قررت وزارة التربية العراقية إغلاق كافة ممثلياتها في اقليم كوردستان، نتيجة لذلك سيحرم 155 ألف طالب وطالبة من الدراسة.
قررت الحكومة الاتحادية إغلاق كافة ممثلياتها في اقليم كوردستان، من ضمنها ممثليات وزارة التربية العراقية التي تشرف على المدارس التي افتتحت منذ 10 سنوات للنازحين والتي تضم حالياً 155 ألف طالب.
القرار سينفذ في الأول من آب القادم ويندرج ضمن مساعي الحكومة لإرغام النازحين على العودة الى مناطقهم الأصلية، لكن القرار أثار حفيظة الطلاب وذويهم، حيث نظم قسم منهم تجمعاً احتجاجياً أمام ممثلية تربية الموصل بمحافظة دهوك.
أسعد سليمان، أحد ممثلي المتظاهرين قال لـ(كركوك ناو) ان "القرار ظلم كبير بحق النازحين، لأن قسماً كبيراً منهم غير قادرين على العودة، لذا نطالب الحكومة بإعادة النظر بقرارها، إذا تم تنفيذ القرار حينها سنكون أمام خيارين، إما ترك الدراسة أو العودة مجبرين الى ديارنا".
واضاف أسعد وهو من أهالي سنجار غربي نينوى، "لم يعد تأهيل منطقتنا حتى الآن، نعاني من عشرات المشاكل الخدمية، كالكهرباء والماء، لذا لا نستطيع العودة، إرغامنا على العودة يناقض معايير حقوق الانسان".
وزارة الهجرة والمهجرين العراقي قررت إنهاء مهامها بمخيمات النازحين نهاية شهر تموز 2024، استناداً الى قرار مجلس الوزراء الخاص بإعادة النازحين والذي يضم سليلة إجراءات أخرى، من بينها زيادة المنحة المالية المخصصة لكل عائلة من مليون و500 ألف دينار الى أربعة ملايين دينار.
لتنفيذ القرار، ستغلق الحكومة العراقية كافة ممثليات الصحة والتربية والمممثليات الأخرى في محافظات أربيل، السليمانية ودهوك.
الدراسة في المدارس التابعة لممثليات التربية باللغة العربية، ويوجد في محافظة أربيل 69 ألف طال، في السليمانية 33 ألف طالب ومحافظة دهوك 53 ألف طالب من الأول الابتدائي حتى السادس الاعدادي.
بير ديان جعفر، مدير دائرة الهجرة والمهجرين والاستجابة للأزمات التابعة لحكومة الاقليم قال لـ(كركوك ناو) ان "القرار بالتأكيد سيضر بالنازحين، من بينهم الطلاب، في الحقيقة هناك عدة أسباب تعيق عودة النازحين الى ديارهم".
لكن النائب عن محافظة نينوى في البرلمان العراقي، نايف سيدو، أعرب عن دعمه للقرار وقال "القرار يشمل جميع الممثليات... نحن ندين تلك الجهات والأطراف التي تعرقل تنفيذ القرار، لا نقبل من أي شخص بأن يتدخل أو يعيق عودة النازحين".
الحكومة الاتحادية أغلقت كافة المخيمات الواقعة في المناطق الخاضعة لسلطتها وعددها 55 مخيماً، وتبادلت التهم في أكثر من مناسبة مع مسؤولي حكومة الاقليم فيما يخص قضية عودة النازحين وإغلاق المخيمات في الاقليم.
يتواجد في اقليم كوردستان أكثر من 600 ألف نازح، يتوزع قسم منهم على 26 مخيماً، 16 منها في دهوك تأوي 26 ألف عائلة، معظمهم من أهالي نينوى.
إيفان فائق، وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية شددت في وقت سابق على أن عودة النازحين طوعية، لكن مهامهم في المخيمات ستنتهي بنهاية شهر تموز المقبل، وأن بإمكانهم إنهاء الملف قبل ذلك الموعد لأن سكان المخيمات يعيشون في ظروف صعبة وغير صحية، بحسب بيان الوزارة.
محمد جاسم، رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس محافظة نينوى قال لـ(كركوك ناو)، "نحن على اطلاع بقرار الحكومة، رغم أننا مع عودة النازحين الى ديارهم، لكننا نرى بأنه لا يجب التعجل بإعادتهم، يجب أن توفر لهم الخدمات قبل ذلك الموعد".
"بدلاً من أن نقول سنغلق كافة المدارس، من الأفضل أن نقول سنقلص عدد المدارس، بحسب أعداد النازحين، ومن ثم تغلق جميعها تدريجياً وفق خطة مدروسة"، واضاف محمد جاسم قائلاً "لا يمكن إغلاق الممثليات في الوقت الذي لا يزال قسم كبير من النازحين متواجدين في اقليم كوردستان".