اعتقلت هيئة النزاهة العراقية مدير عام في وزارة الصناعة والمعادن العراقية أثناء استلامه "رشوة قدرها 500 ألف دولار"، نظير تسليمه كتاب من الوزارة يخص معمل سمنت بادوش الجديد في نينوى لأحد المستثمرين.
الهيئة اعتقلت المدير العام ليلة أمس، 16 كانون الثاني، في بغداد أثناء استلامه المبلغ حسبما افاد مصدر مطلع على القضية لـ(كركوك ناو).
الكتاب، بحسب مصادر (كركوك ناو) يتعلق بإعادة الحقوق الخاصة بتعمير معمل سمنت بادوش الجديد لمستثمر عراقي، استناداً الى قرار مجلس إدارة السمنت في وزارة الصناعة العراقية.
المستثمر، وهو صاحب شركة جبل الحديد، وقع عقداً مع وزارة الصناعة منذ سنوات لإعادة تأهيل المعمل وبحسب الصفحة الرسمية للشركة، تم العمل في المشروع حتى نيسان 2023، لكن في تشرين الثاني من نفس العام باشرت شركة اخرى تدعى أوكان كروب العمل في المشروع.
وفقاً للمعلومات التي حصل عليها موقع (كركوك ناو)، توقفت شركة جبل الحديد عن العمل في المشروع "تحت ضغوط" مجموعة مسلحة ومن ثم باشرت شركة أوكان كروب العمل فيه، لكن لم يتضح كيف سمحت وزارة الصناعة بذلك.
على إثر ذلك، تقدم صاحب شركة جبل الحديد بشكوى لوزارة الصناعة العراقية وقد حسم مجلس إدارة السمنت في الوزارة القضية لصالحه.
وبحسب مصدر لـ(كركوك ناو)، "بعد أن راجع صاحب شركة جبل الحديد الوزارة لتسلم قرار مجلس إدارة السمنت بوزارة الصناعة، أخبره أحد المدراء العامين في الوزارة بأنه مستعد لتسليمه القرار نظير مبلغ قدره 500 ألف دولار".
معمل سمنت بادوش تابع لوزارة الصناعة وفي عام 2021 تم عرضه على المستثمرين لإعادة تأهيله ورفع طاقته الانتاجية، فتعاقدت شركة جبل الحديد مع وزارة الصناعة لهذا الغرض.
ليلة أمس، 16 كانون الثاني، كان لدى قوة تابعة لهيئة النزاهة معلومات عن الموضوع واعتقلت مدير عام الوزارة أثناء استلامه المبلغ"، المصدر أرسل صورة لـ(كركوك ناو) تظهر لحظة اعتقال المدير العام.
فريق (كركوك ناو) حاول التواصل مع هيئة نزاهة نينوى وكذلك هيئة نزاهة بغداد للحصول على معلومات أكثر حول القضية لكن تعذر ذلك، في حين لم تنشر هيئة النزاهة العراقية أي معلومات على موقعها الرسمي ومنصاتها الأخرى، لذا ارتأى موقع (كركوك ناو) عدم الكشف عن اسم المدير العام حفاظاً على مسار الاجراءات القانونية للقضية.
يقع معمل سمنت بادوش بناحية الحميدات على بعد 25 كم غربي الموصل. الطاقة الانتاجية للمعمل كانت حوالي أربعة آلاف طن يومياً في عام 2021.
المعمل تأسس عام 1977 ويملك خطين انتاجيين وهو من المعامل التي تعرضت لأضرار خلال حرب داعش.