أبدى عدد من إعلاميي كركوك استياءهم بسبب إعطائهم معلومات متضاربة بشأن موعد افتتاح مطار كركوك الدولي وإقامة مراسيم الافتتاح بغياب وسائل الإعلام، وقال مصدر في إدارة المحافظة بأن الموضوع يتعلق ببغداد وليس ضمن صلاحياتهم.
وافتتح مطار كركوك صباح يوم الأحد، 16 تشرين الأول 2022، من قبل وفد من الحكومة الاتحادية العراقية وبحضور مسؤولين أمنيين وإداريين للمحافظة، بعيداً عن أعين وسائل الإعلام.
هيمن دلو، مراسل قناة كوردستان 24 الفضائية في كركوك أشار الى أن الفريق الإعلامي للقناة كان على تواصل مع الإدارة في اليوم الذي سبق افتتاح المطار بغية الحصول على مزيد من المعلومات بعد تداول أنباء بشأن موعد الافتتاح، "لكن تلك الأنباء تم نفيها سراً وعلانيةً"، ورغم العديد من المحاولات لم يتمكنوا من الحصول على معلومات حاسمة حول مراسيم الافتتاح.
حتى الساعات القليلة التي سبقت الافتتاح تابع قسم من القنوات الإعلامية، بينها (كركوك ناو)، الأنباء المتداولة، عن طريق مسؤولين في إدارة كركوك والذين أكدوا على أن افتتاح المطار تم تأجيله مجدداً.
إدارة المحافظة قالت أنها غير مسؤولة عما حدث، المسؤولية تقع على مجلس الوزراء الذي عارض حضور الصحافة
علي حمادي، معاون محافظ كركوك للشؤون الفنية أكد لـ(كركوك ناو) أن " بغداد عارضت حضور وسائل الاعلام لتغطية المراسيم"، مشيراً الى أنه شخصياً لم يعلم بالموضوع إلا في يوم الافتتاح، وبيّن أن الموضوع كان (مفاجئاً) وما حدث كان "صدفة".
نشر خبر و صور وفيديو افتتاح المطار من قبل قسم الإعلام في ديوان محافظة كركوك أثار استياء الصحفيين.
حيدر عودة، صحفي في كركوك، قال لـ(كركوك ناو)، ان " إدارة المحافظة قالت أنها غير مسؤولة عما حدث، المسؤولية تقع على مجلس الوزراء الذي عارض حضور الصحافة"، ويرى بأن ما حدث كان "خطأً"، وأضاف، "أرى بأن إدارة المحافظة لم يكن لها دور في تنظيم المراسيم وأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اعتاد في هذه المواضيع على عدم تبليغ الصحفيين للمشاركة في افتتاح المشاريع".
بعد ساعات من انتهاء مراسيم افتتاح المطار، عقد محافظ كركوك بالوكالة، راكان الجبوري مؤتمراً صحفياً في مبنى المحافظة حول تفاصيل افتتاح المطار، وثمن دور الإعلاميين في المحافظةـ لكن حتى الآن (مساء يوم الاثنين، 17 تشرين الأول)، لا المحافظ ولا أي مسؤول آخر من الإدارة اعتذر للصحفيين لعدم إبلاغهم بافتتاح المطار.
وانتقد هيمن دلو الموعد الذي اختير لافتتاح المطار، قائلاً ان "16 أكتوبر يعتبر يوماً اسود بالنسبة للكورد، فهو يوم الغدر والظلم وفرض السيطرة بالقوة"، وأعرب عن استيائه من إدارة كركوك، "راكان الجبوري لا يضع أي اعتبار للصحفيين، ودائماً ما يرتكب انتهاكات بحقهم، يخفي عنهم المعلومات ومواعيد الأحداث المهمة".
جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق سجلت 280 انتهاكاً ضد الصحفيين في العراق خلال العام الماضي (من 3 أيار 2021 لغاية 2 أيار 2022)، وتأتي كركوك في المرتبة الثالثة من حيث عدد الانتهاكات المرتكبة، بعد كل من بغداد وأربيل.
مصدر في ديوان محافظة كركوك، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ(كركوك ناو) بأنه لم " تصل دعوة أو تبليغ مسبق لأي صحفي من اجل حضور مراسيم افتتاح مطار كركوك الدولي، لأن الموضوع كان ضمن مسؤولية الجهة المنظمة للمراسيم، وهي بغداد وليس إدارة كركوك، حتى أن الفريق الإعلامي لديوان المحافظة تعرض أيضاً للمنع".
مبيناً أن إدارة المحافظة لم تكن السبب في حرمان وسائل الإعلام من حضور المراسيم، "متى ما كان لدينا تبليغ فبالتأكيد نحن نبلغ الجميع، والدليل على ذلك أن الجميع بلا استثناء تمت دعوتهم لحضور المؤتمر الصحفي الذي عقده المحافظ".
كنا نأمل أن تجري المراسيم بحضور الصحفيين وكافة المسؤولين، لكن ذلك لم يحدث
بموجب قانون حقوق الصحفيين في العراق وقانون الصحافة في كوردستان، للصحفيين حرية العمل وحق الحضور في كافة المؤتمرات والاجتماعات العامة للعمل المهني.
حيدر عودة يؤيد مشاركة ممثلي كافة مكونات كركوك في المراسيم ويقول بأنه كان واثقاً بنسبة 90 بالمائة من افتتاح المطار، بحسب المصادر التي تحدث معها قبل يوم الافتتاح، حتى أن المعلومات التي وصلته كانت تفيد بحضور رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي في المراسيم، "لكننا صدمنا لعدم مجيئه، كنا نأمل أن تجري المراسيم بحضور الصحفيين وكافة المسؤولين، لكن ذلك لم يحدث".
يقع مطار كركوك جنوبي غرب المدينة، وتم تسجيله كمطار دولي في عام 1957، لكنه حُوِّل الى قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية في عام 2003. مشروع مطار كركوك دخل طور التنفيذ بقرار الحكومة العراقية أواخر عام 2017 وكان من المفترض أن تكتمل أعمال المشروع ويفتتح المطار في عام 2019، لكن مراسيم الافتتاح تأجلت عدة مرات الى أن تم افتتاحه يوم 16 تشرين الأول 2022.