يتنافس السنة للفوز بمقاعد مجلس محافظة نينوى بأكثر من 10 قوائم وتحالفات مختلفة، بعضها مؤلفة من قوى جديدة على الساحة، أما الشيعة فبالرغم من أنهم يشاركون بتحالف قوي هو (الحدباء) والذي يعد مكوناً رئيسياً للحكومة العراقية الحالية، يعتزمون تثبيت اقدامهم في الحكومة المحلية لمحافظة نينوى من خلال تحالف شيعي-سني.
هناك ترقب لمن سيكون الفائز في انتخابات مجلس المحافظة الذي سيتمكن من تشكيل حكومة محلية تدير شؤون المحافظة للسنوات الأربع المقبلة. وتعد هذه أول انتخابات من هذا النوع تقام في المحافظة منذ استعادتها من سيطرة تنظيم داعش.
وفقاً لإحصائيات مكتب نينوى للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، 12 حزب و10 تحالفات و15 مرشح فردي يخوضون غمار الانتخابات التي من المقرر أن تجري في 18 كانون الأول الحالي في العراق باستثناء اقليم كوردستان، للفوز بـ29 مقعداً في مجلس محافظة نينوى.
السنة: صراع بين قوى جديدة وقديمة
حسب إحصائيات المفوضية، يشارك العرب السنة، الذي من المنتظر أن يفوزوا بأغلبية مقاعد مجلس المحافظة بأكثر من 10 قوائم وتحالفات مختلفة وقرابة 450 مرشح، ويُنظر الى هذا التشتت كأحد نقاط ضعف المكون العربي السني.
قسم من القوى السنية تشارك للمرة الأولى في الانتخابات، وهو ما يثير خشية القوى الموجودة على الساحة منذ عقدين، لكن هناك الكثير ممن كانوا يتمتعون بنفوذ في الحكومة المحلية ويريدون استعادة نفس الدور والنفوذ.
الحسم الوطني، التقدم الوطني، عزم، قيم المدني والضمير من أبرز تحالفات العرب السنة في نينوى، أما ابرز المشاركين كأحزاب فهم، السيادة، نينوى لأهلها، الحزب الوطني للتجديد وتجمع العراق الجديد الى جانب عدد من الأحزاب والتحالفات الأخرى.
تحالف الحسم
حزب متحدون وحركة حسم للإصلاح مكونان رئيسيان لتحالف الحسم الوطني.
هذان الحزبان تمت تجربتهما من قبل وكان لهم دور ونفوذ في الحكومة العراقية ومؤسسات الحكومة المحلية في نينوى.
حزب متحدون يقوده الرئيس السابق للبرلمان العراقي، أسامة النجيفي، والمرشح الأول للتحالف من عائلة النجيفي (عبدالله أثيل النجيفي).
حتى ما قبل سقوط الموصل في حزيران 2014، كان منصب المحافظ وأغلبية مجلس المحافظة من نصيب حزب متحدون، أثيل النجيفي، شقيق اسامة النجيفي كان محافظ نينوى، لكن بسبب سقوط الوصل وعدد من الملفات الأخرى تم استبعاده من المنصب.
أما حركة حسم للإصلاح فيترأسها وزير الدفاع العراقي، ثابت محمد عباس. الحركة حصدت ثلاثة مقاعد في الانتخابات البرلمانية السابقة.
التحالف بتجاربه السابقة يسعى لاستعادة دوره وموقعه، لكن ربما يكون سقوط الموصل إبان حرب داعش إحدى نقاط ضعف التحالف، فضلاً عن بعض الملفات التي أثيرت حول قادته بالأخص عائلة النجيفي.
الحلبوسي والبقاء في ساحة الانتخابات
تحالف تقدم يقوده محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان العراقي السابق، ويتألف من حزب تقدم ويضم عدداً من شخصيات ووجهاء المنطقة.
نقطة قوة التحالف تتمثل بشخص الحلبوسي الذي ظهر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بصفة الممثل الأول للسنة في العراق والذي فاز بثاني أكبر عدد من المقاعد البرلمانية بعد مقتدى الصدر، تساعده ايضاً الإمكانيات المالية التي يحظى بها.
إلا أن نقطة الضعف التي يستغلها معادوه ضده كانت نجاحهم في استبعاده من منصب رئيس البرلمان بقرار المحكمة الاتحادية.
تحالف عزم
تحالف عزم تشكل بصورة رئيسية من قبل حزب الحزم المدني وحزب الجماهير الوطنية اللذَين يترأسهما نائبان عراقيان هما محمد نوري عبد وأحمد الجبوري (أبو مازن).
يعد هذا التحالف أحد التحالفات القوية في نينوى وينافس القوى السنية لحصد أصوات العرب السنة في المحافظة.
أبرز الأحزاب التي تشارك في الانتخابات خارج إطار التحالفات تتمثل بكل من حزب السيادة، حزب نينوى لأهلها، الحزب الوطني للتجديد وتجمع العراق الجديد.
السيادة
تحالف السيادة يترأسه خميس الخنجر. حظوظ الخنجر ترتفع مع ضعف حظوظ الحلبوسي، فضلاً عن كونه قادراً على حشد قسم من أصوات السنة في عدة محافظات عراقية، فهو في الوقت الحالي يحظى بإمكانيات مالية كبيرة.
ظهور الجبوري كقوة جديدة
يعتبر نجم الجبوري شخصية جديدة تدخل سباق انتخابات مجلس نينوى. الجبوري قال عقب تقديمه استقالته من منصب محافظ نينوى قبل اسبوع، "نحن تربينا على احترام وإطاعة النظام والقانون ونظراً لعدم استكمال اجراءات رفع الاجتثاث عني وذلك بعدم التصويت في البرلمان على ذلك، فإني ألتمس من سيادتكم قبول استقالتي".
الجبوري مطلوب بموجب قانون المساءلة والعدالة الخاص باجتثاث عناصر حزب البعث المنحل من المؤسسات الأمنية والإدارية للحكومة العراقية ويتم التحقيق معه بتهمة "الانتماء لحزب البعث"، لكن رئاسة الوزراء أرسلت منتصف شهر تشرين الأول الماضي توصية الى البرلمان للموافقة على طلب نجم الجبوري لاستثنائه من اجراءات المساءلة والعدالة.
البرلمان العراقي لم يبد حتى الآن موافقته على الطلب، نتيجة لذلك قدم الجبوري استقالته الى رئيس الوزراء.
قبل أربعة أعوام، تحديداً في 24 تشرين الثاني 2019، حين كان الجبوري قائد قيادة العمليات المشتركة في نينوى، تم انتخابه محافظاً لنينوى، وفي هذه الانتخابات يدخل المنافسة بقائمة نينوى لأهلها التي تضم 52 مرشحاً.
توجد فرصتان أمام الجبوري للفوز بمقاعد في مجلس المحافظة، الأولى هي للدور الذي لعبه في استعادة نينوى من قبضة داعش وإعادة إعمار الموصل ونينوى بصورة عامة بعد الدمار الذي حل بها، فرصته الثانية تتعلق بقيادته لقوة جديدة على الساحة، لكن نقطة ضعفه متمثلة بحقيقة أن الكثيرين لا زالوا غير راضين عن مستوى الخدمات، إضافة الى تهمة "انتمائه لحزب البعث" والذي لم يتضح بعد كيف سيكون تأثيره على فرصه.
الحزب الوطني للتجديد من القوى الأخرى في ساحة الانتخابات. الحزب يترأسه النائب فلاح زيدان وفرصه في الفوز بمقاعد غير واضحة.
تحالف الحدباء الوطني
تحالف قوي في انتخابات مجلس محافظة نينوى يضم عدداً من الأطراف الشيعية التي تتطلع للمرة الأولى بعد حرب داعش للعب دور في الحكومة المحلية لنينوى.
يضم التحالف قوى شيعية تعد الأقوى حالياً في العراق، ابرزها دولة القانون برئاسة نوري المالكي ومنظمة بدر برئاسة هادي العامري.
ويشكل تحالف الصفوة جزءاً آخر من تحالف الحدباء ويشارك في تحالف الصفوة الوطني كل من صادقون برئاسة خضر علي، إرادة برئاسة النائبة السابقة حنان الفتلاوي.
وتشارك حركات وقوى أخرى تابعة للفصائل الشيعية المسلحة في إطار تحالف الحدباء الوطني.
نقطة ضعف الحدباء هي أن الأغلبية العظمى في محافظة نينوى من السنة ومن الصعب أن يكسب أصوات السنة، لكن نقطة قوتهم تتمثل بتواجد القوات التابعة للحشد الشعبي خارج مركز المحافظة، الى جانب الأقليات الدينية والقومية التي شكلت لهم قوى مسلحة في إطار الحشد ممن تربطهم مصالح مع القوى الشيعية.
تحالف شيعي- سني
ربما يكون تحالف العقد الوطني أغرب تحالف في المحافظة كونه تشكل باتحاد عدة قوى شيعية وسنية.
يتألف العقد الوطني من ثلاثة أحزاب رئيسية هي حركة عطاء، حزب الثبات العراقي والحزب الاسلامي العراقي.
حركة عطاء تأسست في عام 2017 برئاسة فالح الفياض، رئيس الهيئة العامة للحشد الشعبي، لكن الفياض علق مهامه كرئيس للحركة عام 2022 وعُيّن في محله خالد كيبان وهو من المقربين من الفياض.
يرى البعض بأن الفياض يدير ويوجه الحركة بشكل غير مباشر.
تعقد الحركة آمالها على أصوات الناخبين الشيعة والقوى المسلحة المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي وهي من نقاط قوة التحالف في نينوى، لكن قلة أعداد الناخبين الشيعة تمثل نقطة ضعف في الوقت ذاته.
للتعامل مع نقطة ضعفها، اختارت حركة عطاء قوتين سنيتين كمكونين رئيسيين لتحالف العقد الوطني، أحدهما حزب الثبات العراقي برئاسة النائب عبدالرحيم الشمري ويشارك بتسعة مرشحين في التحالف.
الشمري نائب في البرلمان العراقي لدورتين متتاليتين وكان عضواً في مجلس محافظة نينوى لدورتين، قبلها كان قائممقاماً لقضاء البعاج في الفترة من 2005 الى 2009.
الحزب الاسلامي العراقي، هو الحزب الثالث في تحالف العقد الوطني، وهو من الأحزاب السنية التي تفقد قاعدتها الجماهيرية عاماً بعد عام ويشارك في التحالف بمرشح واحد.
انقسام داخل القوائم والتحالفات الأخرى
معظم المرشحين العرب يشاركون في إطار أحزاب وتحالفات قومية ودينية أخرى، منها تحالف اتحاد أهل نينوى، حزب الهوية الوطنية والحزب الديمقراطي الكوردستاني.
تحالف اتحاد أهل نينوى تشكل بصورة رئيسية من الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة بافل طالباني، اضافة الى حزب الرفعة الوطني برئاسة دلدار زيباري، المرشح الأول في القائمة.
ترشح عن التحالف عدد من المرشحين العرب، لكن يبدو أن فرصهم في الفوز ضعيفة، ومن أبرز الأسباب أن أغلبية مرشحي التحالف من الكورد ولم يحظوا في الانتخابات السابقة بعدد كاف من الأصوات.
قائمة الهوية الوطنية يترأسها الأمين العام لحركة بابليون، ريان الكلداني. أغلبية مرشحي القائمة من العرب المنتمين لعشائر وقبائل محافظة نينوى.
حركة بابليون تنافس ايضاً بمرشح وحيد للظفر بمقعد كوتا المسيحيين.
الحزب الديمقراطي الكوردستاني من القوى الأخرى التي دفعت بعدد من المرشحين العرب وليس من الواضح فيما إن كان سيفوزون بمقاعد أم أن اصوات الناخبين ستذهب للمرشحين الكورد.