لانريد المستورد والخسائر بالملايين.. فلاح البطاطا يتحدث عن زراعتها في بعشيقة

نينوى/ 2023/ جني محصول البطاطا في أرض زراعية بناحية بعشيقة   تصوير: إعلام مديرية زراعة نينوى

عمار عزيز – نينوى

على أمل الحصول على ايرادات جيدة، خصص علي أحمد قطعة أرض لزراعة البطاطا، لكن محصوله لم يدر عليه بالربح بل كبّده خسائر.

تبلغ مساحة الأرض التي خصصها علي لزراعة البطاطا حوالي 80 دونماً وتقع في قرية جنجي بناحية بعشيقة شرقي الموصل وهي من المناطق الخصبة والملائمة لإنتاج هذا المحصول الزراعي.

"خلال سنة واحدة فقط خسرت 30 مليون دينار لأن محصول البطاطا لم يُسوّق بسعر مناسب، ولم أحصل على أي تعويض"، حسبما قال علي أحمد، مزارع ومختار القرية لـ(كركوك ناو).

سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا في العلوة يتراوح بين 100 و 150 دينار وتباع في الأسواق بسعر يتراوح بين 750 و 1000 دينار.

يقول علي "إذا بعنا الكيلوغرام الواحد بـ250 الى 300 دينار، حينها سيمكننا الربح، بخلاف ذلك سيتضرر المزارعون ويضطرون لبيعها بأثمان زهيدة"، لأن البطاطا من المحاصيل التي يجب جنيها وإخراجها بسرعة من الأرض بعد نضوجها ومن ثم تسويقها.

وتابع علي "لا نعرف ممن نطلب العون، لا نستطيع التخلي عن الزراعة لأنها مصدر عيشنا الوحيد... لا نطلب منهم تعويضنا، فقط نطالب بعدم السماح بدخول المحصول من ايران وسوريا الى العراق".

البطاطا لا تساوي شيئاً الآن في الأسواق، سعرها يتراوح بين 100 و 150 دينار، كل عام أزرع البطاطا في موسمين

العراق حقق الاكتفاء الذاتي من محصول البطاطا، وأحياناً يتم تصديره لدول الخليج، وفقاً لوزارة الزراعة خصص حوالي ألف دونم من الأراضي الزراعية في بعشيقة لزراعة البطاطا، حيث يبلغ انتاج كل دونم 7 الى 9 أطنان.

شاكر يحيى، مدير زراعة بعشيقة قال لـ(كركوك ناو)، إن "المشكلة الرئيسية لمحصول البطاطا تتمثل بعدم تسويقها بأسعار تناسب المزارعين، سعر الكيلوغرام الواحد يراوح بين 100 و 175 دينار، لذا فإن المزارعين بدل أن يربحوا، يتكبدون خسائر".

توجد كميات كبيرة من البطاطا في الأسواق، يتم انتاج المحصول في أغلب المحافظات، والأمطار الغزيرة خلال هذا العام، بحسب يحيى، كان لها تأثير وألحقت الضرر ببعض المزارعين، "فضلاً عن ذلك، الحكومة لا تدعم المزارعين"، ويرى مدير زراعة بعشيقة أن الحل هو أن تشتري الحكومة بنفسها محاصيل المزارعين وتصدرها للخارج.

تعتبر محافظة نينوى الأولى في انتاج البطاطا، حيث بلغت مساحة الأراضي المزروعة بهذا المحصول 29 ألف دونم ووصل انتاجها الى حوالي 124 ألف طن، وفي نفس العام كانت مساحة الأراضي المخصصة لزراعة البطاطا في عموم العراق أكثر من 50 ألف دونم، بإنتاج تجاوز 270 ألف طن، وفقاً لإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2022.

"البطاطا لا تساوي شيئاً الآن في الأسواق، سعرها يتراوح بين 100 و 150 دينار، كل عام أزرع البطاطا في موسمين، الربيع والخريف، أزرع 200 الى 300 دونم بالمحصول رغم ذلك لا نربح منها، العام الماذي تعرضت لخسائر وصلت الى 15 مليون دينار"، بحسب أحمد محمد، موارع في بعشيقة.

PATATA BASHIK (2)

نينوى/ 2024/ أحد أصناف البطاطا التي يتم انتاجها في بعشيقة    تصوير: كركوك ناو 

ويقول أحمد أن الحكومة لم تتخذ أي خطوات ولم تجد حلولاً لتفادي تعرض المزارعين للخسائر، "لا يبق للمزارعين من البطاطا غير التعب والتكاليف".

في عام 2022، صدرت وزارة الزراعة أكثر من 30 ألف طن من محصول البطاطا الى دول الخليج، وفي الوقت نفسه لم توقف استيراد المحصول من بعض الدول.

غزوان الداودي، مدير ناحية بعشيقة قال لـ(كركوك ناو)، "ندعم مزارعينا ونوفر لهم التسهيلات بكل ما أمكن"، لكنه أشار الى أنه يجهل فيما إن كانت الحكومة تخطط لتعويض المزارعين أم لا.

تعتبر البطاطا الغذاء الرئيسي لثلثي سكان العالم وأحد المحاصيل التي بإمكانها التكيف مع الجفاف والبرد وعدم خصوبة الأرض، بحسب منظمة الأمم المتحدة التي تتوقع أن يزداد انتاج محصول البطاطا في العالم بنسبة 112 بالمائة ويصل حجم الانتاج الى 750 مليون طن بحلول عام 2030. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT