في الساعة 11 قبل ظهر يوم الأربعاء، 23 آب، وصل بيان مقتضب من سكان حي بهاري نوي بأربيل الى مجموعة محادثة خاصة بالصحفيين، قرأت البيان وقررت متابعة القضية وإيصال صوتهم.
البيان أشار الى أنهم يعتزمون تنظيم تجمع احتجاجي يتعلق بأزمة مياه الشرب، مضمون المشكلة هو أن شخصاً متنفذاً في الحي كان ينوي مد خط مياه من زقاق يقع خلف الحي بصورة غير قانونية، ما دفع سكان الحي إلى معارضته.
أبلغت مؤسستي (مؤسسة ايستا الاعلامية) بشأن تغطية الحدث، مع وصولي الى موقع الحدث، سجلت مقطع فيديو وعدت الى سيارتي لكي أرسله لمؤسستي.
حين سجلت المقطع لم يكن هناك أي قوة أمنية، لكن فجأةً وصل قرابة 20 مسلح الى موقع الحدث وأخرجني اثنان منهم من السيارة. العناصر المسلحة كانت ترتدي زي الشرطة وقوات الزيرفاني.
بنفس الطريقة اعتقلوا معي مراسل وكالة ولات، ياسر محمد.
نحن لم نُعتقل، كنا متواجدين هناك، يبدو بأنه كانت هناك بعض المشاكل في الحي، لم نُعتقل
صادروا جوالي وكل شيء، سألوني ان كنت لوحدي فقلت نعم، قلت ذلك لكي لا يعتقلوا مصوري أيضاً.
اقتادوني مع ياسر الى مكان بعيد عن الحي وبدأوا بالتحقيق معنا. أخبرناهم بأننا صحفيون فقالوا بأن التغطية الاعلامية هنا غير قانونية دون أن يوضحوا السبب.
أخذوا منا رمز أجهزة الموبايل وحذفوا الصور واطلعوا على مضمون الرسائل التي نشرت في مجموعة محادثة صحفيي أربيل حول اعتقالنا.
أخبرونا بأن أمامنا خيارين، إما أن نرسل رسالة الي مجموعة محادثة صحفيي أربيل نقول فيها بأننا لم نُعتقل ولم نواجه أي مشاكل، أو يقتادونا معهم بمركبتهم.
أجبرونا على أن نرسل رسالة صوتية لمجموعة المحادثة. "مرحباً أيها الزملاء... نحن لم نُعتقل، كنا متواجدين هناك، يبدو بأنه كانت هناك بعض المشاكل في الحي، لم نُعتقل"، هذا كان ملخص الرسالة الصوتية.
بعدها صادر المسلحون أجهزة التصوير وحطموا رقاقات الذاكرة قبل أن يعيدوا لنا الكاميرات وأجهزة الموبايل الخاصة بنا.
كنا نجيب على اسئلتهم بهدوء وبطريقة لبقة، لكنهم كانوا يتحدثون معنا بأسلوب عنيف.
أوضاع المراسلين تدخل مرحلة خطيرة يوماً بعد آخر والقوات الأمنية لا تراعي العمل الصحفي
قبل أن يطلقوا سراحنا، أجبرونا على كتابة تعهد خطي بعدم نشر أي شيء حول الموضوع، ثم التقطوا صورنا وقالوا إذا نشرتم أي شيء حول هذا الموضوع، فنحن نعرف هوياتكم ونعرف ما الذي سنفعله بكم.
شبكة إيستا الاعلامية التي يعمل ديار حسين مراسلاُ لها دانت في بيان الكيفية التي تم التعامل بها مع مراسل القناة وطالبوا "الأجهزة الأمنية بالقيام بواجباتهم ويدعوا الصحفيين يؤدون واجباتهم المهنية لإيصال مطالب الناس"، ونشرت المؤسسة مقطع فيديو يظهر لحظة اعتقال المراسل.
بعد 24 ساعة من الحادث، لم تنشر الأجهزة الأمنية في أربيل أي توضيح حول الحادث ولن تتحدث لأي مؤسسة إعلامية حول الانتهاك.
كل من منظمة المراسلون للحقوق والتنمية مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين استنكرتا الحادث. مركز ميترو طالب قائد القوات المسلحة في اقليم كوردستان بالتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها جهة أمنية معينة "انتهكت مبادئ حقوق الانسان وتعتبر احتجاجات المواطنين والتغطية الاعلامية أمور غير قانونية".
منظمة المراسلون للحقوق والتنمية شددت على أن "أوضاع المراسلين تدخل مرحلة خطيرة يوماً بعد آخر والقوات الأمنية لا تراعي العمل الصحفي وتعتدي على المؤسسات الاعلامية وتصادر معداتهم ويعتقلون كوادرها".