"سردشت" على وشك الإغلاق بعد مغادرة عشرات العائلات النازحة منه

نينوى/ 2019/ مخيم سردشت للنازحين على جبل سنجار   تصوير: اعلام المخيم

كركوك ناو

عادت 89 عائلة نازحة أخرى الى ديارها في ناحية القحطانية (تل عزير) أواخر الشهر الماضي، بعد ثمان سنوات قضوها في مخيم سردشت للنازحين بجبل سنجار، ووفقاً لخطط الحكومة والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، سيخلى المخيم من ساكنيه بالكامل وسيتم إغلاقه الربيع المقبل.

المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع الحكومة العراقية، بدأت حملاتها لتسهيل عودة جميع النازحين عن طريق إعادة تأهيل منازل النازحين ومنحهم مساعدات مالية وبعض المستلزمات الضرورية، هذه الخطوات أسفرت عن عودة 89 عائلة نهاية الشهر الماضي، فيما تنتظر عشرت العوائل الأخرى استكمال معاملاتها.

علي شعبو، الذي كان مدير مخيم سردشت حتى منتصف العام الماضي وأحد الأشخاص الذين سجلوا اسماءهم لدى المنظمة الدولية للهجرة لمساعدته على العودة الى دياره، قال "منظمة الهجرة، في إطار سلسلة من الإجراءات لمساعدة سكان المخيم، سجلت أسماءهم للعودة الى ديارهم".

وتشمل الاجراءات تقديم مساعدات مالية، إعادة تأهيل المنازل المدمرة، توفير فرص العمل وتأمين مصاريف النقل، لكن مقدار المساعدة المالية يتفاوت حسب المستوى المعيشي لكل عائلة.

shngalcampchya
سنجار/ طفل ايزيدي نازح يناظر من نافذة منزله خيم النازحين على جبل سنجار   تصوير: ابراهيم شنكالي

"النازحون الذين تهدمت منازلهم وظروفهم المادية متردية، سيعاد تأهيل منازلهم فضلاً عن منحهم مبلغ ألف دولار، أما الذين لم تًهدم منازلهم لكنهم محدودي الدخل، سيمنحون مبلغ 1700 دولار، فيما ستهيأ فرص عمل للبعض منهم"، بحسب علي شعبو.

عقب هجمات "تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش"، توجه أغلبية النازحين الايزيديين الى جبل سنجار (120 كم غرب الموصل)، في البداية كان مخيم سردشت يأوي ألفين و300 عائلة نازحة، أما الآن فقد تقلص عددها الى أقل من 400 عائلة.

وقال علي شعبو، "العوائل البالغ عددها 400 عائلة بانتظار أن تساعدهم الحكومة والمنظمات على العودة".

منازلنا دمرت من قبل داعش وليس لدينا الامكانية لإعادة بنائها، منظمة الهجرة أدرجت اسماءنا لمساعدتنا على العودة

خاليدا مراد، فتاة ايزيدية، عادت يوم 19 كانون الأول الماضي مع أفراد أسرتها الى ناحية القحطانية (تل عزير)، قالت "سعيدة بعودتي بعد مرور ثمان سنوات، يجب على الحكومة أن توفر لنا الخدمات.... لم يضغط علينا أحد للعودة، منظمة الهجرة أعطتنا 1000 دولار، ونحن من ضمن العوائل التي تعهدت المنظمة بإعادة تأهيل منازلها".

خليل حجي مراد، من سكنة قرية تابعة لناحية القحطانية ويقيم في مخيم سردشت منذ ثمان سنوات، قال "نحن أيضاً نرغب بالعوة، لكن منازلنا دمرت من قبل داعش وليس لدينا الامكانية لإعادة بنائها، منظمة الهجرة أدرجت اسماءنا لمساعدتنا على العودة".

وفقاً لإحدى فقرات برنامج عمل الحكومة الاتحادية برئاسة محمد شياع السوداني، التي نالت ثقة البرلمان نهاية شهر تشرين الأول 2022، يجب إعادة كافة النازحين الى مناطقهم الأصلية في غضون ستة أشهر، ويشمل ذلك أكثر من مليون مواطن لا زالوا نازحين –بحسب إحصائية للمنظمة الدولية للهجرة IOM.

أوضاعنا في المخيم أكثر من سيئة

وفي مؤتمر صحفي عقدته في 29 كانون الأول 2022، شددت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، ايفان جبرو، على أن "ملف النازحين في العراق سيحسم في ستة أشهر حسب برنامج عمل الحكومة"، وأن الوزارة تنسق مع حكومة اقليم كوردستان لتهيئة الظروف لعودة النازحين، حسبما نشر في الموقع الرسمي للوزارة.

"أوضاعنا في المخيم أكثر من سيئة، المساعدات التي كانت تقدمها لنا المنظمات انقطعت ولا نعرف ماذا نفعل"، يقول خليل حجي مراد.

علي شعبو، المدير السابق لمخيم سردشت، قال "في حال استمر برنامج العودة الطوعية قد تعود معظم هذه العوائل النازحة من مخيم جبل سنجار الى مناطقها الأصلية حتى نهاية الربيع المقبل".

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT