مئات العوائل النازحة بجبل سنجار لا تشملها المنحة المالية التي تعطيها الحكومة العراقية للراغبين بالعودة وقدرها أربعة ملايين دينار، وفي نفس الوقت ترفض أي جهة تقديم المساعدات لها في حال اختاروا البقاء في مخيمات النازحين.
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، تعيش قرابة 900 عائلة نازحة في مخيم سردشت بجبل سنجار، رغم أن الحكومة العراقية أصدرت أواخر عام 2020 قراراً بإغلاق المخيم وأوقفت كافة المساعدات لسكانه.
"للأسف الشديد، نحن أيضاً نازحون ولم نستطع العودة الى مناطقنا بسبب الدمار الذي تعرضت له منازلنا، لكن الحكومة تتجاهل مسألة تعويضنا"، بحسب زياد مراد الذي يعيش منذ 10 سنوات في المخيم وقد قدم طلب الحصول على المنحة المالية لكنه لم يستلمها حتى الآن.
وزارة الهجرة والمهجرين العراقية رفعت مبلغ المنحة المالية المقدمة للعوائل العائدة من مليون وخمسمائة ألف دينار الى أربعة ملايين دينار، فضلاً عن توزيع بعض الأجهزة والمستلزمات المنزلية وامتيازات أخرى كالتعيينات ورواتب الرعاية الاجتماعية، لكنها تشمل فقط سكان المخيمات الموجودة في اقليم كوردستان ولا تشمل مخيم جبل سنجار.
وقال زياد لـ(كركوك ناو)، "نحن لم نأت الى جبل سنجار برغبتنا لنعيش في مخيم، كان من المفترض أن تشملنا منحة الأربعة ملايين دينار ونتخلص من هذه الحياة الصعبة".
آلاف الايزيديين توجهوا الى جبل سنجار (120 كم غرب الموصل) عقب هجمات مسلحي "تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش" في 2014، واستقر قسم منهم في مخيم سردشت الذي كان يضم في البداية أكثر من ألفي عائلة.
"لا تصلنا أي مساعدات، توقف كذلك توزيع المستلزمات المنزلية والصحية والمواد الغذائية، حتى الخيم أصبحت مهترئة لأنها لم تستبدل منذ أربع سنوات، كل هذا تحت ذريعة إغلاق المخيمات"، حسبما قالت فادية خالد، المقيمة في مخيم سردشت لـ(كركوك ناو).
الحكومة العراقية أغلقت كافة المخيمات في المناطق التابعة لسلطتها ومن المقرر أن تنهي مهامها في مخيمات النازحين بإقليم كوردستان نهاية شهر تموز 2024، استناداً الى قرار مجلس الوزراء العراقي.
المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، علي عباس، قال لـ(كركوك ناو)، "في الوقت الحاضر لم يتبق أي مخيم ضمن حدود محافظة نينوى، لا يوجد مخيم باسم سردشت، منحة الأربعة ملايين دينار تقدم فقط للعوائل العائدة من مخيمات اقليم كوردستان".
كان من المفترض على الحكومة أن تعد خطة أفضل لإغلاق المخيمات، لا أن يغلقوها متى ما وكيفما ارادو
يتواجد في اقليم كوردستان أكثر من 600 ألف نازح، يتوزع قسم منهم على 26 مخيماً، معظمهم من أهالي نينوى بالأخص من المكون الايزيدي لقضاء سنجار، وفقاً لإحصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لحكومة اقليم كوردستان.
وأوضح المسؤول في وزارة الهجرة بأن الوزارة تسعى وفقاً للميزانية المخصصة، لأن تشمل المنحة قريباً كافة العوائل العائدة، "أي عائلة تنهي ملف نزوحها في أي مكان بالعراق بشرط أن تكون مسجلة رسمياً، يمكنها الحصول على المنحة المالية البالغة مليون وخمسمائة ألف دينار".
حسب متابعات سابقة لـ(كركوك ناو)، يعزف الكثير من النازحين، بالأخص نازحي سنجار التي تعرضت لدمار كبير إبان حرب داعش، عن العودة بحجة عدم استتباب الأمن، قلة الخدمات وعدم توفر فرص العمل.
"كان من المفترض على الحكومة أن تعد خطة أفضل لإغلاق المخيمات، لا أن يغلقوها متى ما وكيفما ارادوا ويوقفوا المساعدات، لو أن المساعدات والتعويضات شملتنا كنا ايضاً سنعود الى ديارنا"، بحسب فادية مراد.
ستة ملايين مواطن عراقي نزحوا من مناطقهم بسبب حرب داعش والعمليات العسكرية للقوات العراقية في الفترة من 2014 الى 2017، وحسب إحصائيات المنظمة العالمية للهجرة لا يزال أكثر من مليون مواطن يعيشون في النزوح، بضمنهم النازحين المقيمين داخل مخيمات اقليم كوردستان.