قررت وزارة الزراعة العراقية وضع الأبقار البرازيلية المستوردة وعددها 19 ألف رأس في الحجر الصحي لغرض التأكد من سلامتها، فيما خفضت الرسوم الجمركية على الحيوانات الحية المستوردة لأغراض الذبح والتربية بنسبة 50 بالمائة.
الاجراءات التي اتخذتها الوزارة جاءت بعد ارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم الأحمر الى 25 ألف دينار، وهو الأعلى خلال الـ 20 سنة الماضية.
سامان محمد، بائع لحوم في حي تيراوا بمدينة أربيل قال لـ(كركوك ناو)، "مقارنة بما قبل سنتين، زاد سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم 12 الف دينار، وازداد ثمانية آلاف مقارنة بالعام الماضي".
هذا الارتفاع في أسعار اللحوم أجبر وزارة الزراعة العراقية على عقد اجتماع عاجل خلال الأسابيع القليلة الماضية من أجل إيجاد حلول وقررت خفض الرسوم الجمركية على استيراد الحيوانات الى النصف.
القرار تزامن مع انتشار تقرير صحفي على موقع dailymaverick والذي تحدث عن سفينة متجهة من البرازيل الى العراق منذ 12 شباط الفائت محملة بـ19 ألف بقرة، ونوه التقرير الى انبعاث رائحة مقززة من السفينة أثناء رسوها في شواطئ مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية للتزود بالوقود وتوفير العلف للأبقار، وأثار التقرير الشكوك حول سلامة الحيوانات وصلاحيتها للاستهلاك البشري.
الرحلة من جنوب أفريقيا الى ميناء البصرة العراقي تستغرق 24 يوماً.
برايس ماروك، طبيب استشاري في المجلس القومي للمجتمعات للحد من القسوة ضد الحيوانات (NSPCA) صرح للموقع حول الظروف التي وجد فيها الأبقار، "تراكم روث الأبقار ينتج نسبة عالية من غاز الأمونيا، وهذا يؤثر على النظام التنفسي للأبقار ويعرضها لمشاكل صحية".
غرَيس دي لانغ التي تعمل أيضاً لصالح (NSPCA) وأجرت فحوص للأبقار قالت "قمنا بإنزال بعض الأبقار من السفينة بتوصية من الطبيب البيطري لغرض معالجتها، كما رأينا بعض الأبقار النافقة".
دائرة البيطرة التابعة لوزارة الزراعة العراقية نفت تسجيل حالات نفوق بين الأبقار. سامر حبيب، مدير عام قسم البيطرة قال في بيان إن " هذه الأبقار التي تُنقل من البرازيل منحت شهادات صحية لدخول العراق، فضلاً عن شهادة الترخيص في البرازيل"، وشدد قائلاً، "تواصلنا مع المستثمر وأكد لنا عدم وجود أي حالة نفوق على متن السفينة".
وأضاف، "بعد وصول الشحنة الى العراق سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وستوضع الأبقار في الحجر لحين التأكد من سلامتها قبل السماح لها بدخول الأسواق".
الدكتور حميد النايف، خبير الزراعة والثروة الحيوانية في العراق قال، إن "الجفاف الذي شهده العراق خلال الأعوام الماضية أدى الى نقص في المياه ما اضطر العديد من مربي المواشي لبيع مواشيهم. الأزمة نشأت من هنا، لأن وزارة الزراعة لم تدعم المزارعين ومربي المواشي، ما أدى الى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء".
وأوضح أن من الأسباب الأخرى عدم تزويد وزارة الزراعة مربي المواشي بالعلف وغياب الدعم، "هذه مشكلة كبيرة حقاً، لا يمكن لوزارة الزراعة أن تفكر فقط في زراعة الحنطة والشعير وإهمال حقول الدواجن ومنتجاتها ومصادر اللحوم الحمراء".
وأشار الخبير الى أن العراق، لكي يتجنب استيراد الحيوانات وارتفاع أسعار اللحوم، "بإمكانه زيادة الثروة الحيوانية خلال ستة أشهر، بتزويد الحنطة والعلف وتوفير المياه لمربي المواشي، بخلاف ذلك سيتجاوز سعر كيلوغرام اللحم الأحمر 24 ألف دينار".
زوزان علي هاجاني، نائب رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمان العراقي قال لـ(كركوك ناو)، "سنستضيف وزير الزراعة والموارد المائية حول قضية الأبقار في جنوب أفريقيا ونريد أن نتأكد هل أن الأبقار المستوردة لديها شهادات صحية أم لا ، وكذلك التحقق من سلامتها".
"أسعار اللحوم ارتفعت بشكل يتطلب تقديم تسهيلات كاملة لعملية استيراد الثروة الحيوانية، بالأخص استيراد الحيوانات الحية لأغراض الذبح والتربية"، بحسب زوزان.