مع الانخفاض الذي تشهده درجات الحرارة، يعاني الطلبة داخل الصفوف الدراسية في كركوك من البرد، في ظل عدم توفر ما يلزم من وسائل التدفئة وشح النفط الأبيض في بعض المدارس.
المديرية العامة لتربية كركوك، وزعت مدفأة نفطية واحدة على كل مدرسة وهي مخصصة للكادر التدريسي وليس الطلاب، في حين لم تستلم بعض المدارس حصتها من النفط الأبيض منذ عامين.
"قاعات الدراسة باردة جداً، البرد يؤثر بشكل خاص على طلاب الصف الأول والثاني، لا توجد مدافئ ولا نفط"، يقول رضا أحمد، مدير مدرسة آمد بداقوق (44 كم جنوب مدينة كركوك)، وبين أن "معلمي المدرسة يجمعون المال فيما بينهم لشراء النفط".
هذه المشكلة طغت بالتزامن مع تغير الطقس وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
في بعض المدارس يتم تكليف معلم كل اسبوع لجلب 20 لتر من النفط من منزله
مدرسة آمد لديها ست قاعات دراسية لكنها استلمت مدفأة نفطية واحدة فقط، وهي مخصصة لغرفة الإدارة، غير أن إدارة المدرسة قررت تخصيص المدفأة بالتناوب لكل صف وتدفئته، بحسب رضا أحمد.
وتظهر صورة التقطها مراسل (كركوك ناو) في إحدى مدارس داقوق عدداً من الطلبة ملتفين حول مدفأة وفرتها لهم إدارة المدرسة.
وقال أحد معلمي المدرسة، "كانوا يشعرون ببرد شديد، لم يكن باستطاعتهم الاستماع للدرس، قررنا جلب مدفأة غرفة الإدارة ووضعها في الصف حتى تدفأ".
أغلب مدارس كركوك تعاني من هذه المشكلة، في بعض المدارس يتم تكليف معلم كل اسبوع لجلب 20 لتر من النفط من منزله، وفي مدارس أخرى، في أيام البرد القارس، تخصص مدفأة الادارة للمعلمين ويتكفلون أيضاُ بشراء النفط فيما بينهم.
(كركوك ناو) استطلعت آراء الطلاب في بعض المدارس وجميعهم أكدوا أن البرد في بعض الأيام يعيق تعلمهم وفهمهم الدروس. طلاب الصفوف الأولى والثانية قالوا "حين نأتي في الصباح نشعر ببرد شديد ولايوجد شيء يدفئنا".
<iframe src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FKirkuknow%2Fvideos%2F1822656001403535%2F&show_text=false&width=560&t=0" width="560" height="314" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowfullscreen="true" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen="true"></iframe>
فيديو: كركوك/ أواخر تشرين الثاني 2022/ مواطنون ينتظرون في أحد طوابير استلام النفط الأبيض
نظام نجم الدين، مدير مدرسة الشورجة في مركز مدينة كركوك قال "أبلغونا قبل أيام بأنهم سيوزعون علينا النفط الأبيض قريباً، لكن هذه العملية كان من المفترض أن تكون في بداية الدوام، بعد شهر لن نحتاج للنفط والمدافئ"، وشدد قائلاً، "هذا العام خصصنا 90 ألف دينار لشراء النفط لمدفأة الإدارة".
"في محافظات اقليم كوردستان، تتوفر مدافئ في معظم الصفوف وحكومة الاقليم توزع النفط عليهم، وفي أغلب الأيام تشغل المدافئ منذ الدرس الأول حتى نهاية الدوام".
عدم توفير النفط لمدارس كركوك يأتي في الوقت الذي تأتي فيه محافظة كركوك في المرتبة الثانية بين محافظات العراق بعد البصرة من حيث حجم الصادرات النفطية.
زرت دائرة المنتوجات النفطية بنفسي، يقولون أنهم سيعطوننا النفط بنفس السعر الذي يبيعونه للمواطنين
في العام الماضي، بلغت صادرات النفط الخام من حقول كركوك عن طريق الأنابيب والصهاريج خلال العام الماضي أكثر من 29 مليون و456 ألف برميل، بإيرادات وصلت الى أكثر من مليارين و825 مليون دولار، وفقاً لإحصائيات وزارة النفط العراقية وشركة تسويق النفط (سومو).
جمعة عساف، مشرف تربوي في كركوك، قال "لم يتم توزيع النفط الأبيض منذ عامين، وجهنا كتب رسمية الى المنتوجات النفطية في كركوك عدة مرات، آخرها كان يوم الخميس الماضي، 12 كانون الثاني، فأخبرونا أنهم سيخصصون 200 لتر (برميل واحد)، لكل مدرسة".
عدم توزيع النفط على المدارس في وقته المحدد، دفع بعض الجهات المسلحة تتولى توزيع النفط على مدارس تركمانية وعربية معينة في قضاء داقوق.
وقال جمعة عساف، "علمنا أن الحشد الشعبي وزع الأسبوع الماضي النفط على عدة مدارس تابعة لهاتين القوميتين".
توجد في محافظة كركوك 1700 مدرسة ابتدائية، متوسطة وإعدادية موزعة على أقسام الدراسة العربية، الكوردية، التركمانية والسريانية.
سامان مجيد، نائب مدير عام تربية كركوك، قال "زرت دائرة المنتوجات النفطية بنفسي، يقولون أنهم سيعطوننا النفط بنفس السعر الذي يبيعونه للمواطنين، سعر البرميل 60 ألف دينار ومع مصاريف النقل تبلغ الكلفة 80 ألف دينار تستوفى من ميزانية المدرسة".
وأضاف، "رغم اتفاقنا لكن النفط لم يوزع حتى الآن ونحن بانتظار توزيعه منذ عامين".
وقال "وزارة التربية لم توفر لنا مدافئ، إذا طلبنا منهم تزويدنا بألف مدفأة سيرسلون لنا 500 فقط... المدافئ الموجودة في المدارس قديمة ولم يوزعوا مدافئ جديدة منذ عامين".
مصدر في دائرة المنتوجات النفطية بكركوك كشف عن طريق (كركوك ناو) أن المدراس تستطيع منذ الآن استلام حصتها من النفط الأبيض، بواقع 200 لتر لكل مدرسة، لكنه أوضح أن "العملية تشوبها الإجراءات الروتينية التي ربما ستعيق استلام المدراس لحصصها، النفط الذي نوزعه هو لإدارات المدارس فقط وليس الصفوف، هذا قرار وزارة النفط".
"يتوجب على المدراس إحضار كتاب من التربية، ويجب أن يكون اسم المدرسة مدرجاً عندنا، ثم نحدد لهم محطة وقود لكي يستلموا النفط منها وينقلوه على نفقتهم"، بحسب المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه كونه غير مخول من قبل وزارة النفط بالتصريح لوسائل الإعلام.