عدد من منتسبات الصحة المتطوعات في قضاء كفري أصبحن يمثلن الشريان الرئيسي الذي يزود المواطنين بالخدمات الصحية، إجراء الفحوص المختبرية وتقديم العلاج والإرشادات.
بعض هؤلاء السيدات وعددهن يقرب من 25 متطوعة، يخدمن منذ سبع سنوات في مستشفى الشهيد خالد كرمياني. المرضى وإدارة المستشفى يتحدثون عن تفاني وحب هؤلاء المتطوعات لعملهن جنباً الى جنب مع عدد من المنتسبين.
هيفي سرمد (24 سنة)، خريجة قسم التحليلات المرضية تخصص عدة أيام من كل اسبوع للمستشفى وتداوم في قسم المختبر، تقول هيفي، "بعد تخرجي لم اجلس في البيت وقررت العمل بشكل تطوعي لخدمة الناس، وسنحت لي الفرصة لممارسة ما تعلمته في دراستي بصورة عملية في المستشفى".
"بدأت العمل مفعمة بالأمل، أحسست بالسعادة يوماً بعد آخر، شعرت بأن إدارة المستشفى والمرضى راضون عن عملي وهو ما شجعني اكثر على الاستمرار في عملي"، تقول هيفي.
تعمل هيفي كمتطوعة منذ ست سنوات وهي الآن مستمرة في عملها مع 24 متطوعة أخرى تمتد فترة عملهن بين سنتين الى سبع سنوات.
ما أن وصلت المستشفى هبت عدة فتيات لمساعدتي وأجرين لي الفحوص اللازمة وأعدن لي نتائج الفحوص بأنفسهن
ديلان ياسين (21 سنة)، خريجة قسم التمريض وتقيم في كفري، هي الأخرى تخدم كمتطوعة منذ عدة سنوات.
"في البداية عملت في قسم العمليات وقضيت فترة أخرى في قسم الطوارئ، لكنني أعمل حالياً في الصيدلية".
عمل هؤلاء المتطوعات وتفانيهن نال استحسان إدارة المستشفى والمراجعين بشكل عام.
روزان محمد، من سكنة قضاء كفري، تقول أنها تلقت المساعدة مراراً من المتطوعات اللائي قدمن لهن العلاج أثناء مرضها.
أصابت روزان محمد وعكة صحية الاسبوع الماضي نقلت على إثرها الى مستشفى الشهيد خالد كرمياني بقضاء كفري.
"ما أن وصلت المستشفى هبت عدة فتيات لمساعدتي وأجرين لي الفحوص اللازمة وأعدن لي نتائج الفحوص بأنفسهن ثم أعطينني بعض الإرشادات، ما جعلني أطمئن نفسياً".
تقول روزان أنها علمت بعد ذلك بأنهن كن متطوعات، "رأيت بأم عيني كيف كنّ يسعفن الأطفال وكبار السن ويعطين الارشادات والعلاج ويرفعن من معنويات المرضى".
معظم المتطوعات واظبن على الدوام في المستشفى خلال فترة تفشي وباء كورونا.
قضاء كفري من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان بموجب الدستور العراقي ، لكنه إدارياً يتبع إدارة كرميان المستقلة بمحافظة السليمانية وتدار مؤسساته الصحية من قبل وزارة صحة اقليم كوردستان.
حسب إحصائيات المديرية العامة للصحة في السليمانية، خمسة آلاف شخص عملوا كمتطوعين إبان فترة تفشي كورونا في عموم محافظة السليمانية.
قسم من المتطوعات يطالبن بتقدير عملهن وإعطائهن الأولوية من قبل حكومة الاقليم في حال إطلاق التعيينات.
تقول هيفي سرمد، "أنا سعيدة نفسياً بهذا العمل التطوعي، آمل أن تزداد فرص التعيين في القطاع الحكومي لكي نستفيد منها".
وتابعت، "ما يميزنا عن غيرنا هو أننا فضلاً عن تقديم العلاج والارشادات الصحية للمرضى، نقدم لهم الدعم النفسي بأساليب حديثة من خلال الأسلوب الذي نتّبعه في التعامل معهم".
معظم المتطوعين إناث، وقلة قليلة منهم ذكور، بعضهم يخدم هنا منذ ست سنوات
وتقول ديلان ياسين، ان "المرضى يحبوننا لدرجة أننا أصبحنا أصدقاء حتى أن بعضهم يستفسرون عن أحوالنا بعد تلقيهم العلاج ويدعون من أل أن يتم تعييننا".
"نحن متطوعات ولا نتلقى أي دعم مالي، لدي صديقات يتعذر عليهن العمل بسبب عدم قدرتهن على تأمين مصاريف النقل"، بحسب ديلان.
المتطوعات تحملن شهادات متنوعة، بينهم خريجات أقسام التمريض، الكيمياء، التحليلات المرضية والبيولوجي من مختلف الجامعات ولمعاهد.
سامان سرتيب، مدير مستشفى الشهيد خالد كرمياني بقضاء كفري، قال لـ(كركوك ناو)، "معظم المتطوعين إناث، وقلة قليلة منهم ذكور، بعضهم يخدم هنا منذ ست سنوات".
إدارة المستشفى نظمت دوام المتطوعين حسب متطلبات المستشفى، لكن بصورة عامة يداوم كل متطوع أو متطوعة يومين في الأسبوع من الساعة التاسعة صباحاً حتى الـ12 ظهراً، حيث يكتظ المستشفى خلال هذه الفترة بالمراجعين، حسبما أوضح مدير المستشفى.
نعتبر أنفسنا مدينين للمتطوعين لمجابهة كورونا
"استفدنا الى حد كبير من المتطوعين في أقسام المختبر، الطوارئ، الأشعة والأقسام الأخرى لمعاونة المنتسبين الآخرين"، يقول سامان سرتيب، مدير مستشفى الشهيد خالد كرمياني.
حول فرص تعيينهم، قال سامان ، في الوقت الحاضر ليس للحكومة خطط لتعيين المتطوعين، وجهنا كتب رسمية عدة مرات بشأن حاجتنا لخدمات المتطوعين".
الدكتور معاف عبدالله، مدير عام ديوان وزارة الصحة في حكومة اقليم كوردستان، قال في تصريح سابق لـ(كركوك ناو)، "نعتبر أنفسنا مدينين للمتطوعين لمجابهة كورونا، قريباً سنجتمع مع مجلس الخدمة ونوجه لهم خطة خاصة بتعيين المتطوعين".
وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي تحتاج فيه وزارة صحة اقليم كوردستان الى تعيين قرابة سبعة آلاف شخص.