تخشى الأحزاب الكوردية من ضياع أصواتها في انتخابات مجلس المحافظة والفشل في ضمان مقاعدهم التي حصلوا عليها في الانتخابات السابقة بسبب التشتت والدفع بـ50 مرشحاً يشاركون ضمن ثلاث قوائم مختلفة.
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، لم يشكل الكورد أي تحالف لانتخابات مجلس محافظة ديالى، فيما قاطعت بعضها الانتخابات أو ليس لها مرشحون.
ثلاثة أحزاب كوردية أعلنت رسمياً عن مرشحيها وهم الاتحاد الوطني الكوردستاني بـ30 مرشحاً يتنافسون في إطار قائمة مستقلة، في حين يشارك الحزب الديمقراطي الكوردستاني بـ16 مرشحاً، أما الحزب الاشتراكي الكوردستاني فيملك أربعة مرشحين ضمن قائمة مستقلة.
أكبر حيدر خان، مسؤول فرع خانقين للحزب الديمقراطي الكوردستاني يقول إن خمسة من المرشحين الـ16 يتنافسون للفوز بمقاعد كوتا النساء موزعين على جميع مناطق ديالى بالأخص في خانقين، "نعتقد بأن الكورد سيفوزون بمقعد أو اثنين في مجلس المحافظة"، وقال أكبر لـ(كركوك ناو) إنهم سعوا لأن يكون للكورد قائمة موحدة لتفادي تراجع عدد مقاعدهم، لكن مساعيهم فشلت.
أصوات الكورد هذه المرة في خطر كبير، معظم القوائم تشارك بإمكانيات كبيرة
في انتخابات 2013، حصل الكورد ضمن قائمة التآخي والتعايش على ثلاثة مقاعد من مجموع مقاعد مجلس محافظة ديالى الـ29، أحدها كان من نصيب الديمقراطي الكوردستاني والاثنان الآخران للاتحاد الوطني.
وفي انتخابات 2009، حصد الكورد ستة مقاعد في إطار القائمة الكوردستانية، ثلاثة منها لاتحاد الوطني ومقعد واحد لكل من الديمقراطي الكوردستاني، الحزب الاشتراكي الكوردستاني والاتحاد الاسلامي الكوردستاني.
حسين جليل، مسؤول مركز تنظيمات خانقين للحزب الاشتراكي الكوردستاني قال بأن مرشحي الحزب الأربعة يضم امرأة واحدة، ولم يخف خشيته من أن "أصوات الكورد هذه المرة في خطر كبير، معظم القوائم تشارك بإمكانيات كبيرة... لكن الأحزاب الكوردية من ضمنهم حزبنا، يشاركون بقوائم مستقلة وليسوا موحدين، أصواتنا ستتشتت، لذا نتوقع أن لا يفوز مرشحو الكورد بمقاعد".
مقاعد مجلس محافظة ديالى قلصت الى 15 مقعد، بحسب تعداد المحافظة البالغ أكثر من مليون و600 ألف شخص، يقطن 90 ألف منهم في مركز قضاء خانقين، طبقاً لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2019.
عدد الناخبين في ديالى أكثر من مليون و100 ألف شخص، لكن اقل من مليون شخص حصلوا على بطاقة الناخب البايومترية التي يستطيعون بموجبها المشاركة، وبحسب احصائيات مفوضية الانتخابات تم تسجيل أكثر من 11 تحالف في المحافظة.
"عدد الناخبين الكورد في ديالى 100 ألف شخص، لذا من الصعب أن يفوز الكورد بمقاعد أكثر... للأسف الأحزاب الكوردية لم تشكل قائمة موحدة... لذا نأمل أن يشارك الناخبون الكورد لكي نتمكن من الحصول على حقوقنا في ديالى"، بحسب المسؤول في الديمقراطي الكوردستاني.
ويرى حيدر أكبر أن الكورد "لم يتمكنوا من الحصول على حقوقهم في المناطق المتنازع عليها وخسروا معظم المناصب" بسبب التشتت وغياب القائمة الموحدة.
حتى ما قبل أحداث 16 أكتوبر 2017، كانت معظم المناصب الادارية في خانقين والملف الأمني للقضاء بيد الأحزاب الكوردية، قبل أن تعود القوات التابعة للحكومة الاتحادية وتنسحب البيشمركة بسبب تداعيات استفتاء الاستقلال في اقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها.
(كركوك ناو) حاول مراراً التواصل مع شيركو ميرويس، مسؤول مركز تنظيمات خانقين للاتحاد الوطني ومسؤولين آخرين في الحزب، لكنهم رفضوا الادلاء بتصريحات حول مشاركة الاتحاد الوطني في انتخابات مجلس محافظة ديالى.
ليس لدينا مرشحون، لأن مقاعد الكورد ستقل هذه المرة.. نعتقد بأن الدفع بعدد كبير من المرشحين لا يصب في مصلحة الكورد
الاتحاد الوطني الكوردستاني أعلن يوم الثلاثاء، 31 تشرين الأول 2023، بأنه سيشارك بقائمة مستقلة قواها 30 مرشحاً.
في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2021، شارك الكورد في قضاء خانقين وأطرافه بسبعة مرشحين مستقلين وحزبيين وفازوا بمقعد وحيد كان من نصيب مرشح الاتحاد الوطني.
عباس رحمن، مسؤول اللجنة الحزبية للحزب الشيوعي الكوردستاني في خانقين يقول بأنهم حاولوا توحيد الكورد والمشاركة بقائمة واحدة لكن الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني رفضوا ذلك، لذا قرر الحزب الشيوعي في ديالى دعم الحزب الشيوعي العراقي دون الدفع بأي مرشحين.
"ليس لدينا مرشحون، لأن مقاعد الكورد ستقل هذه المرة.. نعتقد بأن الدفع بعدد كبير من المرشحين لا يصب في مصلحة الكورد، لكي نتفادى تشتت أصواتنا وضمان الفوز بمقعد أو مقعدين".
الأحزاب الكوردية قررت المشاركة في انتخابات مجالس محافظات كركوك، نينوى وصلاح الدين أيضاً بعشرات المرشحين ضمن قوائم مختلفة بدل المشاركة في إطار تحالف أو قائمة موحدة.
"عدم اتفاق الكورد يشكل أكبر خسارة للكورد والأحزاب الكوردية بالأخص في ديالى وخانقين، سابقاً كنا نحكم محافظة ديالى الى أن فقدنا كل شيء تدريجياً"، حسبما قال عباس لـ(كركوك ناو).
في انتخابات 2021 البرلمانية، فاز مرشح عن الاتحاد الوطني الكوردستاني بمقعد بعد حصوله على 21 ألف و722 صوت وفاز مرشح عن الديمقراطي الكوردستاني بمقعد آخر بعد ضمان ثمانية آلاف و873 صوت، أي بمجموع اصوات بلغ 30 ألف و595 صوت.
وفي الانتخابات البرلمانية التي اقيمت عام 2018 حصل الكورد في ديالى على قرابة 55 ألف صوت، في حين كان عدد الأصوات التي حصدها الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني والأحزاب الكوردية الأخرى في انتخابات 2014 أكثر من 61 ألف صوت.
"مركز ثقل الكورد حالياً في مركز خانقين، لأننا خسرنا السعدية وجلولاء ومندلي وغيرها، لكننا لا زلنا أغلبية في خانقين... معظم الناخبين هناك لم يشاركوا في الانتخابات السابقة وفي حال تكرر الأمر سيلحق بالكورد ضرراً كبيراً، لأن الناخبين يرون بأنهم مسلوبون من حقوقهم وسيقاطعون الانتخابات"، بحسب المسؤول في الحزب الاشتراكي الكوردستاني.
وذكر حسين جليل بأن حزبه يشعر بالإحباط كون مساعيهم لتشكيل قائمة موحدة فشلت، "أردنا أن نعمل من أجل الكورد بدل الأحزاب في خانقين، لكن الجميع فضلوا مصالحهم الحزبية على مصالح الكورد، ما سيضر كثيرا بالكورد والأحزاب الكوردية".
خانقين ومناطق أخرى في ديالى التي يسكنها خليط من الكورد، العرب، التركمان والمكون الديني الكاكائي تعتبر من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان، بموجب المادة 140 من الدستور العراقي.
من المقرر أن تجرى انتخابات مجالس المحافظات في 18 كانون الأول 2023. هذه العملية الانتخابية لم تُجر في محافظات العراق منذ عام 2013 وشاركت فيها محافظة كركوك مرة واحدة فقط في عام 2005.