يعتقد مراقبو الانتخابات والباحثون بأن اتفاق الأحزاب والقوميات هو الحل الوحيد لاختيار المحافظ القادم لكركوك، لأنهم يرون بأنه "لا يوجد حزب سياسي يضمن فوزاً في تلك المحافظة يمكّنه من تنصيب المحافظ"، ويرى البعض أن نفس الشيء ينطبق على محافظة نينوى.
كركوك ونينوى محافظتان متنازع عليهما بموجب الدستور العراقي ولم يحسم مصيرهما بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان، لذا يرى الباحثون وخبراء الانتخابات بأنه "لا يمكن تنصيب" المحافظ القادم لهاتين المحافظتين و "لن ينجح في مهامه" دون اتفاق سياسي بين القوى والتحالفات المختلفة.
هذه القضية نوقشت في الجلسة التي نظمت من قبل معهد الدراسات الاقليمية والدولية (IRIS) يوم الاثنين، 27 تشرين الثاني في الجامعة الأمريكية في العراق، السليمانية تحت عنوان "نحو انتخابات مجالس المحافظات العراقية".
"لا يوجد حزب سياسي يملك فرصة الفوز في كركوك بحيث تمكنّه من تنصيب المحافظ
سجاد جياد، باحث في معهد (IRIS) وصف انتخابات مجالس المحافظات المقبلة بـ"المهمة جداً" وشدد على أهمية مشاركة الناس فيها، "أهمية هذه الانتخابات تكمن في أن انتخابات مجالس المحافظات لم تجرَ منذ 10 سنوات، وبالنسبة لكركوك لم تشهد هذه الانتخابات منذ 18 سنة".
"نينوى وكركوك تكتسبان أهمية كبيرة للكورد، لكن يجب على الكورد وجميع القوميات والأحزاب السياسية الأخرى في المناطق المتنازع عليها أن يعرفوا أن عدم فوزهم في تلك الانتخابات لا يعني بأنهم انتهوا هناك".
ويعتقد سجاد بأن هناك حقيقة يجب أن يدركها الناس وهي أنه "لا يوجد حزب سياسي يملك فرصة الفوز في كركوك بحيث تمكنّه من تنصيب المحافظ، لذا فإن تنصيب المحافظ سيكون بالاتفاق والتنسيق، من الضروري أن تدرك الأحزاب والتحالفات والمواطنون هذه الحقيقة".
سربست مصطفى، الرئيس الأسبق للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات أعرب عن تأييده لوجهة نظر سجاد جياد وقال "بعد سقوط نظام البعث في 2003، فاز الكورد بأغلبية المقاعد في جميع الانتخابات التي أجريت، لكن الوضع في كركوك مختلف، حين تتحدث عن كركوك يجب أن تتحدث عن ثلاث مكونات رئيسية".
أول حكومة محلية في كركوك تشكلت عام 2005 باتفاق المكونات الرئيسية الثلاث في المحافظة (العرب، الكورد والتركمان)، وآل فيها منصب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة للكورد، نائب المحافظ للعرب ونائب رئيس مجلس المحافظة للتركمان.
من مجموع مقاعد مجلس المحافظة الـ41، حصدت قائمة التآخي التي شكلتها الأحزاب الكوردية 26 مقعداً.
في انتخابات برلمان العراق التي أقيمت في 2021، فاز الكورد بستة مقاعد من مجموع 12 مقعد في محافظة كركوك، في المقابل ضمن العرب أربعة مقاعد والتركمان مقعدين.
فيما يخص محافظة نينوى قال سربست مصطفى، "الكورد كانوا يفوزون باستمرار بـ35 بالمائة من أصوات ناخبي المحافظة، أي إذا كان الكورد موحَّدين يمكنهم أن يمنعوا تنصيب المحافظ وتشكيل الحكومة المحلية المقبلة في نينوى بدونهم".
أداء الأحزاب السياسية قبيل الانتخابات سيء جداً، فهي تنظر الى العملية كمعركة في حال خسارتهم فيها سيوجهون أصابع الاتهام لمفوضية الانتخابات والمواطنين
في الدورة السابقة لمجلس محافظة نينوى حصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على تسعة مقاعد فضلاً عن مقعدَي كوتا من مجموع مقاعد مجلس المحافظة الـ29، بذلك تمكنوا من الحصول على منصب رئيس مجلس محافظة نينوى ونائب المحافظ ويصبح مكوناً رئيسياً في الحكومة المحلية.
وقال سجاد جياد، "الحزب الديمقراطي الكوردستاني كحزب لن يستطيع هذه المرة الفوز بأغلبية أصوات ناخبي المحافظة، لكنه سيكون احد الأحزاب التي تحصد عدداً جيداً من الأصوات".
وقال، "حين نتحدث عن المناطق المتنازع عليها، يجب أن نتحدث عن الاتفاقات السياسية والتحالفات".
في انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في 18 كانون الأول المقبل ستدخل القوميات والديانات المختلفة سباق الفوز بأكبر عدد من المقاعد وسط حالة من التشتت.
وقال سربست مصطفى، "أداء الأحزاب السياسية قبيل الانتخابات سيء جداً، فهي تنظر الى العملية كمعركة في حال خسارتهم فيها سيوجهون أصابع الاتهام لمفوضية الانتخابات والمواطنين، هذه المنافسة ليست جيدة".