تحول عدد من المدارس في قضاء سنجار الى مقرات للقوات العسكرية والأمنية في الوقت الذي يعاني فيه قطاع التربية من نقص الأبنية المدرسية.
حسب متابعات (كركوك ناو) عن طريق مصادر مختلفة، ما لا يقل عن أربعة أبنية مدرسية في كل من مركز قضاء سنجار، ناحية سنوني ومنطقة خانه سور أصبحت مقرات للقوى المسلحة.
كمال حسن، مدير إعدادية سركوتن في مركز سنجار –تابعة لقسم الدراسة الكوردية في تربية سنجار- قال لـ(كركوك ناو)، ان " المشكلة الرئيسية التي تواجه العملية التعليمية تتمثل في نقص الأبنية، 80 بالمائة من مدارسنا تابعة لقسم الدراسة العربية، من ضمنها مدرستنا، لذا يجب على حكومة الاقليم إنشاء مدارس جديدة".
أحد المباني التابعة لقسم الدراسة الكوردية في حي شهيدان وسط سنجار، بحسب مسؤولي التربية، حولتها وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) الى مدرسة لاتينية وهي الآن تدار من قبلهم.
شهاب أحمد، مسؤول في قسم الدراسة الكوردية في تربية سنجار -تابعة لحكومة اقليم كوردستان-، قال لـ(كركوك ناو)، ان " إحدى المدارس الاعدادية التي كانت سابقاً معهد معلمين، تتواجد فيها الآن قوات اليبشة، هذه المدرسة أصبحت مقراً لليبشة بعد أحداث 16 أكتوبر 2017".
في 16 أكتوبر 2017 والأيام اللاحقة، انسحب قسم من إدارات المناطق التنازع عليها مع القوات الكوردية والبيشمركة بعد تأزم العلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان بسبب تداعيات استفتاء استقلال الاقليم وما تبعه من توتر ومواجهات.
" هذه المدرسة كبيرة جداً ونحن بحاجة اليها، بالرغم من أن قائممقامية القضاء أرسلت كتاباً بهذا الخصوص الى إدارة نينوى، لكن ذلك لم يثمر عن شيء ولسنا قادرين على استردادها، ينبغي عليهم أن يدركوا بأن هذا انتهاك قانوني ويضر بالطلبة"، يقول شهاب أحمد.
يشرف قسم الدراسة الكوردية في تربية سنجار على 55 مدرسة اساسية وإعدادية، يداوم بعضها في أبنية تابعة للدراسة العربية، فضلاً عن وجود حوالي 90 مدرسة في مخيمات النازحين بإقليم كوردستان.
طالبنا باسترداد مدارسنا والشرطة ابدت استعدادها لتسليمها لنا مطلع السنة الدراسية الجديدة (شهر تشرين الأول)
توجد في قضاء سنجار مديريتين للتربية (قسم الدراسة الكوردية و قسم الدراسة العربية)، تضمان أكثر من 54 ألف طالب وطالبة، لا يزال قسم كبير منهم يتواجد في مخيمات النازحين في مناطق اقليم كوردستان، -الدراسة الكوردية تضم حوالي 30 ألف طالب وطالبة-.
حسن صلاح، مدير تربية سنجار –قسم الدراسة العربية التابع للحكومة العراقية- قال لـ(كركوك ناو)، ان " اليبشة استولت على اثنين من مدارسنا في خانه سور، حولت إحداهما الى مستشفىً خاص بهم، كما يتواجد أحد افواج الشرطة المحلية في مدرسة ذات طابقين بناحية سنوني، اضافةً الى مدرسة كوردية أخرى بيد قوات اليبشة في سنجار".
يشرف قسم الدراسة العربية على حوالي 100 مدرسة، وبسبب نقص الأبنية المدرسية يجري الدوام في بعض منها على ثلاث وجبات.
يقول حسن صلاح أن قسماً من طلاب الدراسة الكوردية يداومون في أبنية قسم الدراسة العربية، "طالبنا باسترداد مدارسنا والشرطة ابدت استعدادها لتسليمها لنا مطلع السنة الدراسية الجديدة (شهر تشرين الأول)، وبالنسبة للأبنية التي تتواجد فيها قوات اليبشة، سنسعى لاستردادها بصورة سلمية".
تعتبر وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) من القوى المقربة من حزب العمال الكوردستاني وتتألف بشكل رئيسي من أهالي المنطقة، من ضمنهم الايزيديين، وهي تخضع لسلطة مجلس الادارة الذاتية.
خوديدا ألياس، مسؤول مجلس الادارة الذاتية في سنوني بسنجار، قال لـ(كركوك ناو)، " حولنا مدرسة واحدة فقط في خانه سور الى مستشفى وليس هناك تواجد لقواتنا في أية مدرسة أخرى".
مصدر في شرطة سنجار، طلب عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح، قال لـ(كركوك ناو)، انه " لا يوجد تواجد مسلح في المدارس الكائنة في مركز قضاء سنجار، ربما تتواج اليبشة في مدارس بناحية سنوني أو مجمع خانه سور أو بعض القرى، نظراً لأن قسماً من تلك المدارس لم تتم إعادة تأهيلها أو أن سكان المنطقة لم يعودوا الى ديارهم وبالتالي ليس هناك طلاب".
تستطيع تربية سنجار التنسيق معنا لاسترداد المبنى الذي تتواجد فيه اليبشة
أواسط العام الحالي، وفي أعقاب نشوء توترات أمنية، طالب عدد من شباب سنجار بإخراج جميع القوى المسلحة من القضاء باستثناء الشرطة المحلية، إلا أن جهودهم لم تأت بنتيجة.
خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني، قال لـ(كركوك ناو)، " لدي علم بشأن مدرستين، تتواجد في إحداهما الشرطة المحلية وقبل ذلك قوات الآسايش التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، والأخرى في خانه سور وهي بيد اليبشة... تستطيع تربية سنجار التنسيق معنا لاسترداد المبنى الذي تتواجد فيه اليبشة، أما التي بيد الشرطة فلا يمكننا فعل شيء بشأنها"، دون أن يوضح اكثر.
بموجب اتفاق سنجار الذي ابرم بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان في 2020، يجب تشكيل إدارة جديدة في القضاء، وإعادة تنظيم الملف الأمني والخدمي، لكن بنود الاتفاق لم تنفذ حتى الآن وتتواجد حالياً في سنجار أكثر من ثمان قوى مسلحة.
قضاء سنجار (120 كم غربي الموصل)، من المناطق المتنازع عليها ويتبع محافظة نينوى إدارياً. هاجم مسلحو تنظيم داعش القضاء في 3 آب 2014 وتمت استعادته في 13 تشرين الثاني 2015.