هبّ محمود لإنقاذ عمر الذي كان عالقاً وسط السيول، لكن موجة السيول القوية جرفتهما معاً خلال ثوان وفُقِد أثرهما.
صبيحة يوم 19 آذار 2024، اجتاحت الفيضانات وسط مدينة دهوك، تحديداً قرب حي الصناعة (بيشسازي)، وأغرقت معظم شوارعها.
"حسبما أظهر مقطع الفيديو، السيول جرفت محمود وعمر معاً، محاولات الشرطة لإنقاذهما لم تنجح وغرق الاثنان"، بحسب معن غانم، والد زوجة محمود.
مقطع الفيديو الذي انتشر سريعاً عل مواقع التواصل الاجتماعي يظهر افراداً من الشرطة أثناء محاولتهم انتشالهما عن طريق حبل لكن الحبل انفلت واختفى أثرهما.
محمود مهند (22 سنة)، تزوج قبل سبعة أشهر وهو ابن شقيق عمر محمود (47 سنة) لذي لم تمض تسعة أشهر على زواجه الثاني.
الاثنان من نازحي نينوى، وكانا يقيمان في منازل مستأجرة بدهوك، ويعملان معاً في مجال نصب وتركيب مجاري هواء (دكتات) المبردات.
وقال معن غانم لـ(كركوك ناو) أن عمر وأحد العاملين معه توجها ذلك اليوم للعمل، لكن السيول حاصرتهما على جسر قرب حي بيشسازي، "في تلك الأثناء اتصل بزوج ابنتي (محمود) لكي ينقذه فوصل الى المكان بسيارة على وجه السرعة، حاول كثيراً مع رجال الشرطة إنقاذه، لكنه سقط أيضاً في مياه الفيضان".
فيديو يوثق اللحظات التي جرفت فيها السيول كلاً من محمود وعمر
الفيضانات أودت بحياة ثلاثة أشخاص في دهوك، بينهم عمر ومحمود، وتم انتشال جثث اثنين منهم، كما ألحقت اضراراً بألف وخمسمائة منزل و213 مركبة، وفقاً لحصيلة أعلنت عنها مديرية الدفاع المدني في دهوك.
عثر على جثة أحد الغرقى يوم 28 آذار، لكن تعذر التعرف على هويتها، فيما ينتظر ذوو محمود وعمر نتائج الفحوصات ليعرفوا لأي منهما تعود الجثة.
بيوار عبدالعزيز، مسؤول إعلام مديرية الدفاع المدني في دهوك قال لـ(كركوك ناو)ن "تم العثور على الجثة على بعد كيلومترين من المكان الذي جرفتهما فيه السيول ويقع مقابل حي شندوخا في محيط نهر هشكرو"، وأشار الى أن الجثة نقلت الى دائرة الطب العدلي للتعرف على هويتها بانتظار معرفة ما إن كانت الجثة تعود لعمر أم محمود، "لم يعثر على أي هوية مع الجثث ويتعذر التعرف عل أصحابها كونها انتفخت بسبب بقائها في الماء لمدة طويلة".
فرق الدفاع المدني تواصل بحثها عن جثث المفقودين في مناطق مختلفة من دهوك، بالأخص في نهر هشكرو وسط دهوك.
"نهر هشكرو يمتد لمسافة طويلة، يبدأ من من مدينة دهوك ويصل الى ناحية خانكي ويصب من هناك في سد الموصل، تخرج يومياً خمسة فرق للبحث عن المفقودين"، بحسب بيوار عبدالعزيز، الذي أكد استمرار عمليات البحث لحين العثور على الجثة الأخرى.
محمود وعمر، اسوةً بأكثر من 600 ألف نازح في اقليم كوردستان كانا يعيشان في ظروف صعبة، لذا فإن المطلب الرئيسي لذويهما تعويض عائلتهما بمنزل أو شقة على الأقل.
يقول معن غانم، "كلاهما كانا عمالاً وظروفهما المعيشية لم تكن جيدة، نطلب تعويض عائلتيهما لكي تتخلصا من الحياة في منازل بالإيجار"، وطالب بالإسراع في العثور على الجثة الأخرى.
البرلمان العراقي شكّل لجنة للتحقيق وتخمين الأضرار التي خلفتها الفيضانات في دهوك، لكن لم يقرر حتى الآن تخصيص أي مبالغ لتعيض المتضررين.
بعد يوم من الفيضانات، فقد أثر شاب ايزيدي بعمر الـ16 يدعى (روزفان ادريس شمو)، يشتبه ذووه في أن السيول جرفته.
عادل عرب، عم الشاب قال لـ(كركوك ناو)، "روزفان خرج من المنزل منذ عصر ذلك اليوم ولم يعد، وفقاً لما رصدته كاميرات المراقبة وبعض الأدلة الاخرى فقد غرق جراء السيول، لا زال البحث عن جثته جارياً".
الدفاع المدني لديه شكوك بغرق روزفان، لكن مراسل (كركوك ناو) لم يتمكن من التأكد من أقوال عم الشاب لعدم اطلاعه على تسجيلات كاميرات المراقبة والأدلة التي تحدث عنها.
ويقول بيوار عبدالعزيز، "والد الشاب راجعنا وقال بأن ابنه غرق، لكن لم يتم التحقق من الحادث ولا يوجد هناك شهود عيان، كل ما نعرفه هو أن الشاب مفقود، لا نستطيع أن نقرر شيئاً قبل أن تتوفر أدلة قاطعة".