يعتزم نازحو سنجار المشاركة في انتخابات مجلس محافظة نينوى المقبلة لتحقيق ثلاثة مطالب، على رأسها العودة الى الديار، رغم أنهم لا يبنون آمالاً كبيرة على وعود المرشحين والقوائم المشاركة في الانتخابات.
تطبيع الأوضاع، إعادة الاعمار والتعويضات هي ثلاثة مطالب رئيسية يتطلع النازحون لأن تنفذها لهم الحكومة المحلية في نينوى بعد الانتخابات.
من المقرر أن تجرى انتخابات مجلس محافظة نينوى في 18 كانون الأول القادم ويحق المشاركة فيها لـ 48 ألف و260 نازح.
عزيز جليل، من أهالي مخيم سيبا شيخ خدر بسنجار لكنه يعيش في مخيم جم مشكو للنازحين بمحافظة دهوك منذ تسع سنوات –مع بداية حرب داعش عام 2014-، يقول عزيز "أريد أن أصوّت وانتخب مرشحي لكي أغير حياتي".
ستكون هذه المرة الأولى التي يشارك فيها عزيز في الانتخابات وقد استلم بطاقة الناخب البايومترية قبل ثلاثة أشهر، "أريد عن طرق تصويتي تطبيع الأوضاع في سنجار، تشكيل إدارة جديدة والعودة الى دياري".
عض ممثلينا السابقين نفذوا جزءاً قليلاً من وعودهم ولم يكونوا عند حسن ظن النازحين، نريد العودة الى ديارنا، هذا مطلبنا الرئيس
تصويت النازحين في الانتخابات المقبلة سيكون وفق بطاقة الناخب البايومترية، وتلتزم المفوضية بفتح مراكز للتصويت داخل المخيمات ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم في يوم التصويت الخاص، 48 ساعة قبل انطلاق التصويت العام، ووفقاً لإحصائيات المفوضية يحق لـ84 ألف و260 نازح المشاركة في التصويت.
وسيتوجب على النازحين المقيمين خارج المخيمات العودة الى مناطقهم الأصلية للإدلاء بأصواتهم، فيما تلتزم الحكومة توفير التسهيلات لهم ونقلهم الى مراكز التصويت.
وقال عزيز جليل، "ممثلونا السابقون أصابونا بالإحباط، لكننا سنختبرهم من جديد في هذه الانتخابات، فقط من أجل تغيير حياتنا".
سيفي حمو سلو (26 سنة)، المقيمة أيضاً في مخيم جم مشكو، تقول "بعض ممثلينا السابقين نفذوا جزءاً قليلاً من وعودهم ولم يكونوا عند حسن ظن النازحين، نريد العودة الى ديارنا، هذا مطلبنا الرئيس".
نريد من الحكومة المقبلة في نينوى أن تعالج مشاكل سنجار السياسية والإدارية
يتواجد أكثر من 600 ألف نازح في اقليم كوردستان، 54 بالمائة منهم من محافظة نينوى، أغلبهم من العرب السنة والمكون الايزيدي، يتوزع قسم منهم على 26 مخيماً، أما البقية وعددهم يتجاوز 490 ألف شخص يقيمون خارج المخيمات، وفقاً لإحصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لحكومة اقليم كوردستان.
العديد من الأحزاب تتطلع لكسب أصوات النازحين لضمان مقاعد أكثر في مجلس محافظة نينوى.
خدر ديرو خانسوري، مرشح ايزيدي على قائم (تحالف قيم المدني) الذي شكل من قبل ثمانية أحزاب وعدداً من شخصيات نينوى، قال لـ(كركوك ناو)، "إذا انتخبني النازحون وأصبحت عضواً في المجلس، سأعمل على عدة قضايا مهمة، لا سيما تلك التي تخص الايزيديين، منها إعادة إعمار سنجار وتعويض المتضررين وتطبيع الأوضاع في سنجار سياسياً وإدارياً...".
وأضاف خدر ديرة، الذي يعيش في مخيم للنازحين، "أتفهم معاناة النازحين لأنني أعيش معهم منذ تسع سنوات، سأعمل لكي أخلصهم من المعاناة وأعيدهم الى ديارهم"، وتابع قائلاً "أريد وضع نهاية لملف النازحين".
تعد سنجار الموطن التاريخي للايزيديين، ويشكلون 30 بالمائة من النازحين المقيمين في المخيمات.
لدى المكون الديني الايزيدي 29 مرشحاً في قوائم وتحالفات متعددة يطمعون في كسب أصوات النازحين، أربعة من المرشحين الـ29 يتنافسون على مقعد الكوتا الوحيد المخصص للايزيديين.
يعد الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أحد الأحزاب المتطلعة لضمان أصوات نازحي وأهالي سنجار، ولأجل ذلك، دفع بـ11 مرشحاً ايزيدياً من مجموع 52 مرشح للحزب في انتخابات مجلس المحافظة.
ايريفان مهدي، مرشحة ايزيدية ضمن قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، قالت "نريد من الحكومة المقبلة في نينوى أن تعالج مشاكل سنجار السياسية والإدارية، وأن نشكل إدارة جديدة ونعيد إعمار سنجار ونخرج القوات غير الشرعية من القضاء".
إحدى مشاكل سنجار تتمثل بغياب الاستقرار الأمني والسياسي، حيث لا زال القضاء يعاني من وجود إدارتين، ما أثر على عملية الإعمار وعودة النازحين.
في أيار 2023 قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، في مؤتمر صحفي عقدته بأربيل، "عملت في بلدان أخرى على مسألة عودة النازحين الداخليين الى مناطقهم، لكن الشيء الوحيد المهم والمتعلق بعودة النازحين الى ديارهم هو مسألة الأمن، فهو يمنحهم الشعور بأنهم قادرون على العودة".
تعاني سنجار من تواجد العديد من القوى المسلحة، حيث تتواجد فيها ثمان قوى أمنية وعسكرية مختلفة.
تقول ايريفان مهدي، "استمعنا لمطالب النازحين ونعرف ما يحتاجونه، سنعمل بحماس جديد لتنفيذ مطالبهم".
حسن خرمش (33 سنة)، أب لطفلين ويقيم في مخيم شاريا، يرى بأن الوعود لا أهمية لها، بل المهم هو تنفيذها، "نسمع يومياً من التلفاز وهم يتحدثون عن ملايين بل مليارات الدنانير التي تصرف لإعادة إعمار سنجار، لكننا لا نرى أشياءً ملموسة على أرض الواقع".
إحدى مشاكل الإدارات المحلية تتمثل بغياب الرقابة على أداء الحكومة، وذلك بعد حل مجالس المحافظات العراقية أواخر عام 2019 بقرار من البرلمان العراقي.
يقول حسن خرمش، "سأدلي بصوتي فهذا من حقي، سأصوت للعودة الى دياري".