة النوعية والمختبرات الرصينة والمكاتب الاستشارية كل هذه الظروف هيئت للفشل الذي أًصاب المواطنين بالخيبة".
بينما تتسمك بلدية الموصل بسبب غياب الموازين الجسرية الذي يقع على عاتق المديرية العامة للطرق والجسور حيث أكملت 80 بالمئة من المشروع المتوقف منذ عام 2014.
يقول مدير بلدية الموصل المهندس عبد الستار الحبو، لـ كركوك ناو،إن " البلدية لن تتسامح مع الشركات المقصرة حيث تم قشط شارع بمسافة أكثر من 300 متر متموج ليتم إعادة تأهليه على نفقة المقاول".
وفيما صار السخط واضحا منذ بداية شهر تموز/ 2022 من خلال منشورات المختصين على وسائل التواصل أو من خلال أحاديث الناس في الشارع سارعت في الأثناء بلدية الموصل إلى إصدار توضيح عبر صفحتها ذكرت فيه، ان "الفشل في مشاريع صيانة الطرق يعود بالدرجة الأساس إلى غياب محطات قياس الأوزان عن مداخل المدينة وعدم التزام أصحاب المركبات الكبيرة مع رفض وزارة البلديات إنشاء المشروع على نفقة المحافظة كون المشروع استثماري".
عاملين أو ثلاثة يعملون فيه رغم قرب انتهاء المدة الزمنية لتسليمه ولم يتجاوز العمل فيه ال30 بالمئة
وزادت بلدية الموصل في توضيحها، ان " الشركات المحال إليها المشاريع هي شركات رصينة والفشل وارد لكن يتم معالجته على نفقة الشركة المنفذة"، مبينة "أنها أعادت أكثر من 9 طرق رئيسة إلى الشركات المنفذة وامتنعت عن تسلمها ما لم يتم معالجة التموجات التي ظهرت بعد أقل من شهرين على تعبيد الطريق".
وفي بداية شهر أيلول عقد محافظ نينوى نجم الجبوري مؤتمرا انتقد فيه العديد من الشركات الحكومية التي تنفذ مشاريع إعمارية في الموصل بسبب تلكؤها وقلة كوادرها حيث قال الجبوري، " لن أسمح بعد للشركات الحكومية العمل بمشاريع إعادة الإعمار في الموصل كون عملها (مقرف) وبطيئ جدا"
وانتقد المقاول أرقم سليمان بطء العمل بمشروع إعادة إعمار الجسر الخامس أكبر جسور المدينة الحيوي والرابط بين جانبي المدينة والمرقع بوصلة حديدية تسمح بمرور بسيط للمركبات من عليه.
يقول أرقم، لـ كركوك ناو، ان " هذا الجسر العملاق_ يقصد الجسر الخامس_ عندما أمر منه أندهش بوجود عاملين أو ثلاثة يعملون فيه رغم قرب انتهاء المدة الزمنية لتسليمه ولم يتجاوز العمل فيه ال30 بالمئة".
وبتشاؤم يقول سائق التكسي مصعب سرمد "إذا كانت هذه طريقة العمل بالجسر الخامس الذي يعاد إعماره فمتى سيتم بناء الجسر السادس والسابع اللذين يتحدث بهما المسؤولون".
وظهرت تموجات على جانبي الطريق المؤدي إلى الجسر الثالث مركز المدينة المعاد تأهيله حديثا وكذلك في الطريق الرابط بين اربيل والموصل ضمن خطة إعادة تأهيل مداخل المدينة الخمسة وكذلك في طريق بغداد - موصل وهناك أكثر من ثلاثة طرق رئيسة ظهرت بها نفس المشاكل. وذكرت البلدية أنها "ستقشط التموجات ويعاد تعبيدها بينما تساءل مواطنون هل سنقشط ونعيد كل شهرين مرة".