يمنع الجيش العراقي مزارعي قرية "بلكانة" بمحافظة كركوك من حصاد محاصيل الحنطة والشعير خشية حدوث توتر وصدامات بين المزارعين الكورد والعرب، رغم أن النزاعات حول ملكية الأراضي الزراعية في تلك القرية مستمرة منذ عقود.
حسب متابعات (كركوك ناو)، منذ عيد الفطر -21 نيسان 2023- حتى اليوم، حذر قادة الجيش العراقي سكان ومزارعي قرية بلكانة التابعة لناحية سركران شمال غربي كركوك أكثر من مرة بأن الجيش لن يسمح لهم بحصاد محاصيل الحنطة والشعير.
"آمر أحد افواج الجيش أخبرنا بأننا لن نستطيع حصاد محاصيلنا ويجب أن نوقف العمل في أراضينا"، يقول محمد أمين، الذي عرف نفسه لـ(كركوك ناو) كممثل عن مزارعي بلكانة.
قرية بلكانة، هي واحدة من 42 قرية تقع ضمن حدود قضاء الدبس، وتضم حوالي 25 منزلاً وتبلغ مساحتها أكثر من 60 ألف دونم من الأراضي الزراعية الخصبة، فضلاً عن وجود النفط فيها.
وقال محمد أمين، أن"الجيش لا يمتلك أية وثيقة رسمية تمنع بموجبها الأعمال الزراعية، حين طلبنا منهم إطلاعنا على الكتاب الرسمي أخبرونا بأن التعليمات جاءتهم من الجهات العليا".
قبل أيام، حاول عدد من المزارعين حصاد محاصيلهم، لكن الجيش صادر ثلاثة جرارات وحاصدة زراعية.
بلكانة تتبع محافظة كركوك إدارياً، لكن ملفها الأمني يخضع لقيادة العمليات المشتركة لمحافظة صلاح الدين.
(كركوك ناو) حاول مراراً أخذ تصريح من قوات الجيش المتواجدة في المنطقة لكن دون نتيجة.
"حذرنا الجهات الكوردية ووزير العدل العراقي (خالد شواني) تحدث مع وزير الدفاع العراقي وننتظر ما الذي سيفعلونه لنا، لأنه توجد حالياً ثمان عوائل عربية فقط في المنطقة وهي التي تخلق المشاكل"، على حد قول المزارع الكوردي في قرية بلكانة.
بلكانة وعدة قرى قريبة منها كانت مسرحاً للمواجهات والنزاعات في أكثر من 10 مناسبات بين السكان والمسؤولين حول ملكية أراضي المنطقة، نتيجة لذلك يعيش سكان 35 قرية بناحية سركران غربي كركوك حالة من عدم الاستقرار.
عبدالمطلب عبدالمجيد، مدير ناحية سركران وكالةً قال لـ(كركوك ناو) أن الأزمة بدأت بسبب شجار بين شابين ثم تطورت الأمور وتدخل الجيش للسيطرة على الوضع، والآن، حسبما يقول، توجد ثمان عوائل عربية فقط في بلكانة.
خلال الأحداث الأخيرة، علم موقع (كركوك ناو) من مصدرين أمنيين أن المشكلة نشأت بسبب مشادة بين عدد من الشبان تطورت الى شجار بالعصي حول المراعي، أسفر عن إصابة ثلاثة اشخاص.
كل ما يوجد الآن وما تم فعله للتعامل مع الأوضاع في القرية عبارة عن مسكنات لا غير، في حين يجب أن تعالج المشكلة بصورة جذرية
"الوضع حالياُ في القرية أكثر استقراراً مقارنة بالسابق، لم تحدث صدامات، تحدثنا الى الجانبين (المزارعين الكورد والعرب) وطلبنا منهم ضبط النفس وتلافي حدوث مشاكل أخرى، لأن المشاكل ل تحل بهذه الطريقة ويجب على النواب ايجاد حل"، بحسب مدير ناحية سركران.
ملكية الأراضي الزراعية من الملفات الشائكة في محافظة كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها والتي تعود لفترة حكم حزب البعث، لكن البرلمان والحكومات المتعاقبة في العراق لم تتمكن من ايجاد حل نهائي لها وبات حسم القضية مرهوناً بتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي.
(كركوك ناو) حاول الحصول على تصريحات من نواب في البرلمان، لكنهم لم يفوا بوعودهم بالإدلاء بأي تصريح.
وقال عبدالمطلب عبدالمجيد، "كل ما يوجد الآن وما تم فعله للتعامل مع الأوضاع في القرية عبارة عن مسكنات لا غير، في حين يجب أن تعالج المشكلة بصورة جذرية وتصدر قرارات بشأنها من بغداد، كل ما يمكننا فعله الآن هو تهدئة الأوضاع".
محافظة كركوك من المناطق الغنية والخصبة لإنتاج محاصيل الحبوب في العراق، ووفقاً لإحصائيات وزراة الزراعة يبلغ انتاج هذا العام من الحنطة 800 ألف طن، أي ما يعادل ثلاثة اضعاف انتاج العام الماضي.