أصبح لإيزيديي العراق والعالم "أمير ثالث "، بعد تنصيب أمير جديد في بغداد، لتتعمق بذلك الخلافات داخل المكون الديني الايزيدي على منصب الأمير.
"الأمير الجديد" للايزيديين أعلن عن نفسه أميراً في مراسيم أقيمت يوم 15 نيسان 2024 في العاصمة العراقية بغداد، وسابقاً تم تنصيب أميرين آخرين ي كل من شيخان و سنجار.
"حصلت على أصوات وتواقيع 50 ألف من ايزيديي أمريكا، استراليا، أرمينيا، جورجيا، ألمانيا، سنجار، شيخان وأماكن أخرى ممن عبروا عن دعمهم لتنصيبي أميراً للايزيديين"، حسبما قال سالم نجمان داود بك لـ(كركوك ناو)، عقب الإعلان عن نفسه أميراً في بغداد.
وأشار الى أنه سلم التواقيع للحكومة العراقية وبأنه نال موافقة الحكومة الاتحادية قبل أن يصبح "أميراً"، "لدي وثائق وأدلة رسمية تثبت تنصيبي أميراً"، بحسب سالم نجمان، دون أن يطلع (كركوك ناو) على أي من الوثائق والأدلة التي تحدث عنها.
الإعلان عن "الأمير الجديد " أثار احتجاجات وخلافات في صفوف الايزيديين، خصوصاً على شبكات التواصل الاجتماعي، وتجدد الجدل على منصب الشخص الأول في المكون الديني.
في تموز 2019، جرى تنصيب حازم تحسين بك "أميراً" لايزيديي العراق والعالم في مراسيم أقيمت بمعبد لالش في قضاء شيخان، لكن تنصيب حازم بك قوبل بالرفض من قبل ايزيديي سنجار. وفي آب 2019 اجتمع عدد من رجال الدين ووجهاء الايزيدية في مزار شبيل قاسم بسنجار وقررواتنصيب نايف داود سلمان أميراً لسنجار وتشكيل أمارة في القضاء تخضع لسلطة الحكومة المركزية العراقية.
حازم بك، هو نجل أمير الايزيدية الراحل تحسين بك وفي عام 1989 أصبح وكيلاً لوالده، وقد عين من قبل العائلة الأميرية بعد أشهر من الصراع بين سبعة مرشحين، وذلك بعد وفاة الأمير السابق للايزيدية تحسين بك في كانون الثاني 2019.
وقبل عدة سنوات، أعلنت الشخصية الايزيدية، معاوية اسماعيل، تنصيب نفسه "أميراً"، لكن لكنه لم ينل دعم الايزيديين.
جهور علي بك، نائب "الأمير" حازم تحسين بك، قال لـ(كركوك ناو) "الشخص الذي أعلن عن نفسه من بغداد أميراً، تدعمه جهة سياسية، لو كان وحده لما استطاع حتى تأجير الفندق الذي أعلن فيه عن نفسه أميراً"، دون ذكر اسم الجهة السياسية.
انتخاب أمير الايزيدية في العراق والعالم يكون عبر عدة مراحل بعد تحديد مرشح من داخل العائلة الأميرية، وفي المرحل الأخيرة تكون الكلمة النهائية للمجلس الروحاني الايزيدي.
مؤسسة ادارة شؤون الايزيديين في المجلس الروحاني الايزيدي يترأسه أمير الايزيديين، وتضم المؤسسة كلاً من بابا شيخ، والشيخ الوزير مع رئيس القوالين، وجميع القرارات التي تخص المكون الايزيدي تُصدر من تلك المؤسسة.
وأوضح جهور أن العائلة الأميرية تتألف من 24 عائلة، وقد اختير حاوم بك سابقاً باصوات 17 عائلة، "رغم أن سالم نجمان داود من العائلة الأميرية لكنه يحتاج للفوز بأصوات أغلبية العوائل ويجب أن تجري المراسيم الدينية الخاصة بتنصيبه في معبد لالش".
منصب الامير عند الايزيديين، انحصر بين أفراد نفس العائلة ويمثل الأمير المكون الايزيدي على نطاق العالم، ومن الناحية الدينية يُعتبر بابا شيخ، مرجعا دينيا لهم.
"الأمير الجديد" للايزيديين ينفي انتماءه لأي حزب أو جهةن "لست أيضاً ضد أي شخص أو جهة، هدفي الوحيد هو أن أخدم سنجار وشيخان وكافة ايزيديي العالم".
وقال سالم نجمان، "قبل أن أعلن عن تنصيب نفسي، بعثت رسالة الى حازم تحسين بك لكي نتناقش حول بعض القضايا، لكنه لم يرد على رسالتي، في الوقت الذي لم يُصدر مرسوم جمهوري لتنصيبه ولم تتم المصادقة عليه، لكنني أحظى بكتاب رسمي من الحهات المعنية في الحكومة العراقية".
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، خلا السنوات الماضية استقبلت الحكومة الاتحادية العراقية على نطاق رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية، حاوم بك بصفة "امير" حسبما تمت الاشارة اليه في البيانات الرسمية.
"أمير الايزيدية الآن هو حازم بك، فهو من العائلة الأميرية والابن الأكبر لتحسين بك، بموافقة عائلته والمجلس الروحاني"، بحسب جهور علي بك.
خلافات الايزيديين شملت ايضاً منصب بابا شيخ الايزيدية، التي تعتبر أعلى مرتبة دينية ايزيدية ويعد الزعيم الروحي للمكون الديني، ورغم تولي علي ألياس منصب بابا شيخ الايزيدية رسمياً في مراسيم دينية أقيمت بمعبد لالش في تشرين الثاني 2020، لكن عدداً من رؤساء العشائر والشخصيات الدينية والاجتماعية الايزيدية في سنجار عارضت الطريقة التي تم بها تنصيب البابا شيخ، بحجة "التدخلات الحزبية وتجاهل رأيهم" في قرار التنصيب.
"تنصيب عدة أمراء، يؤدي الى تشتت البيت الايزيدي"، بحسب ناشط ايزيدي طلب عدم الكشف عن اسمه، وقال لـ(كركوك ناو)، "أي من هؤلاء الأمراء عالج مشاكل سنجار الادارية، أو عمل على إعادة النازحين أو تحرير المختطفين الايزيديين؟ إذا لم يستطع الأمير القيام بأي من هذه الأمور فما فائدته؟".
الخلافات حول منصب الأمير تأتي في الوقت الذي لم تعد فيه آلاف العوائل الايزيدية النازحة الى ديارها، مصير أكثر من ألفي مختطف لا زال مجهولاً، سنجار تعاني من الدمار وتعدد الإدارات، وهذه المشاكل مستمرة رغم استعادة القضاء من سيطرة مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش".
كل من "ألأمير" حازم تحسين بك والبابا شيخ علي ألياس كانا قد زارا من قبل سنجار، لكن مساعيهما لعقد المصالحة ولم الشمل الايزيدي لم تثمر عن شيء.
يقول سالم نجمان داود بك بأنه سيعود الى سنجار بصفة "أمير" الايزيدية، وسيكون مقره الرئيسي في القضاء وسيعمل على حل المشاكل، "لأنني أصبحت أميراً بناء على طلب الأهالي وسأخدمهم".
ينتشر اغلب ايزيديي العراق في كل من قضاءي شيخان (شمال الموصل والذي يتبع محافظة اربيل إدارياً)، وقضاء سنجار (120 كم غرب الموصل) والذي يتبع محافظة نينوى إدارياً.