وجدي زيدان، الشاب النازح الذي قطعت أذناه بعد تعذيبه وتخديره، يعيش منذ ذلك اليوم في حالة نفسية متدهورة دفعته لترك الدراسة، في ظل تجاهل قضيته وعدم محاسبة المتورطين.
في وقت متأخر من ليلة الأول من شهر حزيران 2022، تعرض وجدي زيدان، وهو شاب نازح في الثامنة عشرة من العمر، الى اعتداء من قبل عدة اشخاص، وبعد أن فقد الأمل في علاج حالته، قرر الشهر الماضي ترك الدراسة، الأمر الذي أثار قلق عائلته.
زيدان علي، والد وجدي، مستاء من "تجاهل" قضية ابنه ويقول بأنها "لا تلقى الاهتمام". وأضاف زيدان "بسبب ذلك ترك الدراسة، حالته النفسية تسوء يوماً بعد آخر، رغم محاولات أصدقائه وأساتذته إلا أنه يرفض العودة للدراسة".
وجدي في سنته الثانية بالصف الثاني عشر الاعدادي قال لوالده، "سئمت من كل شيء ولا أستطيع الدراسة"، ويقول والده، "الحادث سبب له مشاكل نفسية".
اعترضوا طريقه قبل دخول المخيم، في البداية لكموه في بطنه ورأسه حتى أفقدوه الوعي وحين استعاد وعيه كانوا قد قطعوا أذنيه
عائلة وجدي صرفت حتى الآن 20 مليون دينار لعلاجه، لكن بحسب فارس علي، عم وجدي الذي قال في تصريح سابق لـ(كركوك ناو)، "الأطباء أخبروه بضرورة خضوعه لعملية جراحية بعد فترة وقالوا أن العملية تكلف 20 ألف دولار"، وأضاف، "هذا المبلغ كبير جداً نظراً لإمكانيات اسرتنا المحدودة، جميعنا نازحون وفقراء، لكننا مضطرون لتأمين ذلك المبلغ بأي شكل من الأشكال".
في الساعة 10 من ليلة 1 حزيران أخبر وجدي أفراد عائلته بأنه سيذهب لمتابعة مباراة كرة قدم مع مجموعة من أصدقائه وذهب الى مجمع شاريا القريب من المخيم. بعد انتهاء المباراة، ودع أصدقاءه، لكن في طريق العودة الى المنزل، تعرض وجدي لاعتداء من قبل عدة اشخاص يقال أنهم كانوا ثلاثة واقدموا على قطع أذنيه.
"اعترضوا طريقه قبل دخول المخيم، في البداية لكموه في بطنه ورأسه حتى أفقدوه الوعي وحين استعاد وعيه كانوا قد قطعوا أذنيه"، بحسب والد وجدي الذي قال، "الحكومة تجاهلت قضية ابني ولم تقدم لنا المساعدة".
في بداية الحادث، ألقي القبض على ثلاثة اشخاص بتهمة تورطهم في الاعتداء، لكن أطلق سراحهم، وفقاَ لمتابعات (كركوك ناو) .
وقال زيدان علي، "أخبرونا أن هؤلاء الثلاثة ليسوا متهمين رئيسيين في القضية".
وتابع، "الشرطة والأجهزة الأمنية لا تزودنا بأية معلومات عن القضية، ابني تعرض لظلم كبير... في البداية قدموا لنا وعوداً كثيرة لكنها كانت وعوداً فقط".
الأسرتين تعرفان من قطع أذني وجدي، لا نريد التدخل في هذا الموضوع لأن الشرطة والجهات الأمنية تجري متابعاتها
هيمن سليمان، مدير إعلام المديرية العامة لشرطة دهوك التي ألقت القبض في البداية على ثلاثة أشخاص بتهمة الضلوع في الحادث، لم يدلِ بأية معلومات حول القضية وقال "لن أتحدث عن القضية".
ديان جعفر، مدير دائرة الهجرة والمهجرين والاستجابة للأزمات في دهوك –تابعة لوزارة الداخلية وتشرف على مخيمات النازحين-، قال "هذا خلاف عائلي بين أسرتين، كلا الأسرتين تعرفان من قطع أذني وجدي، لا نريد التدخل في هذا الموضوع لأن الشرطة والجهات الأمنية تجري متابعاتها، كان من المقرر أن تحل القضية بين الأسرتين عن طريق الحزب، لكنها لم تحل حتى الآن".
ويأتي ذلك في حين نفى زيدان علي والد وجدي- علمه بوجود خلاف عائلي وطالب الجهات الأمنية بتزويدهم بمعلومات أوفى.
حول الوضع الذي يعيش فيه وجدي، قال ديان جعفر، "أبلغنا إدارة المخيم والمنظمات، لكي يقدموا لهم المساعدة، فعلنا اقصى ما يمكننا فعله".