المئات من المحاضرين المتطوعين في مدارس قسم الدراسة العربية بقضاء سنجار يعتزمون مقاطعة الدوام ما لم يتم تحويلهم الى عقود، أو تثبيتهم على الملاك الدائم.
التحذير الذي أطلقه المحاضرون يتعلق بتنفيذ مطالبهم التي سلموها الشهر الماضي لمسؤولي التربية في حال لم يتم تثبيتهم أو على الأقل تحويلهم الى عقود لكي يستفيدوا من بعض الامتيازات التي يحظى بها أقرانهم.
منتصف شهر تشرين الثاني الماضي أضرب قرابة 800 محاضر متطوع عن الدوام لمدة عشرة أيام ونظموا تجمعات احتجاجية.
"سئمنا من الدوام كل يوم بدون مقابل، إذا تبين لنا بأنهم لن يحولونا الى عقود سنتخلى عن الدوام نهائياً، في الفترة الماضية استأنفنا الدوام شريطة أن تحل مشاكلنا، وإلا سنتخذ مواقف أشد"، حسبما قال خليل حجي، محاضر متطوع في سنجار لـ(كركوك ناو)، دون أن يحددوا سقفاً زمنياً لتنفيذ مطالبهم.
بحسب خليل الذي يدرّس مادة الرياضيات منذ ثلاثة أعوام، فإن المحاضرين لم يستلموا أية أجور من الحكومة باستثناء التبرعات المالية التي تجمع لهم من ذوي الطلبة.
محاضرو الدراسة العربية في سنجار لا يستلمون أجور، لكن في بعض الأحيان يتم جمع مبالغ مالية من ذوي الطلبة لسد بعض احتياجاتهم، بحيث لا يتجاوز الأجر الشهري لكل محاضر 100 ألف دينار.
ويأتي ذلك في حين يستلم التدريسي المثبت بعقد راتباً شهرياً قدره 250 ألف دينار ويتمتع بنفس امتيازات المثبتين على الملاك الدائم، من ضمنها التقاعد بعد إكمال 15 سنة من الخدمة، استلام السلف والقروض البنكية، إجازة الأمومة والإجازات الاعتيادية، التقدم بطلب الحصول على قطع أراض سكنية وفي حال قررت الحكومة إطلاق التعيينات ستكون لهم الأفضلية في التعيين.
زيدان خلف، المقيم في مخيم باجيد كندال بمحافظة دهوك، يخشى أن يصيب إضراب المحاضرين العملية التعليمية بالشلل، "شقيقتي طالبة في الصف الثاني عشر الاعدادي بقسم الدراسة العربية، وهي أهم مرحلة دراسية... بسبب مشكلة المحاضرين وإضرابهم عن الدوام توشك أن تترك الدراسة، المحاضرون يداومون يومين أو ثلاثة أيام في الاسبوع".
بعد التظاهرات التي نظموها في سنجار وفي مخيمات النازحين بإقليم كوردستان، نقل المحاضرون احتجاجاتهم الى الموصل حيث تجمعوا أمام مبنى مديرية التربية للمطالبة بتعيينهم بموجب عقود أو تثبيتهم على الملاك الدائم.
إذا ترك المحاضرون الدوام سيشل الدوام في نصف المدارس، هذه ليست مشكلة فقط بل ستؤدي الى توقف العملية التعليمية
سعد حسين، ممثل المحاضرين المتطوعين في مخيمات النازحين بدهوك، قال لـ(كركوك ناو)، "مطلبنا الرئيسي هو تحويلنا الى عقود أو تثبيتنا على الملاك الدائم، لأننا نداوم بصورة تطوعية منذ أكثر من ثلاث سنوات دون أن نستلم ديناراً واحداً من الحكومة"، وشدد على أنهم حصلوا على وعد بحل مشكلتهم، "ما لم نتلقى أخباراً مفرحة، سيكون لنا موقف آخر".
وفقاً لإحصائيتين رسميتين من قسم الدراسة العربية في تربية سنجار وممثلية وزارة التربية العراقية بدهوك، يوجد 80 ألف طالب وطالبة في قسم الدراسة العربية التابعة لتربية سنجار موزعين على أكثر من 240 مدرسة، حوالي 40 ألف منهم يداومون في أكثر من 100 مدرسة ضمن حدود قضاء سنجار والبقة نازحون في مخيمات اقليم كوردستان أو خارجها.
يتواجد أكثر من 600 ألف نازح في اقليم كوردستان، يقيم قسم منهم في 26 مخيماً أغلبهم من محافظة نينوى والمكون الايزيدي، حسب إحصائيات حكومة اقليم كوردستان.
حسن صالح، مدير قسم الدراسة العربية في تربية سنجار، قال لـ(كركوك ناو)، "إذا ترك المحاضرون الدوام سيشل الدوام في نصف المدارس، هذه ليست مشكلة فقط بل ستؤدي الى توقف العملية التعليمية لأن نصف معلمينا ومدرسينا من المحاضرين المتطوعين".
وأوضح بأنه قرار تعيين المحاضرين بصيغة عقود صدر منذ شهر حزيران من العام الماضي، لكن العملية تم تعليقها من قبل وزارة المالية دون أن تحدد موعداً لتنفيذه، بحجة أن تعيين المحاضرين بصيغة عقود أو تثبيتهم على الملاك الدائم ليس من صلاحيات الوزارة، لذا فإن المساعي المبذولة لم تثمر عن شيء حتى الآن، وقال صالح "نأمل أن يلتزم المحاضرون بالدوام لكي لا تتضرر العملية التعليمية".
تعرضت معظم المدارس في قضاء سنجار للدمار خلال فترة حرب داعش (2014-2015)، ونزح كافة التدريسيين والطلاب، لكن بعد استعادة المنطقة وعودة قسم من الأسر النازحة، استؤنفت العملية التعليمية في القضاء فيما لا يزال القسم الأكبر يكملون تعليمهم في المناطق التي نزحوا اليها.
قيران سعدو، المقيم في مخيم رشان بقضاء شيخان يأمل أن تحل مشكلة المحاضرين المتطوعين بأسرع وقت، لأن ابنه أحد هؤلاء المحاضرين ويداوم منذ سنوات دون مقابل، ويتساءل، "الى متى يداوم ابني بهذا الحال؟ وما ذنب الطلاب إذا قاطع المعلم الدوام؟"، وأضاف أن "الحل الأمثل هو حسم ملف المحاضرين المتطوعين بأسرع وقت".
في قضاء سنجار، توجد مديريتان للتربية (الكوردية والعربية)، محاضرو قسم الدراسة الكوردية، بخلاف قسم الدراسة العربية يستلمون أجور شهرية، لكنهم أيضاً يعانون منذ سنوات من تأخر صرف الأجور ويطالبون بالتعيين على الملاك الدائم.